التوتر يظهر في أولى جلسات البرلمان الكويتي
إنسحب خُمس أعضاء مجلس الأمة الكويتي المنتخب مؤخرًا تقريبًا من أولى الجلسات البرلمانية يوم الاحد احتجاجًا على تشكيل الحكومة الجديدة في بادرة تُنذر بأن التوتر الذي كاد يشل أعمال المجلس التشريعي السابق لا يزال قائمًا.
وأعاد أمير الكويت الذي حل البرلمان السابق في مارس/آذار بعد ان حاول بعض النواب استجواب رئيس الوزراء تعيين ابن أخيه الشيخ ناصر محمد الأحمد الصباح رئيسًا للحكومة الجديدة.
وانسحب تسعة من الأعضاء من البرلمان بعد ان دعا الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح مجلس الأمة الى التعاون مع الحكومة. وقاطع خمسة نواب آخرون الجلسة.
وقال الأمير أمام البرلمان قبل انسحاب هؤلاء النواب “في هذه المرحلة الدقيقة لم يعد هناك مُتسع للمزيد من الحديث فما سبق طرحه كاف وواضح ولا حاجة لتكراره وتأكيده مرة أُخرى كما لم يعد هناك وقت لغير العمل والعمل الجاد الدؤوب حيث لن يكون مُجديًا وغير مُمكن السماح بالمزيد من التراجع واستمرار مشاعر القلق والإحباط لدى الجميع.
وقال “وانني ومن منطلق المسؤولية سأكون قريبا ومراقبا لاداء كل من المجلس والحكومة متابعا عمل كل منهما املا ان يلتزم كل بدوره وفيا لقسمه.”
ومع ان الاسلاميين السنة الذين هيمنوا لفترة طويلة على المجلس فقدوا نصف عدد مقاعدهم لصالح الشيعة والليبراليين فان المحللين يقولون ان هذه التغييرات لم تكن كافية لإنهاء المأزق المستمر مع الحكومة.
والحكومة الجديدة هي السادسة التي يرأسها الشيخ ناصر (69 عاما) من عام 2006.
وسيؤدي استمرار التوتر الى تعطيل التصديق على تشريعات رئيسية بينها حزمة حوافز اقتصادية تبلغ قيمتها خمسة مليارات دولار كانت قد واجهت مقاومة من البرلمان السابق وتبنتها الحكومة بعد حله.
كما يهدد هذا التوتر أيضا خطط تنويع الاقتصاد للابتعاد عن الاعتماد الكبير على عائدات النفط الذي يجعل رابع دولة مصدرة للنفط في العالم عرضة لتقلبات الأسعار.
وكان بعض النواب الذين انسحبوا يحتجون أيضا على عدم تغطية اثنتين من زميلاتهم الأربع لرأسيهما بما يتفق مع الشريعة الاسلامية. وكانت النائبات الأربع أولى النساء على الإطلاق اللاتي يتم انتخابهن لعضوية برلمان الكويت.
وأُعيد تعيين الشيخ احمد العبد الله الصباح وزيرا للنفط في الحكومة الجديدة التي أُعلن تشكيلها يوم الجمعة الى جانب تعيين ستة وزراء جدد.
وتولى الشيخ أحمد الفهد الصباح وهو وزير سابق للنفط ثلاثة مناصب وزارية هي نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزير الدولة لشؤون التنمية ووزير الدولة لشؤون الاسكان وهو ما يثير انزعاج بعض النواب.
وستكون المهمة الرئيسية للحكومة الجديدة استعادة ثقة المستثمرين بعد ان ألغت الكويت مشروعا مشتركا مع شركة داو كيميكال يتكلف 17 مليار دولار ومناقصة لبناء مصفاة تتكلف 15 مليار دولار بعد معارضة من مجلس الامة.
الخرافي يرفع جلسة المجلس الى جلسة الثلثاء المقبل
إلى ذلك رفع رئيس مجلس الامة جاسم محمد الخرافي الجلسة الاولى بعد انتهاء اعمالها الى جلسة يوم الثلثاء المقبل التاسع من يونيو الحالي . واثر بدء الجلسة الاولى من دور الانعقاد الحالي ادى اعضاء المجلس (نوابا ووزراء) اليمين الدستورية وفقا للمادة 91 من الدستور ما يعني مباشرة عضويتهم وبالتالي اعمالهم في المجلس . وتنص المادة المذكورة على انه “قبل ان يتولى عضو مجلس الامة اعماله في المجلس او لجانه يؤدي امام المجلس في جلسة علنية اليمين.
وشهدت الجلسة تزكية النائب جاسم الخرافي رئيسا للمجلس للفصل التشريعي الحالي اضافة الى انتخاب النائب عبدالله الرومي نائبا للرئيس لذات الفترة . وفاز بامانة سر المجلس لدور الانعقاد الحالي النائب دليهي الهاجري فيما فاز بمنصب مراقب المجلس للفترة ذاتها النائب الدكتور محمد هادي الحويلة . واختار المجلس خلال الجلسة اعضاء لجانه الدائمة وعددها 11 لجنة كما وافق على مقترحات بتشكيل لجان اخرى مؤقتة واختار اعضاءها .
وبعد انتهاء الاعضاء من اداء اليمين الدستورية ابدى عدد من النواب تحفظًا على ما يرونه في النائبتين الدكتورة رولا دشتي والدكتورة اسيل العوضي من مخالفة للضوابط الشرعية التي نص عليها قانون الانتخاب .
واشاروا الى اعتراض سابق لذات القضية (الضوابط الشرعية) تم تسجيله في بداية الفصل التشريعي السابق وعلى اثره تمت احالة اقتراح بهذا الشأن على لجنة الشؤون التشريعية والقانونية البرلمانية لدراسته وتقديم تقرير بشأنه . وقال رئيس الجلسة حينئذ رئيس السن النائب خالد السلطان ان اعتراض النواب تم تسجيله وهناك اجراءات سيتم اتخاذها في هذه القضية
– وشهدت الجلسة كلمة القتها النائب الدكتورة معصومة المبارك اشارت فيها الى ان الجميع امام مناسبة تاريخية في مسيرة الديمقراطية بدولة الكويت حيث سجل الناخبون والناخبات فيها درجة عالية من الوعي السياسي. واضافت ان الجميع تجاوبوا بصورة مميزة مع دعوة امير البلاد لوضع مسؤولية حسن اختيار ممثلي الامة أمانة في اعناقهم .
وذكرت ان الانتخابات البرلمانية الاخيرة سجلت حدثًا تاريخيًا مميزًا ترددت اصداؤه اقليميًا ودوليًا لا سيما بعد فوز اربع نساء في تلك الانتخابات “ولا شك ان تلك سابقة قل مثيلها في دول سبقت الكويت في مشاركة المرأة بالحياة السياسية”. وعبرت عن اعتزازها بصفتها ونيابة عن زميلاتها النواب “بهذا الانجاز الرائع” معربة في الوقت ذاته عن اسمى آيات الشكر والتقدير والعرفان لاميرالكويت وولي العهد.
المصدر :ايلاف