المراهقة المتأخرة للرجل.. كبرنا وصغرت أحلامنا
عصام الدين محمد شيخ إدريس «موظف ومغترب بدولة الإمارات» قال: ان المراهقة المتأخرة للرجل لها اسبابها، فهى فى كثير من الاحيان ناتجة عن احساس الرجل بفراغ عاطفى فى حياته مما ينعكس فى تصرفاته، فنجده يلبس ملابس قد لا تناسب عمره ليظهر بمظهر الشاب الانيق، وتكون نتيجة عدم اهتمام الشريك به مما يجعله فى ضغط نفسى فيحاول ان يظهر انه مازال مهما حدث، فنجده يحاول ان يقيم علاقات عاطفية مع فتيات قد تكون اعمارهن فى عمر بناته، فيحاول ان يجاريهن. وقد يكون السبب نفسياً بحتاً، بمعنى ان يكون السبب احساس الرجل بأن عمره تقدم، وهذا الإحساس عادة يكبر كلما تقدم الرجل فى العمر فيكون سبباً فى ان يحاول ان يقنع نفسه والآخرين بانه مازال شاباً، وان عاطفته لم تنضب، فنراه يركز فى أغلب اهتماماته على العطور والملابس والأحذية، وهذا ليجذب اليه الجنس اللطيف بحسب ما يعتقد، فنراه يأتى بتصرفات صبيانية يستنكرها المجتمع لكنه لا يشعر بها ويراها من وجهة نظره طبيعية وحقاً من حقوقه وخطاً أحمر لا يجب تجاوزه.
يؤثر نفسياً على أبنائه فائقة الطيب «خريجة» قالت: ان المراهقة المتأخرة هى اشكالية كبيرة بالنسبة للرجل، وقد تتسبب فى مضايقة الفتيات، وقد يجد المراهق الكبير من يهتم به من الفتيات من اجل استغلاله ماديا وهو يرى غير ذلك، وعلى الاسرة اذا احست بذلك والابناء التقرب منه ومصادقته وعدم توجيه النقد المتكرر له، فلدينا جارة لنا يعاني زوجها من هذه الاشكالية فتأثرت جداً من ذلك وقررت الطلاق، لكن تدخل الابناء وحكمتهم حدت من ذلك .الدكتور محمد قور حامد «اعلامى» قال فى حديثه لـ «الانتباهة»: فى اعتقادى ان المراهقة المتأخرة عند كبار السن ليست حالة بيولوجية، فقد تكون ظاهرة لاسباب معينة. وهنا تحدث تغيرات فيزيولوجية وفى اعتقادى تحدث عند بعض كبار السن وتنتهك كراماتهم، ومثل هؤلاء تظهر عليهم فى شكل تعاملهم مع الجنس الآخر، كأن يعمل احدهم على تزييف شكله واصباغ شعره وحتى قصات شعره وكذلك الازياء، ولكن قد اجد حرجاً اذا قلت ان هذا المراهقة يأتى بها كبير السن لاسباب للظاهرة، فقد تكون نتيجة لاسباب عدم تكافؤ فى الزيجات، وتحدث للطرف وتجرفه فى اتجاه مغاير، وقد يقود ذلك الى انحراف فى السلوك والاخلاق، واحيانا تكون الزيجة ناجحة وتنعكس تصرفات المراهق الكبير داخل اسرته، ويستغرب الابناء كذلك فى تصرفاته فى اللبس وغيره، ويؤثر ذلك نفسياً على ابنائه. العمر من وين بشترو وبحسب الطبيب النفسى المعروف بروف على بلدو فإن المراهقة المتأخرة التى انتشرت لدى كبار السن لديها اكثر من مظهر، حيث يمكن ان تكون فى شكل سلوكيات مثل لبس الملابس غير اللائقة والتبرج واستخدام المساحيق والعطور بصورة غير مقبولة للظهور بشكل اصغر وايهام الآخرين بخلاف الواقع، وكما يمكن ان تكون فى شكل اهتمامه مثل الالعاب الصبيانية وارتياد الاندية الخاصة باليافعين واستخدام ادوات او آلات او موديلات معينة يكثر استخدامها لدى الشباب. ويواصل بروف بلدو فى افاداته قائلاً: ان الامر لا يتوقف عند هذا الحد بل يتعداه الى التصرفات غير المقبولة والسلوكيات غير اللائقة مثل التحرش والملاحقة والاعتداءات، بحيث تغلب على سلوك كبير السن بصورة ملاحظة، وتكون اكثر ذلك بحسب بلدو المشكلات الاجتماعية والنزاع مع القانون واهتزاز الثقة فى الاسرة وتهتك النسيج المجتمعى، حيث نجد ان الطفولة المضطربة والاخفاقات المختلفة العاطفية والاجتماعية جنباً الى جنب مع المشكلات الاسرية، وعدم القدرة على الاشباع العاطفى والخوف والرغبة فى تعويض الفرص، فكلها تدفع الشيخ المراهق الى ولوج هذا الباب الذى مر من عبره الكثير والكثيرات ومازال مفتوحاً على مصراعيه.
أفراح تاج الختم
صحيفة الإنتباهة
ت.أ