عالمية

بالصور: منصور البلوشي..مبتكر إماراتي يرنو إلى التتويج.. صنع أول طائرة إنقاذ لاسلكية صنعت في الإمارات و أسماها “سند”

[JUSTIFY]تواصل دبي استنفار طاقات شبابها في مسابقات أفكار خلاقة، وخدمات تقدمها دوائرها وهيئاتها، تسعى للتفرد والتميز، وما الخطوات باتجاه الحكومة الذكية إلا إحدى هذه الدلائل التي تبشر بخير كثير يطل على هذه الإمارة، يعكس وراءه عملاً دؤوباً وعزيمة جبارة للإنجاز واتخاذ القرار بالمبادرة.

ويعتبر منصور البلوشي، الشاب الإماراتي الذي يحمل شهادة الهندسة في الإلكترونيات، نتاج وثمرة هذه السياسات الحكومية الهادفة، من خلال مسابقة محمد بن راشد للطائرات من دون طيار، التي أطلقت منذ فترة بغرض ابتكار طائرة تؤدي خدمات مميزة، ومبتكرة، تساعد على التسريع في توجه الحكومة الذكية.

البلوشي الذي أعجب بالفكرة ووجد فيها ضالته التي يبحث عنها، خاصة أنه عاشق للطائرات اللاسلكية والنفاثة، والتي قضي في هوايته هذه ما يقرب من الـ14 عاماً بين ممارسة الهواية، ومراحل تجريب لتجميع وتصنيع هذه الطائرات، التي حان أوانها لكي تنطلق من مرحلة الهواية إلى مرحلة الاحتراف بالانضمام للجائزة.

3594052198 هندسة الإلكترونيات

في البداية، قال منصور إنه درس هندسة الإلكترونيات في بريطانيا، وكان مشروع التخرج الخاص به هو كيفية تصنيع طائرة من دون طيار، وبعد أن حصل على الدبلوم في الهندسة وأكمل دراسته عاد للإمارات في عام 2001، وكان يتملكه شغف وعشق خاص للطائرات، جعله يسعى إلى تجمعات الهواة ممن يحبون ممارسة هذه الهواية.

وأضاف إنه بدأ يسعى مع كثيرين من محبي الرياضة إلى تكوين مظلة تجمعهم، وكانت البداية بتأسيس نادٍ لمحبي وهواة ممارسة رياضة الطائرات اللاسلكية، في منطقة ند الشبا، حيث بدأ مع آخرين تنظيم مسابقات وبطولات، لحوالي 400 ممارس وهاوٍ هم أعضاء النادي، من كافة الجنسيات.

طائرات لاسلكية

وأوضح أنه بداية من العام 2003 بدأ التعمق في الرياضة والنظر إليها من منطلق العلم والدراسة، وكيفية تصنيع الطائرات، والقوانين الرياضية التي تتحكم فيها، موضحاً أنه بدأ منذ ذلك الوقت في تجميع الطائرات اللاسلكية، من خلال استيراد قطعها ومكوناتها، من ألمانيا وأميركا، وشراء أجزاء أخرى من الإمارات.

وبين أن الطائرات التي نجح في تصميمها كانت لأغراض التصوير، وكانت مزودة بكاميرات خاصة تستطيع تصوير وتسجيل كل ما من شأنه إفادة الجهات التي تستخدمها، معتبراً أن ذلك كان مفيداً جداً بالنسبة له في هذه المرحلة، التي استطاع فيها عن قرب التعرف على الطائرات اللاسلكية بعمق أكثر.

تحدي المسابقة

وتابع إنه حينما أعلن عن جائزة الإمارات للطائرات دون طيار لخدمة الإنسان، اتخذ قراراً بالتفرغ كلياً للجائزة، للوصول إلى أفضل فكرة تجعله مرشحاً قوياً للفوز بها، مضيفاً إنه بدأ في البحث عن فكرة مختلفة لما سوف يقدمه، وخاصة أنه من خلال خبراته الكبيرة في هذا المجال، وجد أن كل الطائرات الموجودة والتي تستخدم في الإمارات هي كلها لأغراض التصوير فقط، وهنا كانت نقطة الانطلاق بالنسبة له، إذ قرر الانطلاق إلى آفاق فكرة أخرى وهي استخدام الطائرة في مجال الإنقاذ.

سند الأولى

ولفت البلوشي إلى أن طائرته التي يطلق عليها(سند) لما يعكسه الاسم من معان تنطبق كلياً عليها، حيث تعد الأولى على مستوى الخليج والشرق الأوسط التي تم تصنيعها محلياً، حيث لم يسبقه في ذلك شخص آخر، مضيفاً أن لديه طلبات من شرطة دبي وأبوظبي والفجيرة للاستعانة بخدماته وأفكاره في عمليات البحث والإنقاذ التي تقوم بها هذه المؤسسات.

