محمد الواثق ابوزيد : يحشدون الجماهير بأسم التاريخ ليبيعوا المستقبل …ولقد شاهدت جومو .. مثل ما أمتد كضوء الشمس يوما
والمسافة بين لاهاي حيث قصر السلام و(الاولد بيلي ) في لندن لا تبعد غير اربع ساعات , والاولد بيلى قد رسم فيها اديبنا الطيب صالح مشاهد محاكمة تاريخية لبطل موسم الهجرة مصطفي سعيد والذي قال (كان المحامون يتصارعون على جثتي . لم أكن أنا المهم بل كانت القضية هي المهمة ) وروي عن محامي الدفاع انه قال بعنجهية غربية (أنت يا مستر سعيد خير مثال على أن مهمتنا الحضارية في أفريقيا عديمة الجدوى ) , اذا فهي قناعة لدي العالم الغربي بان مهمتهم تجاه افريقيا قد فشلت وانجبت عشرات القادة الذين لا يقدرون الانسانية ولا منجزات حضارتها ولا يستطيعون وسط حياة الغاب ان يقيموا عدالة فيما بينهم , فاقاموا لهم المحاكم ووضعوا القوانين .
فقد ذكر رئيس وزراء اثيوبيا في القمة الافريقية نهاية العام 2013 بأن المحكمة الجنائية الدولية موجهه بالاساس للقادة الافارقة ف 99% من التهم موجهه الى افارقة , المحكمة التي تأسست في العام 2002 لتنفيذ ميثاق روما الموقع في 1998 توجهت بكلياتها لاقرار العدالة في افريقيا رغم أن صدر ميثاق روما يحمل ديباجة تقول ( ملايين الاطفال والنساء والرجال وقعوا خلال القرن الحالى ( العشرين ) ضحايا لفظائع لا يمكن تصورها ) , وكما هو معلوم ففظائع القرن العشرين وقعت في الحربين العالميتين الاولى والثانية وهي حروب اوروبية بامتياز حشرت دول الجنوب فيها حشرا , والفظائع ارتكبت في هيروشيما وناجازاكي بالقنابل النووية الغربية . وارتكبت إبان الحروب بالوكالة فترة الحرب الباردة في اسياء وافريقيا واميريكا اللاتينية .
وميثاق روما الذى وقعت عليه نصف دول العالم تقريبا يضع قلم العدالة في يد الغرب حيث وقعت عليه 39 دولة اوروبية و30 دولة افريقية قبل قرار الاتحاد الافريقي إيقاف التعامل مع آلية تنفيذه وهي المحكمة الجنائية الدولية التى تهتم باقرار العدالة في دول الجنوب , فالدول التى تمتلك نظم عدالة كافية يحاكم مجرموها وفقا لنظامها القضائي و(هي الدول المتقدم). فالمحكمة لم تشأ إصدار إدانة لكل ما حدث في غزة والعراق وافغانستان , بحجة عدم الاختصاص . واصدرت بيانات خجولة حول احداث سيريلانكا والروهنغا , ولم تصدر غير حكم واحد ضد الكنغولى (توماس لوبانغا ) وبرأت غريمه ماثيو تشوي . وتحيط المحكمة مجموعة من المنظمات المصنوعة بماركات غربية شهيرة .كل هذه الدلالات التى تؤكد تسييس العدالة عبر المحكمة الجنائية جعلت الاتحاد الافريقي يقرر ايقاف التعامل مع هذه المحكمة وإدانة سلوكها على الرغم من اختيار مدعي عام من افريقيا .
فجملة من القضايا الافريقية في سيراليون والكنغو , مالى , افريقيا الوسطي , يوغندا , وغيرها مطروحة أمام المحكمة احيلت من دول وبعضها احيل من مجلس الامن مثل الاتهامات التى وجهت للرئيس البشير في 2009ولمعمر القذافي في العام 2011 , وللمفارقة فالدول التى حول مجلس الأمن قادتها الى المحكمة لم توقع على ميثاق روما والذي تقوم عليه المحكمة , كما أن هناك ثلاثة من الاعضاء الدائمين الخمسة بمجلس الامن لم يوقعوا على الميثاق وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين ولا تربطهم صله بالمحكمة , ومع ذلك فلديهم الحق في تقرير بعض اختصاصات المحكمة وتحويل قضايا لتقرر بشأنها ذات المحكمة التى لم يعترفوا بها .
إلا ان خطوة اوهورو كينياتا الاخيرة بمثوله أمام المحكمة في لاهاى قد ضعضعت الاصطفاف الافريقي لصالح المحكمة , تاركة فجوة في وحدة القارة التى حرص الزعيم جومو كينياتا على بنائها . فجومو الذي خلده تاج السر الحسن ( ولقد شاهدت جومو .. مثل ما أمتد كضوء الشمس يوما ) كايقونة من رموز اسيا وافريقيا حرص على بناء الوحدة الكينية بقبائلها واعراقها المختلفة بعد ان قاد ( الماوماو ) لطرد المستعمر بعد ان قتلوا 14 الف من اهله دون ان ينتظروا محاكمة من عدالة دولية , وكان واحدا من لألئ القارة السمراء من صناع الاستقلال ودعاة الوحدة الافريقية , أما أوهورو فواحد من قادة افريقيا الجدد الذين وصفتهم رواية الطيب صالح بؤلائك الذين تعلموا ليقولوا نعم , يديرون الصفقات ويحشدون الجماهير بأسم التاريخ ليبيعوا المستقبل , خضع لمحاكمة صورية تجعل منه (شاهد ملك ) ضد وحدة قارة . في محاولة لاعطاءه البراءة والكسب السياسي مقابل اعطاء المحكمة شئ من الشرعية والحياة . ليته نظر وسمع بلاهاي كالطيب صالح على لسان مصطفي سعيد الذي قال فى (الاولد بيلى ) ((إنني أسمع في هذه المحكمة صليل سيوف الرومان في قرطاجة وقعقعة سنابك خيل اللنبى وهي تطأ أرض القدس )…… إنهم جلبوا إلينا جرثومة العنف الأوروبي الأكبر الذي لم يشهد العالم مثيله من قبل في السوم وفي فردان ، جرثومة مرض فتاك أصابهم منذ أكثر من ألف عام ).
[/JUSTIFY] شجون ومتون ..محمد الواثق ابوزيد – صحيفة السوداني
اذا وصف الغرب الشعوب الأفريقية بالبدائية فيجب علينا أن نثبت على أقل تقدير لأنفسنا أننا غير ذلك وأننا جديرون يقيادة أنفسنا وأننا قادرون على أنجاز دولة القانون ، دولة المؤسسات القادرة على تحريك عجلة الانتاج وانتاج هيبة الدولة. نحن الأفارقة فلازلنا في مرحلة الهوية
الهوتو والتوتسي -دارفور – جنوب السودان -الصراع في أفريقيا الوسطى قامت الأنتي بلاكا بذبح النساء والاطفال وحرق الرجال إنتقاما من السيلكا.
القادة الأفارقة الذين نتغنى بهم خلقتهم ظروف لحظية وأنتهى كل شئ بنهايتهم لم يكونوا رواد أفكار ولم يخلقوا منهجا يتبع ولم يورثوا مجدا لأحفادهم بل تركوهم في صراع حتى اللحظة
الجغرافيا فقط لا تصنع دولة،أين الصومال؟