حوارات ولقاءات

السفير الروسي: استقرار السودان يمثل محور اهتماماتنا الخارجية


أكملت البلاد كافة استعداداتها لانعقاد المؤتمر الثاني لمنتدى الحوار الروسي – العربي يوم الثلاثاء فيما تشهد سفارة روسيا حركة دؤوبة لوضع الترتيبات الأخيرة لهذه التظاهرة السياسية الكبرى … أفرد السيد أمير غياث شيرينيسكى سفير روسيا لدى السودان مساحة زمنية لوكالة السودان للأنباء تحدث فيها بشفافية عن العلاقات الثنائية بين البلدين وجهود الجانبين لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بما يحقق مصلحة البلدين: –

س: سعادة السفير بدءاً نرحب بك ونعبر عن سعادتنا بهذا الحوار….ولتكن بدايتنا مسيرة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ منتصف الخمسينيات وما شهدته من فترات قوة وضعف… فكيف تقيمون هذه المسيرة التي تجاوزت الستين سنة ؟

ج: نعم أنا اتفق معك تمام الاتفاق، العلاقة بين البلدين قبل كل شيء قديمة وتقليدية، فالعلاقة السياسية والدبلوماسية بين بلدينا بدأت عقب استقلال السودان في منتصف الخمسينيات وفى بعض الأشياء الثقافية أو الأدبية مثلا تعود إلى ما قبل ذلك . كما مرت العلاقات الروسية السودانية. بمختلف المراحل نسبة للتطورات الداخلية في كلا البلدين وكذلك على الساحتين الإقليمية والدولية ومن المعروف أن العلاقات قد شهدت منذ البداية نموا سريعا وناشطا ففي بداية الستينات كانت زيارة رئيس مجلس السوفيت الأعلى الرئيس بريجينف إلى السودان. بعدها تطورت العلاقات إلى تعاون في كافة المجالات وساهمت روسيا في تأهيل الكادر الوطني للسودان عبر توفير الفرص الدراسية والتدريب في مختلف التخصصات العلمية والطبية ، وإنشاء بعض المشاريع الكبرى مثل مستشفى سوبا الجامعي. أصيبت العلاقة بمرحلة من (الشلل التام) في بداية السبعينيات في فترة الرئيس جعفر النميري ثم عادت إلى الازدهار منتصف الثمانينيات في فترة الصادق المهدي. الآن العلاقات الثنائية بين بلدينا جيدة ومتينة وفى تطور دائم وهناك تنسيق وتفاهم سياسي بين القيادات في القضايا الدولية والإقليمية وأشير هنا إلى موقف السودان الايجابي في التصويت( ضمن 11 دولة فقط) لصالح روسيا عند معالجة مشروع القرار الخاص بالتطورات في أوكرانيا وسنظل نذكر للسودان هذا الموقف.

س: تستعد البلاد لزيارة السيد وزير الخارجية الروسي ” سيرغي لافروف” …. كيف تنظرون لهذا الحدث وأهميته في تطوير العلاقات بين البلدين و ما هي أهم نقاط أجندة الزيارة المرتقبة؟

ج: نعم سيزور السيد وزير الخارجية بعد غد الثلاثاء الخرطوم ، العلاقات السياسية تمثل حجر الأساس في العلاقات بين البلدين كما أن الاتصالات بين وزيري الخارجية والوزارات المعنية بهذا الشأن لها أهميه قصوى في الحفاظ على هذه العلاقة وتعزيزها مستقبلا ، وتشكل الزيارة اللقاء الثالث بين الوزيرين النظيرين هذا العام فقط حيث كان الأول في موسكو عندما زار وزير الخارجية على كرتي موسكو والثاني على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك والثالث سيكون بالخرطوم لمواصلة الحديث وتبادل الآراء. والاتصالات بين البلدين دائمة ومستمرة ودورية من اجل تنسيق المواقف في مجالات السياسة الخارجية والإقليمية بين البلدين وما إلى ذلك من القضايا والمصالح المشتركة. كذلك هناك لجنة عمل وزارية عليا بين وزارتي الخارجية فى البلدين يرأسها من الجانب الروسي السيد ميخائيل بكدار الممثل الخاص لرئيس روسيا الاتحادية لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا نائب وزير الخارجية واللجنة تعقد اجتماعاتها بصفة دورية ومنتظمة كان أخرها العام الماضي في موسكو وسيُعقد جانب من هذه الاجتماعات على هامش الزيارة القادمة للسودان.

