علماء الإجتماع: الفضيحة الجنسية لـ«عنتيل الغربية» تدمر صورة السلفيين وتكشف إصابة المجتمع المصري بحالة «شيزوفرينيا»
وبالنظر إلى الإقبال الواسع على قراءة ذلك النوع من الاخبار، اندفعت وسائل الإعلام في تغطية اخباره، في الوقت الذي كانت فيه البلاد تشهد احداثا هامة بل و خطيرة منها الهجوم البحري قبالة دمياط، ومشاركة ثلاثة علماء مصريين في إنجاز علمي تاريخي غير مسبوق وهو إرسال مركبة فضائية إلى أحد المذنبات، وما قد يكشف عن بعض أسرار الكون، وغيرها. وظلت اخبار «العناتيل» الأكثر قراءة في مواقع عدد من الصحف المصرية، بينما كانت كلمة «العنتيل» الأكثر بحثا في اليوتيوب بحثا عن «الفيديوهات الجنسية» دون جدوى إذ ان سياسة اليوتيوب لا تسمح بنشرها، الا انها انتشرت في مواقع أخرى، بعد أن تم تجميعها في اسطوانة واحدة تباع في شوارع محافظ الهربية مقابل مئتي جنيه.
فتوى وسخرية
ودشن مستخدمو موقع التواصل الاجتماعى «تويتر» هاشتاغ بعنوان «عنتيل حزب النور» للسخرية، ولاقى الهاشتاغ ردود أفعال عالية وأصبح متداولا بشكل كبير على «تويتر» فى فترة زمنية قصيرة، وجاءت أبرز تعليقات المستخدمين كالتالي: «هو ده الكفاح والنضال الذي عمل به الرجل لنشر مبادئ الحزب»، الحزب ده كل العاملين به أصحاب دعوة من أيام «البلكيمى» وكله بما يرضى الله».
وطالب أحد المشاركين في الهاشتاغ، الشيخ ياسر برهامي بإصدار فتوى بشأن تداول مقاطع الفيديو، قائلاً: «ممكن حد يسأل الشيخ برهامي عن فتوى انتشار الفيديوهات. وتابع النشطاء سخريتهم: «بعد عنتيل حزب النور، البلكيمي وعلي ونيس»، الهاشتاغ أدى إلى نشوب مشاجرة بين الإخوان والسلفيين، من رواد موقع التدوين القصير، حيث اعتبر السلفيون أن ما يتم تداوله يهدف للإساءة للحزب قبل انتخابات البرلمان، فيما رد عليهم النشطاء: «أفعال أعضاء الحزب هي اللي بتفضح نفسها وربنا بيكشفهم للناس»
كما حاول بعض السلفيين اتهام الإخوان بأنهم يقفون وراء ترويج هذه الفيديوهات، لوضع حزب النور في موقف محرج، وهو ما رد عليه منتسبون إلى جماعة الإخوان بالنفي. وكتب أحد المغردين عبر الهاشتاغ، منتقداً سلوك بعض أعضاء حزب النور، «كلما رأيت إنسانا يسرف في تقييم أخلاق الآخرين.. كلما أدركت مدى حاجته هو للأخلاق» وسخر أحد المستخدمين بقوله «دعاء السلفين النهاردة: اللهم اكفنا شر تويتر وهاشتاجات تويتر والعيال بتوع تويتر اللي فضحوا أهالينا».
آراء العلماء
وعلى المستويين الاجتماعي والسياسي تباينت تحليلات العلماء للظاهرة، فقال الدكتور رشاد عبد اللطيف، أستاذ علم الاجتماع ونائب رئيس جامعة حلوان، في تصريحات خاصة لـ«القدس العربي»: الافعال الذي ارتكبها عنتيل الغربية لا تتفق مع دين ولا اخلاق ولا منطق، وتفسيري لها انها افعال سايكوباتية ، وكلمة سايكوباتي تعني الانسان الذي لا يعرف القيم الاخلاقية في المجتمع ، وهناك تفسخ للعلاقات الاجتماعية وغياب الضمير مع تواجد الشخصية السايكوباتية،هذا ما أدى إلى ما نحن عليه الان . وعن الدافع وراء ارتكاب هذه الافعال، قال رشاد، لقد وجد الفرصة المتاحة ووجد من لم يعارضه ، مع عدم تغليظ العقوبات في مثل هذه الجرائم .
وعن تأثير هذه الافعال على صورة السلفيين بصورة خاصة، قال رشاد ، ان هذه الافعال ستؤثر على صورة السلفيين بصورة كبيرة جدا، لان الناس ستبدأ في التعامل معهم بعدم ثقة وسيكذبون احاديثهم، واضاف ، ان هذه الافعال ستؤثر على الشباب، لانهم سيحاولون تقليد ما يرونه ، إذ لم يكن هناك عقاب رادع.
وعن دور الحكومة للتصدي لهذه الظاهرة، قال رشاد، لا بد من إتمام التحقيقات سريعا وتوقيع العقوبات، ولابد من دعوة فريق من المتخصصين الاجتماعيين من خريجي الخدمة الاجتماعية وعلم النفس، لرصد هذه الحالة والحالات المشابهة لها، وتقديم تقرير إجتماعي نفسي للمجتمع.
