عبدالباقي الظافر: تونس تصنع الدهشة..!!
الغنوشي مثله مثل قادة حركات إسلامية كان قد أقام سنوات طويلة في السودان.. بل حينما اضطر للسفر إلى بريطانيا لاجئاً لم يجد ما يحمله إلى هنالك غير جواز سفر سوداني.
حملت الأنباء أن (التوانسة) قد عبروا بديمقراطيتهم الوليدة إلى مرحلة أرحب.. أمس أعلنت نتائج الانتخابات الرئاسية دون أن يحقق أي مرشح فوزاً حاسماً.. رئيس الجمهورية منصف المرزوقي حل ثانياً بنسبة تجاوزت ٣٤٪.. فيما خصمه الباجي قائد السبسي أحرز نسبة ٣٩٪ دون أن يتمكن من حسم المعركة.. السبسي والمرزوقي سيتقابلان مجدداً في نهاية الشهر المقبل ليقول الشعب كلمته ويختار التونسيون رئيسهم.
من الصعب الإجابة عن سؤال لماذا نجحت الثورة في تونس ولم تحقق أهدافها في دول شملها الربيع العربي؟.. أغلب الظن أن المجتمع المدني المتطور في تونس كان له قصب السبق عبر إنتاج قيادات سياسية ذات وعي.. مثلاً حزب النهضة الذي يتزعمه راشد الغنوشي والذي حقق فوزاً برلمانيا باهراً بعد الثورة تعامل مع الواقع التونسي برشد.. النهضة لم تستخدم أية أدوات استثنائية في تطبيق مشروعها السياسي.. تعاملت مع الوضع التونسي بواقعية.. حتى طموحها المشروع في إصابة السلطة جعلت له حدوداً.. رفضت النهضة ترشيح أحد منسوبيها لمنصب رأس الدولة.. في خضم التنافس الشديد تركت لأعضائها الحرية المطلقة في تأييد من يرونه صالحاً لمنصب رئيس الجمهورية.
الفريق رشيد عامر رئيس أركان الجيش هو أيضاً قصة مدهشة.. حينما خرج الشعب التونسي ليسقط الدكتاتور زين العابدين بن علي انتشر الجيش التونسي لحماية المؤسسات العامة.. ابن علي أصدر أوامره لقائد الجيش بضرب المتظاهرين إلا أن الفريق رشيد رفض تنفيذ التعليمات الرئاسية.. غضب ابن علي، وأقال الفريق من منصبه، ولكن الثورة انتصرت قبل تنفيذ القرار.. حينما حدثت الفوضى، وهرب ابن علي عرضت رئاسة تونس على الفريق عامر الذي سأل ماذا يقول الدستور في حالة خلو منصب الرئيس.. بعدها التزم رشيد عامر بدعم رئيس مجلس النواب الذي أصبح رئيساً مؤقتاً.. في يونيو من العام الماضي طلب الفريق رشيد من رئيس الجمهورية إعفاءه من منصبه، وعدم التجديد له.. وبعدها غاب الفريق الرشيد عن الحياة العامة.
في تقديري أن الطبيب منصف المرزوقي سيفوز بالجولة الثانية.. حراس الثورة وقاعدة حركة النهضة ستدعم الرجل الذي قاد تونس في ظرف صعب.. المرزوقي تأريخه مفعم بالنضال.. في عام ١٩٩٤ سجنه ابن علي، وأطلق سراحه بعد حملة عالمية أسهم فيها نيلسون مانديلا.. الباجي قائد السبسي من رموز العهد القديم.. سبق أن شغل في عهد بورقيبة منصب وزير الداخلية والدفاع والخارجية.. عمر الرجل الذي وصل أعتاب الثمانية وثمانين عاماً سيكون خصماً عليه في الجولة الحاسمة.
هل نتعشم أن يتعلم إسلاميو السودان عِبراً من درس تونس.. أغلب الظن لن يحدث ذلك فمشروع السودان بدأ بانقلاب وسينتهي بذات الوسيلة.
عبدالباقي الظافر-التيار
وانته تبارى في زعيط قدوة .. ومعيط مثال … مالك ؟ الله ما اداك طايوق تفكر وتعمل بيهو وتكون انته قدوة !! دايما ترلات …