س : سعادة السفير حدثنا عن المنتدى الروسي -العربي ودوره في تقوية العلاقات بين روسيا والمنطقة العربية؟
ج: هذا هو الاجتماع الثاني وكان الأول قد عقد في موسكو العام الماضي ويناقش المنتدى مجالات التعاون الروسي العربي وآليات التنسيق السياسي في القضايا الإقليمية والدولية وعددا من الملفات الساخنة مثل الأوضاع في سوريا وفلسطين لتعزيز المواقف بما يخدم المصالح الروسية – العربية . بالإضافة إلى سبل تعزيز التعاون الاقتصادي للدول المشاركة.

س: ما هي دلالات اختيار الخرطوم هذا العام؟
ج: إن اختيار الخرطوم أول عاصمة عربية لانعقاد المؤتمر الثاني للمنتدى العربي الروسي هو دليل على أن هذا البلد يتمتع بالثقة والاحترام من قبل الجيران والدول الأخرى في المنطقة ، لأنه ليس من السهل أن يجتمع عدد كبير من المسئولين في محفل دولي ، فيما يضم كذلك عدد مقدر من وزراء الخارجية العرب . كما يؤكد الحدث تمتع السودان بالموقع الاستراتيجي المتميز إضافة إلى الدور الهام الذي يلعبه السودان في المسرح الدولي

س: سعادة السفير… هل تكون الخرطوم بوابة روسيا للعودة إلى قارة إفريقيا مرة أخرى؟
ج: لست من مؤيدي هذه المقولة. إن مكانة العاصمة السودانية اكبر من ذلك بكثير. فالسودان بلد كبير المساحة وواعد بالكثير من مقومات الاستثمار الناجح مستقبلا . صحيح أننا أهملنا إفريقيا في سياساتنا الخارجية ولكن تغير الحال في العشر سنوات الأخيرة وخاصة منذ ثلاث سنوات حيث زادت المشاريع الروسية في القارة الإفريقية شملت التنقيب عن المعادن ونقل المواد البترولية والألمونيوم في دول غرب أفريقيا وهناك زيارات متكررة لعدد من المجموعات الاقتصادية الروسية لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع كل دول القارة الأفريقية وهناك أبواب كثيرة ومداخل متعددة لندخل بلدان أخرى في إفريقيا.

س: روسيا لها مبعوث خاص للسودان …. هل يمثل ذلك جزء من الاهتمام بالشأن الدارفورى في السودان ؟
ج: اهتمامنا الأول هو أن يتمتع السودان بالاستقرار و لا يقتصر على مشكلة دارفور فقط ، بل أيضا على تطوير العلاقات بين بلدينا والتعاون الثنائي في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والدفاعية والثقافية وانطلاقا من الصداقة والعلاقات الودية بيننا فإننا نهتم أن تكون الأوضاع داخل السودان وحوله هادئة ومستقرة وان لا تتعرقل التنمية الاقتصادية والاجتماعية في هذا البلد . لذلك نبذل كل جهودنا في مجلس الأمن الدولي كي لا تٌحمل القرارات الصادرة من المجلس الحكومة السودانية وحدها مسئولية كل ما يحدث هناك ومن المسلم به أن اى نزاع يحدث له على الأقل جانبين اثنين وبالتالي لا يمكن أن تتحمل جهة واحدة فقط المسئولية الكاملة فيما تعفى الأخرى تماما. ومن جانبنا نعمل على أن تكون القرارات المتخذة هناك متوازنة وان تهدف إلى اتخاذ حلول ” بناءة وسلمية” لحل المشاكل في دارفور.