وذكر أن فكرته تلخصت في تصنيع طائرة لاسلكية لها مواصفات خاصة تمكنها من حمل أوزان كبيرة ليتمكن مستخدموها من استخدامها في أغراض الإنقاذ وما شابه، وخاصة أنه لم تكن هناك مثل هذه الأفكار من قبل.

فشل ونجاح

وأضاف إنه بدأ الاشتغال على الفكرة وبداية التصميم منذ 6 أشهر ماضية، حاول خلالها إجراء تجارب كثيرة للوصول إلى أفضل النماذج التي تمكنه من الوصول للنموذج المثالي لتطبيق فكرته، مؤكداً أنه فشل في التجارب التي أجراها 4 مرات، حاول في كل مرة أن يبتعد فيها عن الطائرة التي صنعها لمدة 72 ساعة، يحاول فيها إعادة حساباته مرة أخرى، حتى لا تتكرر الأخطاء نفسها مرة أخرى، وأنه في سبيل ذلك قام بتصنيع اكثر من 10 تصاميم للطائرة.

وأشار إلى أن الأخطاء التي تكررت كانت تتعلق بعدم التناسق بين الطاقة المتولدة والأوامر التي تصل لأجزاء الطائرة، ومرة أخرى في عدم كفاءة خامات مراوح الطائرة، مؤكداً أن التجربة الخامسة كانت بداية النجاح، والتي تم فيها تحليق الطائرة، وبقدرة عالية، على حمل أوزان وصلت 40 كيلوجراماً.

وأشار أن الطائرة تم الاستعانة فيها بالطيار الآلي، الذي تمت برمجته بكل المهام الموكلة إليه، والتي تتناسب مع إمكانيات الطائرة، وهذه من المراحل الصعبة عند تصنيع أي طائرة، وفيها يتعرف الطيار على وزن الطائرة وإمكانياتها، حتى يمكن التحكم في مهام الطائرة بقدرة عالية.
1323762 خدمات الإنقاذ

قال منصور البلوشي إن خدمات الحكومة الإلكترونية، جعلت التحدي هو في كيفية تقديم الأفكار التي تتوازى مع هذا الاتجاه لدبي، موضحاً أنه قرر تصنيع طائرة لها القدرة على حمل أوزان تصل حتى 40 كيلوجراماً، ويمكن استخدامها في الأماكن المفتوحة كالبحر والصحراء، والتي تعتبر أماكن قد يصعب الوصول فيها لطالبي الإنقاذ.

مظلة للمبتكرين الشباب

أشار منصور البلوشي إلى أن شبابا يتبنون أفكاراً إيجابية جداً، لكنهم يحتاجون لمظلة تجمعهم في مكان واحد يجمع بين التدريب والتصنيع والصيانة، ويكون مقراً لاستيعاب الأفكار الجديدة المفيدة، يكون مسؤولاً عنهم ويقدم لهم كافة الاحتياجات، مؤكداً أن هناك كثيراً من الأفكار التي تستحق التأمل والتبني، حتى تصبح حقيقة، لافتا إلى أن كثيراً من هذه الأفكار والمشاريع يمكنها الاستغناء عن مثيلاتها من خلال استيرادها، بما ينعكس على الاقتصاد الإماراتي، وتشجيع الشباب للاتجاه للابتكار، وخدمة الوطن.

تحديث قوانين الطيران ضرورة
لفت منصور البلوشي إلى أن كثرة ممارسي هواية الطائرات اللاسلكية، أصبحت تمثل خطراً على المجتمع، نظراً لعدم معرفة كثيرين من الهواة بقوانين الطيران بالدولة، وربما تجد كثيرين يمارسون هذه الهواية داخل حدود المدينة، وهذا ما يمثل خطراً كبيراً عليهم وعلى مستخدمي الطريق، لأنه لا توجد قوانين تحدد لهم أماكن ممارسة هوايتهم، أو حتى الارتفاعات المسموح بها للطيران، فربما قد تكون داخل مجال التحليق الجوي لمطارات الدولة، ما يمثل خطراً كبيراً على الجميع.

