القاهرة تتزين لاستقبال الرئيس الامريكي أوباما
القاهرة: بدأت جامعة القاهرة في وضع اللمسات الأخيرة على اكتمال جاهزيتها لاستقبال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في قاعة الاحتفالات الكبرى يوم الخميس القادم الرابع من يونيو/حزيران لإلقاء خطابه المرتقب إلى العالم الإسلامي وذلك في أول زيارة له إلى مصر منذ تنصيبه رسميا في يناير/كانون الثاني الماضي.
ومع بدء العد التنازلي للزيارة، رفع المسئولون المصريون حالة التأهب داخل وخارج جدارن الجامعة لكي تظهر الجامعة العريقة والمناطق المجاورة لها في أبهى حلة لاستقبال الضيف الأمريكي والذي خصّها بهذه الزيارة التاريخية.
[ALIGN=CENTER][/ALIGN]واستعدادا لهذا الغرض، دخل عمال النظافة في سباق مع الزمن للانتهاء من الأعمال التي كلفوا بها، حيث أوشكت أعمال التجديد والطلاء التي تجري على قدم وساق في مبني الجامعة الرئيسي وعدد من الكليات المحيطة به، على الانتهاء .
كما رصفت الجامعة ومحافظة الجيزة المكان المحيط بقاعة الاحتفالات الكبرى من ناحية المدخل الجمهورى، بينما استمر الجانب الآخر المقابل للمجلس الأعلى للجامعات على حالته القديمة.
وأوشك مسئولو محافظة الجيزة، على الانتهاء من تطوير المباني الداخلية للجامعة، وتغيير نظام الصرف الداخلي فيها، ورصف الشوارع المؤدية لها، وكذلك مراجعة جميع أعمدة الإنارة بشارعي الجامعة والنهضة، كما يجرى تجهيز ملاعب الجامعة كمهبط للطائرة التي ستقل الرئيس الأمريكي.
كما أعدت المحافظ الجيزة خطة موسعة لتطوير وصيانة مناطق عديدة داخل وخارج جامعة القاهرة، وتشمل صيانة الحدائق ورصف الشوارع وغسل التماثيل وطلاء المباني.
[ALIGN=CENTER][/ALIGN]
بدورها، اهتمت هيئة النظافة والتجميل، بالشوارع التي من المقرر أن يمر بها موكب الرئيس الأمريكي، وهى خط السير المبدئي سواء كوبري ثروت أو كوبري الجامعة وحتى تمثال نهضة مصر وشوارع أكتوبر والنيل السياحي والنهضة.
وتمت الاستعانة بأنواع فاخرة من الزهور باهظة الثمن، بالإضافة إلى تخصيص 450 عامل نظافة لإنجاز أعمال النظافة والتجميل، بحيث تنتهي في غضون 72 ساعة، كما ستخضع قبة الجامعة المصنوعة من نوع نادر من النحاس للصيانة والتلميع.
وقررت الهيئة دهان المباني والأسوار الحديدية للجامعة باللون الأخضر بطول 5000 متر، وكذلك أسوار كوبري الجامعة وتهذيب الأشجار، وغسل تمثال نهضة مصر المواجه للسفارة الإسرائيلية وزراعة الورود حوله.
وكثفت الجامعة التضييق الأمنى على الدخول والخروج، واحتشد أفراد الأمن على جميع أبوابها، وجميع المداخل والمخارج التى توصل للقاعة، حيث وضعت أكثر من نقطة أمنية حولها، كما أغلقت الباب الرئيسى.
وأكدت مصادر داخل الجامعة انه تم تأجيل امتحانات نهاية العام الدراسي التي تجري في الرابع من يونيو القادم إلى موعد آخر.
وانتهى العاملون بالجامعة تقريبا من أعمال التنظيف والتجهيزات بالقاعة ونقلوا عددا من المكاتب والمخازن الملحقة بالقاعة إلى المدينة الجامعية للطلاب، تخوفا من حدوث حرائق.
وشوهد العشرات من عمال النظافة وهم يقومون القاهرة بتنظيف المدخل الجمهوري للقاعة من الأتربة ورسائل الحب والغرام على جدرانه.
وتعتبر قاعة الجامعة من أعرق القاعات الموجودة في مصر حيث شهدت حضور العديد من رؤساء الدول، والشخصيات المهمة، وعقد بها مؤتمر عدم الانحياز، كما ألقى الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك بها محاضرة على هامش افتتاح مستشفى قصر العيني الفرنساوي.
كما كرم بها كل من نيلسون مانديلا، الرئيس الأسبق لجنوب أفريقيا، وعبده ضيوف، الرئيس السابق للسنغال، عندما منحتهما الجامعة الدكتوراه الفخرية، كما شهدت القاعة حضور ساندو برينتي رئيس وزراء إيطاليا السابق، ووزيرة الدفاع اليابانية وكذلك زارها الزعيم الليبي معمر القذافي.
وافتتحت القاعة عام 1935، على مساحة 3160 مترا مربعا، تعلوها قبة على شكل نصف كرة ارتفاعها 52 مترا حيث تعتبر رمزا للجامعة المصرية العريقة، وتنتهي هذه القبة بمجموعة من النوافذ في جميع الاتجاهات تمد القاعة بالضوء الطبيعي.
الزيارة المرتقبة
ويصل أوباما إلى القاهرة في العاشرة من صباح الرابع من يونيو/حزيران المقبل، قبل أن يتوجه إلى قصر عابدين حيث تجري وقائع حفل الاستقبال الرسمي، ليلتقي بعد ذلك الرئيس المصري حسني مبارك، ومن ثم يتوجه إلى جامعة القاهرة ليلقي خطابه الذي يستمر ساعة.
ومن المرجح أن يطرح أوباما خلال كلمته فكرة جديدة لتحالف يضم الولايات المتحدة وأوروبا والعرب وإسرائيل ضد قوي الشر في العالم ويؤكد انه ان الأوان لتجديد المصالحة بين المسلمين واليهود وان تدرك الدول الإسلامية على مستوى العالم أن وقت الحوار قد حان .
وتعيد زيارة أوباما إلى القاهرة أجواء الزيارة الأولى للرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون إلى مصر في الثالث عشر من يونيو ،1974 والتي اعتبرها الرئيس الراحل أنور السادات بداية لعصر جديد من الصداقة، بعد سنوات طويلة من الجفاء.
ويعول مراقبون على أن تكون الزيارة بداية لمرحلة جديدة من العلاقات، يعبر فيها الطرفان فترة من التوتر والأزمات خلال إدارة الرئيس السابق جورج بوش.
وخطت مصر خطوة على هذا الطريق عندما أعلنت في وقت سابق عن زيارة للرئيس مبارك كان مقررا لها أن تتم هذا الأسبوع، قبل أن يتم تأجيلها “لظروف إنسانية” بعد وفاة حفيده، واستبدالها بزيارة لوزيري التجارة والخارجية ورئيس جهاز المخابرات العامة عمر سليمان.
حيث توجه ثلاثتهم إلى واشنطن على رأس وفد مصري، لإجراء لقاءات مع نظرائهم الأمريكيين، وتوقيع إعلان مشترك عن أساليب العمل الجديدة التي يتم من خلالها زيادة التجارة والاستثمار بين البلدين.
يحيا مصر رمزا للعرب والمسلمين