س: كيف تقرءون المشهد السياسي للبلاد على ضوء مبادرة الحوار الوطني الآن؟
ج: إننا نؤيد ونرحب بمبادرة الحوار الوطني التي أطلقها الرئيس البشير ونعتبرها “وسيلة جيدة وصائبة” لإيجاد حلول سياسية وسلمية لكل المشاكل التي تواجه الشعب السوداني لأن المبادرة ترمى إلى إشراك كل القوى السودانية السياسية والاجتماعية الفاعلة في عملية الحوار من اجل التغلب على النزاعات الموجودة لذلك نتمنى لها كل التوفيق والنجاح.
هناك بعض القوى الداخلية والخارجية تظن أن مفتاح حل مشاكل البلاد هو ” تغيير النظام السياسي أو إسقاط الحكومة ” ولكنى أقول لهم لا تفكروا في ذلك و إذا نجحتم في إسقاط النظام فأنكم لن تجدوا في اليوم التالي سويسرا أخرى بل ستجدون هنا ليبيا أخرى او عراق أخر ومثلما قال السيد نائب رئيس الجمهورية بكرى حسن صالح ” ستجدون يمن ثانية ”
إن رائي الشخصي كسفير أن مصلحة السودان والمنطقة كلها ترتكز على الاستقرار والاستمرارية ومواصلة النهج. أما الكلمات والقيم المهمة الأخرى في الحياة البشرية المعاصرة مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير والحريات الأخرى تأتى بعدها لأنه بدون الاستقرار والاستمرارية لا يمكن أن تحقق الدولة شيء حتى أن الحق الأساسي للإنسان هو الحق في الحياة لا يمكن أن يتوفر في غياب الاستقرار وظروف الحرب.
هذه هي رسالتي للشعب السوداني والأحزاب الأخرى وكل الممثلين الأجانب في السودان” أن من يتمنى الخير لهذا الشعب يجب أن يبذل كافة الجهود من اجل تعزيز الاستقرار والاستمرارية ومواصلة النهج الصحيح لدعم قيادة البلاد عبر دعم عملية الحوار الوطني .

س : ماذا عن التعاون في الجانب العسكري …. وهل هناك أي من الاتفاقيات الموقعة بين البلدين؟
ج: العلاقة بين روسيا والسودان لا تقتصر على المجال السياسي فقط . لدينا تعاون متطور وجيد في المجال الدفاعي ، وتقدم روسيا مساعدات ملموسة للسودان لتعزيز قدراته الدفاعية تشمل توريد الأسلحة والمعدات ونقل الخبرات العسكرية عبر عدد من الخبراء الروس في مجالات الدفاع الجوى والبري وهذا أمر لا نخفيه على احد ويجد كافة القبول والتعاون من القيادة العسكرية في الجانبين. بالتأكيد هناك عدد من الاتفاقيات المبرمة بين الطرفين لأن هذا النوع من التعاون لا يتم على أساس التفاهمات الشفهية بل عبر اتفاقيات مبرمة بين الطرفين ونسعى دوما لتنشيطها وتحقيق المصلحة للطرفين.

س: الاقتصاد كما نعلم هو المعبر الأول للعلاقات بين الدول… كيف تنظرون لهذا الجانب وما هي جهود السفارة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين روسيا والسودان؟

ج: نهتم كثيرا بالعلاقات الاقتصادية والتجارية ولكننا نعترف أنها ليست بالمستوى الذي نتطلع إليه ، لأن طموحنا اكبر بكثير مما هو عليه الآن . فالتبادل التجاري بين بلدينا متواضع للغاية حيث يبلغ ما بين 300 إلى 400 مليون دولار. ونقول انه ليس في مستوى العلاقة السياسية و الاجتماعية أو الدفاعية وهذا الأمر يتفهمه المسئولون في البلدين و يعملون بكل جهد لتصحيح الأوضاع في هذا الجانب ومن اجل ذلك تم تشكيل اللجنة الوزارية الخاصة بالتعاون الاقتصادي و التجاري بين السودان وروسيا مطلع العام الماضي وعقدت أول اجتماع لها في ديسمبر الماضي بالخرطوم وتوصلت إلى نتائج وقرارات مفيدة وايجابية ، ومن المتوقع أن تقعد اللجان اجتماعها الثاني في موسكو في الفترة ما بين 10-12 من هذا الشهر ويرأس الجانب الروسي وزير البيئة المحيطة سيرقيس كول وفى الجانب السودانى وزير المعادن د. احمد محمد محمد صادق الكارورى.
حقيقة السفارة ليست طرفا في النشاط الاقتصادي لان العلاقات تنمو وتتطور بين المشاركين في الجانب الاقتصادي وهم الشركات العامة والخاصة في البلدين ودورنا هنا مساعد وداعم لتلك العلاقات. وهناك لجنة عليا بين البلدين تهتم بتنسيق وتطوير هذه العلاقات ومن جانبنا نشارك في الاجتماعات التي تعقد بين الجانبين ونوفر المعلومات اللازمة ونقدم التقارير والاستشارات مثل أن يكون التعاون في هذا الجانب الآن مثلا أم يفضل الانتظار إلى وقت أخر.