وقال الدكتور جمال حماد، استاذ علم الاجتماع بجامعة المنوفية، في تصريحات خاصة لـ « القدس العربي»:عندما اصابت الشيزوفرنيا المجتمع المصري بشكل عام عملت على إحداث خلل في البناء الاجتماعي ، أدى ذلك إلى التأثير على المواطنين ، معدلات الطلاق في مصر كانت اسبابها بنسبة 50٪ الخيانة الزوجية بعد عام من الزواج فهذا يعني ان هؤلاء الاشخاص لديهم شيزوفرينيا ، فهذه الظواهر ليست بجديدة على علماء الاجتماع ،لانها تعد متغيرات طبيعية لان معطيات البناء الاجتماعي خاطئة .
اما الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأمريكية، فقال لـ «القدس العربي»: هذه الظاهرة تعد ظاهرة إعلامية اكثر مما هي ظاهرة حقيقية، وموجودة في اماكن كثيرة بالعالم، فعندما ننظر إلى هؤلاء الاشخاص الموجودين في الفيديوهات، لا يوجد فيهم اي نوع من الوسامة ولا الجمال، فهم مجرد ناس فقراء وحالتهم كرب ، وهذه حرية شخصية وحياتهم الخاصة، والقصة كلها هو انه ذهب إلى شخص لكي يصلح جهاز الكمبيوتر الخاص به وهذا الشخص خان الامانة وكشف معلومات عنه وسربها الي اليوتيوب فهذا يعد امرا غريبا، لكن المشكلة ان الإعلام قرر ان يزيد من حجم الموضوع لاهداف سياسية واضحة جدا.
وأضاف: أن هؤلاء الأشخاص لديهم نقص في عدة أشياء، ويعملون على تعويض هذا النقص، بتصوير الفتيات اللاتي يمارسون معهن علاقات غير مشروعة، للتفاخر بالمقاطع المصورة بين أصدقائهم.
وأوضح أستاذ علم الاجتماع، أن تلك الفتيات يعشن في مناطق فقيرة، ويتم استغلالهن، لافتًا إلى أن «عنتيل الغربية» استغل المظهر الديني الخارجي لخداع تلك الفتيات.
وعن تأثير هذه الافعال على صورة السلفيين بصورة خاصة قال سعيد، إن الصحف تحاول كتابة الاخبار بصورة مثيرة جدا ، مثلا القبض على سلفي يغتصب ابنته او رجل مسيحي يغتصب امرأه مسلمة وهذا فيه بعد طائفي ، ولكنه من الممكن ان يكتب الخبر بطريقة هادئة ، ولكن الإعلام يرغب في نشر الاخبار بصورة تثير الرأي العام، فعند إضافة مصطلح ديني او سياسي للخبر ، يعمل هذا إلى توجيه الرأي العام نحو اتجاه معين .
وعن اسباب انتشار الفيديوهات الجنسية في الاونة الاخيرة ، قال: سهولة النسخ وإنتشار مواقع التواصل الاجتماعي، والتكنولوجيا الحديثة ساعدت اكثر على انتشار هذه الفيديوهات.
نفي حزب النور
قال أحمد القطان، أمين حزب النور في محافظة الغربية، إن من يعرف بعنتيل الغربية ليس عضوًا في الحزب ، نافيا ما قالته الصحف إنه أمين للحزب في مدينة السنطة.
وأكد القطان أن الشخص الموجود بالفيديوهات لا ينتمي لحزب النور، فضلا عن عدم مشاركته في أي نشاط أو مسؤولية في الحزب، مضيفا «نؤكد على أن حزب النور فصيل مكون من أبناء هذا الوطن يهدف إلى النهوض بالبلاد، فليس من مصلحة أي أحد يحب هذا البلد أن يشوه صورته وينسب إليه مثل هذه الأفعال المشينة ظلما وزورا».
فيما أكد عضو الهيئة العليا لحزب النور، صلاح عبد المعبود، أن «عنتيل الغربية» حلقة جديدة من مسلسل الطعن والتشويه لحزب النور، خاصة أننا على أعتاب الانتخابات البرلمانية، والخصوم كثر وكلهم يعلمون جيدا مكانة حزب النور عند الشعب المصري.
وأوضح عبد المعبود، في بيان له، أن هناك من يحاول الطعن في الحزب بأي وسيلة حتى إن كانت بالزور والكذب، مستعينين ببعض وسائل الإعلام المأجورة التي سارعت بإلصاق التهمة بحزب النور دون بينة سوى أن المتهم ملتح.
وقال إنه ليس كل رجل أطلق لحيته أو كل امرأة غطت وجهها أصبحوا من حزب النور، متسائلا: هل سمع أحد يوما أن اللحية والنقاب من شروط العضوية بحزب النور.
وأشار إلى ثقته في الشعب المصري العظيم الذي يعرف حزب النور جيدا، ولن ينسى مواقفه التاريخية التي قدم فيها مصلحة الوطن على مصلحته الحزبية. بينما أكدت الأهالي أنه فعلا من السلفيين، وينتمي إليهم، حيث كان يدير الحملة الانتخابية لحزب النور السلفي في انتخابات البرلمان، وكان يحمل توكيلا عاما من أحد نواب حزب ديني في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وكان يحشد الجماهير في اللجان، وكان أول من يقوم بتعليق اللافتات وطباعتها ومعروف للجميع أنه رجل ذلك الحزب بالسلطة.
[/JUSTIFY]
م.ت
[/FONT]