جرائم وحوادث

مقتل فتاة ألمانية من أصل تركي ضحت لإنقاذ مراهقتين من الاغتصاب يثير موجة من التعاطف

[JUSTIFY]أثار وفاة فتاة المانية من اصل تركي، وتدعى توتشي البيرق، تعاطفا كبيرا في المانيا بعد أن ماتت الفتاة سريريا بيوم عيد ميلادها الثالث والعشرين، بعد أن أنقذت فتاتين من الضرب والاغتصاب في أحد مطاعم ماك دونالد بمدينة أوفن باخ الالمانية بمقاطعة هيسن.

ووفقا لبيان الشرطة ووسائل الإعلام الألمانية التي كتبت عن الموضوع، فإن توتشي كانت قبل أسبوعين في أحد مطاعم ماكدونالد، عندما سمعت صراخا قادما بالقرب من المراحيض الخاصة بالمطعم وتبين ان هنالك فتاتين، قدرت الاوساط الأمنية أعمارهن بين 13 عاما و 16 عاما يتعرضن لاعتداء وضرب عنيف من أحد الفتية ،وذلك حسب كاميرات المراقبة في المطعم، وعندما تبين ان هنالك محاولة اعتداء على الفتاتين، حاولت توتشي المساعدة والتدخل ما مكن الفتاتان من الهرب، الا أن الفتى قام بضرب توتشي ضربا مبرحا ودفعها ارضا قبل أن يضربها على رأسها ويهرب بحسب أقوال الشرطة .

ووفقا لصحيفة داس بيلد الالمانية واسعة الانتشار فإن الفتاة دخلت في غيبوبة بعد وقت قصير من دخولها المستشفى في مدينة أوفن باخ الا أن اعلن عن موتها سريريا ما دفع العائلة الى الموافقة على ايقاف الاجهزة الكهربائية الموصولة بالجسم، ليتبين بعد وفاتها بأن توتشي أوصت بالتبرع بأعضائها بعد موتها وذلك بانضمامها سابقا بجمعية خاصة تشجع على التبرع بالاعضاء بعد الموت وتحمل بطاقتها، ما مكن المستشفى من نزع اعضاء توتشي وارسالها لمرضى اخرين بعد أخذ الاذن من والدها والذي يدعى علي البيرق والذي اعتبر ابنته قد ماتت شهيدة، اذ أنها قتلت وهي تدافع عن الاخرين.

وفاة الطالبة الجامعية توتشي جاء في عيد ميلادها الثالث والعشرين، اذ بدلا من الاحتفال بعيد ميلادها مع عائلتها فقد كانت في غيبوبة بالمستشفى، وفي الصباح أوقف الكادر الطبي الأجهزة المغذية للجسم لتموت في يوم ميلادها بعد أن أبدت شجاعة فائقة بحسب تصريح الرئيس الالماني «يواخيم غاوك» والذي أرسل بتعزية الى أهل الفتاة قائلا: « أنه لا أحد يستطيع قياس مدى الالم الذي سببه غياب توتشي لكل من عائلاتها واصدقائها الذين يعانون جراء ذلك» وفق ما ذكرته مجلة دير شبيجل الالمانية.

وأثار موت توتشي تفاعل الالمان حيث خرج المئات في عدة مدن المانية لاشعال الشموع تخليدا لذكراها، كما تجمع قرابة الف شخص في مدينتها اوفن باخ حاملين صورها ولابسين قمصان طبع عليها شكرا توتشى، كما أن صفحة أقيمت لها على الانترنت لتكريمها من اصدقائها وصلت لأكثر من 120 الف متابع. وبعد وصف الإعلام الألماني لها بالبطلة وذكر شجاعتها الي دفعت حياتها ثمنا لها، فإن رسالة وجهت الى الرئاسة الالمانية جمعت أكثر من خمسين الف توقيع مطالبة بمنح الراحلة وسام الاستحقاق الاتحادي تقديرا لشجاعتها وذلك بعد أن أثبتت الراحلة بأنها ساعدت الاخرين مرتين.

الاولى أثناء حياتها بعد انقاذ الفتاتين من التعدي والاغتصاب، و الثانية بعد موتها بتبرعها باعضاء جسمها لانقاذ الاخرين.
ووفقا لبيانات الشرطة الالمانية فإن الفتاتين اللتان تم انقاذهما من قبل توتشي ما زالتا مختفتين ولم تظهرا بعد، في ما وجهت الشرطة الالمانية نداء لهما بالظهور خاصة بـأن عناصرها تمكنت من القبض على المشتبه به في الحادث.

ووفقا لصحيفة داس بيلد الالمانية ليوم أمس الاحد فإن المتهم يبلغ من العمر 18 عاما «تقريبا» أي أنه ان ثبتت جريمته وسيعاقب بقانون الاحداث والذي يغرم القتل بعشرة سنوات كحد أقصى. ووفقا لاقوال محامي المتهم فإن محاكمة موكلة ستستغرق عاما ونصف على اغلب التقديرات داعيا إلى عدم التسرع بتجريمه اذ ان العديد من الافادات قد تكون قد أخذت تحت الضرب أو التعذيب وهو ما يعمل على كشفه حاليا.
[/JUSTIFY] [FONT=Tahoma] القدس العربي
م.ت
[/FONT]