س: السودان بيئة صالحة للمشاريع الاستثمارية ، حدثنا عن مجالات التعاون بين البلدين في هذا المجال؟

ج: نعم نتطلع بشدة إلى تطوير علاقتنا في هذا المجال وقد تم تكوين آلية خاصة قبل ثلاثة أعوام هي مجلس الأعمال الروسي السوداني التابع للغرفة التجارية والصناعية في روسيا وذلك لتشجيع شركات القطاع الخاص للاستثمار في السودان . كذلك تسعى بعض شركات الاتصالات لإطلاق قمر صناعي في السودان لتطوير خدمات الاتصالات الثابتة داخل البلاد وجمع المعلومات عن أحوال الطقس عبر أجهزة الأرصاد الجوية والتي تساهم كثيرا في أنجاح العمليات الفلاحية للقطاع الزراعي.
ومن المعروف ان مجموعة “دال ” من اكبر المجموعات الاقتصادية في السودان قد قامت بشراء قمح من روسيا الاتحادية بمبلغ 80 مليون دولار وهى مجموعة ناجحة ولديها خطط طموحة لتطوير تعاونها الاقتصادي مع شركات القطاع الخاص في روسيا.

س : روسيا دولة غنية بالموارد المعدنية وكذلك السودان ، كيف يمكن الاستفادة من ذلك وبعض المجالات الأخرى لمصلحة البلدين؟
ج: نعم هناك شركات روسية تعمل في مجال التنقيب عن الذهب في السودان على رأسها شركة ” كوش” الكبرى والتي تعمل في منطقة بالقرب من مدينة عطبرة . كذلك تعمل بعض الشركات في مجال البترول. أيضا هناك شركات روسية تعمل في مجالات الطيران وفقا للاتفاقيات المبرمة مع الحكومة السودانية مثل شركة ” يوطير” المعروفة وهى تقدم خدماتها للحكومة السودانية وشركات الطيران العاملة في السودان اضافة إلى بعثة اليوناميد التابعة للاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة.

س: كما تعلمون السودان بلد زراعي يزخر بثروات طبيعية هائلة … كيف تنظرون إلى مستقبل التعاون بين البلدين في هذا المجال؟
ج: حتى الآن يقتصر التعاون بين روسيا والسودان كما أسلفت في مجال المعادن الذهب والبترول ولكن في الآونة الأخيرة اتجهت أنظار الشركات الروسية إلى الاهتمام بالقطاع الزراعي في السودان وقد تم اتفاق قبل شهر ونصف بين مجلس الإعمال الروسي -السوداني والولاية الشمالية للاستثمار في القطاع الزراعي . وأقول إن هناك آفاق أرحب وأوسع لتطوير التعاون الزراعي خاصة بعد تدهور العلاقة بين روسيا الاتحادية والدول الأوربية الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بعد فرض القيود الاقتصادية على روسيا ، ونحن من جانبنا فرضنا قيود على التبادل التجاري معها خاصة في مجال استيراد اللحوم و المنتجات الزراعية من خضر وفاكهة.
وهذا مجال جيد لإحداث “قفزة نوعية ” للتعاون الروسي – السوداني. وكانت روسيا في السابق تستورد كميات كبيرة من اللحوم من استراليا والاتجاه الآن لاستيرادها من الأرجنتين ، فيما يمكن أن نستوردها من السودان بوصفه الأقرب والأفضل والأقل تكلفة من الأرجنتين وكذلك ينطبق الأمر على الخضر والفاكهة. كل هذه الأمور سيتم مناقشتها في الاجتماعات القادمة للجنة الوزارية بين البلدين .