وأهاب بالجميع من الهواة والشرطة والجمارك، بالتنسيق فيما بينهم للوصول إلى أفضل السبل والقرارات التي ترفع للجان التشريعية بالدولة حتى يتم إصدار قوانين بها، تلزم الجميع، وخاصة إذا عرفنا أن الجمارك تسمح بدخول قطع لأجهزة بث لهذه الطائرات يصل مداها حتى 20 كيلومتراً، ما يمثل خطراً كبيراً في حالة عدم استخدام هذه الطائرات بطريقة قانونية، وهذا مثال واضح على أنه يجب على الجميع التكاتف لإصدار تشريعات ملزمة ومقننة لأي حالات تجاوز مستقبلاً، مشيراً لوجود قوانين بذلك لكنها تحتاج لتحديث دائم، في ظل التكنولوجيا المتسارعة في هذا المجال.
Page17 2014 11 22 تطير لمدة 40 دقيقة بحثاً عن المفقودين

يقول منصور البلوشي إنه بعد تصنيع الطائرة أصبح بإمكانها القيام بمهمات إنقاذ بقدرة عالية، وخاصة في مهام الإنقاذ البحرية، حيث يمكنها حمل 3 أطواق نجاة للأشخاص المحتاجين للمساعدة، وسحبهم للشاطئ، كما أنها لها القدرة على تحديد أماكنهم بدقة عالية من خلال المعلومات التي تم تخزينها بموقع هؤلاء الأشخاص، وأيضاً يمكنها القيام بعمليات للبحث عن الغرقى، من خلال عمليات المسح التي تقوم بها بدقة عالية، وبمساحات بحث مقدرة ومحددة بدقة، وذلك من خلال الكاميرات التي تبث صورها مباشرة للفريق الذي يقوم بتشغيل الطائرة.

سرعة الاستجابة

وأشار أن الطائرة بإمكانها التزود بكاميرات تصوير حرارية يمكنها التعرف على أي أحياء مفقودين في البحر أو الصحراء، وذلك بقدرة عالية، ودقة كبيرة، مبيناً أن مهام الطائرة في الأساس هي مهام صعبة بطبعها على رجال الإنقاذ الذين لا يستطيعون الوصول بسرعة كافية للأشخاص الذين يحتاجون للإنقاذ، حيث ان الطائرة لديها القدرة مثلاً للوصول لشخص في البحر على بعد 30 متراً خلال 10 ثوانٍ، من الممكن أن تكون كفيلة إنقاذ حياة شخص، وأيضا في الصحراء والجبال هناك أماكن وعرة لا يستطيع فيها المنقذون الوصول بسرعة إليها، أو حتى في حالات البحث عن أشخاص مفقودين، حيث من السهل الوصول إليهم وتقديم المساعدة اللازمة، لحين وصول مهمات الإنقاذ لهم.

بث حي

وذكر أن الطائرة بإمكانها أن تطير لمدة 40 دقيقة بلا توقف، وحمل كاميرات بث حي يصل مداها حتى 2 كيلومتر، للبحث عن أي مفقودين، مشيراً إلى خاصية الآيباد، والتي هي عبارة عن جهاز يتم تخزين من خلاله كل معلومات المهمة التي تقوم بها الطائرة، من خلال حسابات الارتفاع والسرعة، وغيرها من الأمور التقنية التي تساعد في عمليات البحث، ومن خلاله يمكن تحليق الطائرة وقيامها بمهمتها وعودتها دون تدخل العنصر البشري، وهو ما يميزها من حيث سهولة الاستخدام من قبل المهتمين، مؤكداً أنها طائرة لها مهمات متخصصة جداً، يصعب على كثيرين القيام بها في أوقات معينة.
1323772 التصفيات النهائية

وأوضح منصور أنه وصل حالياً إلى مرحلة التصفيات النهائية مع 16 متسابقاً، يتنافسون من خلال مشاريعهم للحصول على الجائزة، موضحاً أنه قد حصل على دعم مقدر من عمر الفلاسي وهو أحد أصدقائه، والذي يملك شركة خاصة تعمل في مجال قطع غيار الطائرات، حيث أمده بكل ما يحتاجه من قطع لتنفيذ مشروعه، خاصة أنه تكبد خسائر كثيرة في مرحلة التجارب الأولية وصلت إلى 80 ألف درهم، مبيناً أنه وفر له كل ما يحتاجه أثناء تجاربه، بدافع وطني دون البحث عن أي منافع من ورائه، وذلك لما لمسه من تصميم على إنجاز مشروعه، ولشعوره بأن الفكرة ستفيد كثيراً من يستخدمها في المستقبل.

حلم الغواصة

استفاد منصور البلوشي من خبراته في مجال الطيران، بما ساعده أن يضيف للطائرة (سند) كاميرات متعددة المهام، مع إمكانية إضافة أوزان كبيرة لها مستقبلاً، وهذا ما تفتقده كثير من الطائرات المشابهة لها، إضافة الى زيادة وقت الطيران والتي تنعكس على نجاح عمليات الإنقاذ.

وألمح إلى أنه سوف يسعى من خلال مشاريعه القادمة لتصنيع غواصة تعمل باللاسلكي، ستحدد لها مهام خاصة يمكن الاستفادة منها في عمليات متخصصة في ذات المجال، مؤكداً أنه سيستمر في عمل التجارب الخاصة لابتكار كل ما يمكن الاستفادة منه في كل المجالات.
[/JUSTIFY] [FONT=Tahoma] البيان
م.ت
[/FONT]