رأي ومقالات

خالد حسن كسلا : مصادرة ممتلكات مئات التجار الشماليين

[JUSTIFY]الخبر بعد انفصال الجنوب بعد ثلاث سنوات وأربعة أشهر وخمسة أسابيع يقول: «صادرت سلطات دولة جنوب السودان محالاً تجارية وممتلكات ثلاثمائة وأربعين تاجراً شمالياً في مدينة ياي ليدق عليها جرس الدلالة الأسبوع المقبل، واستنجد التجار الشماليون بحكومتهم في الخرطوم للضغط على حكومة جوبا ورفع الظلم عنهم».. انتهى الخبر. وقبل كل شيء لا يسع كاتب هذه السطور إلا أن يقول للإخوة التجار السودانيين في دولة جنوب السودان «الجاتك في مالك سامحتك».. وهي ستأتي الاسبوع القادم، ولا سمح الله. ونتمنى أن يفيد الضغط على حكومة جوبا، ولو بكرت «الحريات الأربع» .. حتى لا تكون هذه الحريات أحادية الجانب.. مثل الانفصال الذي كان مكفولاً التصويت له من الجانب الآخر الذي فعل خيراً حينما اختار الانفصال بتلك النسبة شبه الكاملة.

فبعد اكثر من ثلاث سنوات مرت على الانفصال، قد تغير بالطبع مصطلح «التجار الشماليين» الى «التجار السودانيين..» أى انهم تحولوا من مواطنين هناك تحميهم قوانين السودان الى اجانب تحت رحمة سلطات الحركة الشعبية التي وصلت الى السلطة عبر التمرد العنصري البغيض الذي انطلق من داخل صفوف الجيش السوداني بواسطة بعض أبناء الجنوب مثل قرنق وكاربينو هذه هي السلطات هناك التي يخدم تنفيذ قراراتها التعسفية الجيش الشعبي المفتت على نهج قبلي.
ترى هل يرى التجار الشماليون أو بالأحرى السودانيون في دولة جنوب السودان المصنوعة بالمؤامرة الأمريكية الصهيونية هل يروا أنهم بعد الانفصال في دولة تحترم حقوق الانسان؟!.. وهل احترمت حقوق بعض القبائل هناك مثل النوير رغم ان ابناءها حاربوا لقرابة ربع القرن في صفوف الجيش الشعبي تحت قيادة بعض أبناء الدينكا حينما وحدهم العدو العنصري المشترك «شمال السودان»؟!

إن الجنوب لا تصلح الآن إلا لتجار الحرب وليس تجار السلع الإستهلاكية مثل التجار السودانيين.
إن الحكومة في الخرطوم لم تهتم بتوعية التجار الشماليين في الجنوب بعد ان تحولوا إلى تجار أجانب هناك توعية امنية تبدأ بالتنوير التاريخي باسباب تمرد بعض ضباط الجيش السوداني من أبناء الجنوب الذين كانوا ملحقين فيه من قوات حركة أنينيا «1» وغيرهم. إن التوعية هدفها ان يجرد التجار السودانيون بضائعهم ويبيعون ممتلكاتهم ولو بأسعار زهيدة «بالكسر» ويعودوا الى الشمال او يذهبوا الى بلدان اخرى ليس فيها كراهيات عنصرية ضد «الجلاّبة»، أبناء الشمال والغرب في جنوب السودان قبل الانفصال. وحينما نقول «الجاتك في مالك سامحتك» .. نتذكر أن عشرات التجار السودانيين تعرضوا للقتل داخل متاجرهم بسلاح جنود الجيش الشعبي. فالتعليمات العسكرية المستدامة داخل الجيش الشعبي حتى الآن لا تشمل الامتناع عن السلوك العنصري، فالآن لا تجد حكومة جوبا بأساً من أن يقتل جندي من أبناء الدينكا مدنيين من النوير.. باعتبارهم اهل رياك مشار، فلو قتلوا طفلاً من النوير يكون بسبب إنه اذا شب عن الطوق سيحمل السلاح ضد الحكومة، وإذا قتلوا امرأة من النوير سيقولون إنها ستنجب من سيحاربون الحكومة مستقبلاً. ولا أظن أننا نبالغ حينما نقول كل هذا.. لأن السلطات في الجنوب تعتزم حسب الاخبار الصادرة من ياي دق الجرس لممتلكات مئات التجار السودانيين؟

واستنجاد التجار بالخرطوم في هذا الوقت يبقى مهماً لربما أعيدت ممتلكاتهم المصادرة بعد أن أصبح الأمر في مثل هذه الظروف التي يمر بها جنوب السودان قضية اعلامية.. يتناولها بشجاعة هنا من أيدوا فصل انفصال الجنوب، ويتوارى خجلاً منها وراء ظهور أقلامهم الساذجة من استنكروا مشروع «الإنتباهة» الإعلامي.
ثم إن الحكومة مطلوب منها فوراً ان تدعم دعوة التجار السودانيين في جنوب السودان الى العودة.
نتذكر ان حكومة البشير بعد ان اطلقت ثورة التعليم العالي تحمست جداً لإعادة الطلاب السودانيين بالخارج، لكن بعد انفصال الجنوب بدوافع الكراهية العنصرية طبعاً، أليس الاولى من الطلاب التحمس لتوعية التجار السودانيين في جنوب السودان ودعوتهم الى العودة أو مغادرتهم الى بلدان اخرى برؤوس اموالهم اذا أرادوا بمساعدة حكومية وطنية؟!. ان على الجميع ان يعلم ان الجنوب لم يعد بعد نيفاشا صالحاً أمنياً لتجار السلع والبضائع المعيشية من السودانيين فهو صالح فقط لتجار الحرب من السودانيين مثل عرمان وعقار والحلو وقادة حركات دارفور.

صحيفة الإنتباهة
ت.أ[/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. [SIZE=5]هم يصادروا ممتلكات الشماليين، ونحن نساعد لاعبيهم (ناس جمعة جينارو) ونطلّع ليهم أرقام وطنية مزوّرة !![/SIZE]