س: تمثل الثقافة عنصر هام في تقوية العلاقات بين الشعوب …. ما هي جهود السفارة في هذا الجانب؟

ج: العلاقات الثقافية والاجتماعية بين روسيا والسودان متنوعة و متطورة وحسبما ذكر لي بعض الأصدقاء السودانيين أن حوالي 17 ألف سوداني قد تخرجوا من الجامعات والمعاهد في الاتحاد السوفيتي سابقا وروسيا الاتحادية حاليا وهم الآن يساهمون بصورة واضحة في التنمية الاجتماعية للبلاد منهم من يعملون بالداخل والبعض الأخر اغتربوا خارج الوطن ولكنهم يساهمون أيضا عبر التحويلات المالية والاستثمار فالصلة تظل متصلة بالوطن الأم. واذكر هنا أن الكثير منهم ما زالوا يحافظون حتى الآن على التواصل مع الأساتذة والزملاء الذين التقوا بهم في روسيا عبر “رابطة خريجي الاتحاد السوفيتى” وهى منظمة اجتماعية نشطة جدا تضم العديد من السودانيين والآن هناك تعاون كبير بين الرابطة وجمعية الصداقة السودانية -السوفيتية بمجلس الصداقة الشعبية لإنشاء ” بيت الصداقة الروسي” بالحديقة الدولية على أساس المبادرة الشعبية والمشاركة الطوعية من الأعضاء، وقد قدمت السفارة دعم ومساهمة مادية لإنجاح هذا المشروع ونحن على تواصل دائم مع هذه الجهات للمشاركة في برامجها المختلفة مثل إلقاء المحاضرات واللقاءات ، هناك أيضا العديد من المبادرات الشعبية التي تهدف إلى تعزيز العلاقة مع الشعب الروسي منها مبادرة “كرسي اللغة الروسية ” في جامعه الخرطوم، والتي أشرفت على تأسيس قاعة اللغة الروسية والأدب الروسي في الجامعة ويفتتحها وزير الخارجية الروسي سيرغى لافروف في زيارته للخرطوم بعد غد. يأتي هذا الانجاز نتاج جهود مشتركة من جانب السفارة والإسهامات الشخصية للمعلمين والطلاب إضافة إلى مساهمة مقدرة من شركة “كوش” الروسية والتي تعمل في مجال التنقيب عن الذهب بالسودان. وأشير كذلك إلى كرسي اللغة الروسية في جامعة بحري.

س: المركز الثقافي الروسي لعب دورا كبيرا في توطيد العلاقات بين البلدين .. أما زال مغلقا حتى الآن ، ومتى يتم إعادة افتتاحه؟
ج: نعم مع الأسف تم إغلاق الكثير من المراكز الثقافية الروسية في فترة التسعينيات في عدة بلدان نسبة للظروف المالية التي مرت بها روسيا ، وكذلك بسبب التصورات غير الصحيحة من المسئولين في ذلك الوقت بأننا لا نحتاج إلى علاقات ثقافية وشعبية مع الدول الأخرى وما نحتاج إليه فقط هو العلاقات الرسمية والسياسية والاقتصادية مع البلدان الغربية . ولكن الآن علينا أن نعيد فتح هذه المراكز في كثير من البلدان والاتجاه يتم أولا لفتح المراكز في الأماكن التي يوجد فيها إعداد كبيرة من الروس وأنا اعلم أن أشواق الكثير من السودانيين تتوق لذلك ونأمل أن يتم ذلك في اقرب وقت .

س: سعادة السفير هل سبق لكم العمل في دولة عربية أم أنها المرة الأولى وما هو انطباعكم الأول عن البلاد؟
ج: مشواري طويل داخل وخارج المنطقة العربية حيث بدأ بالتخرج من معهد العلاقات الدولية العام 1977 وكانت أولى محطاتي جمهورية مصر العربية ثم اليمن الجنوبية بعدها اليمن الموحد في صنعاء وقنصلا عاما في جدة ، ثم ممثلا لروسيا الاتحادية في منظمة اليونسكو ثم انتقلت إلى القارة الإفريقية سفيرا في رواندا ، ومنها إلى السودان الذي ترك انطباعات جيدة في نفسي وان لم تكن لي صلة أو معرفة به من قبل.

س بالحديث عن الشأن الإعلامي ، كيف تقيمون نظرة الإعلام الدولي للسودان ؟
ج: أقول للأسف إنها نظرة غير ودية وشتان مابين الواقع وما يعكسه الإعلام الدولي والذي هو صورة مشوهه عن السودان وكثيرا من الأحيان ما تقف هذه الأجهزة مواقف مجحفة وغير عادلة إطلاقا. ونحن في روسيا كذلك نعانى مما يعانى منه السودان وعلينا أن نسعى جاهدين لتغير هذه النظرة.

21026 حوار :بلقيس عثمان فقير

الخرطوم 1-12- 2014م( سونا)


تعليق واحد