رأي ومقالات

عثمان ميرغني: خطر كبير..!!

الفريق شرطة عوض النيل ضحية، رئيس هيئة الجوازات والسجل المدني، قدم معلومات غاية في الأهمية أمام (جلسة مائدة مستديرة) عقدتها أمس جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا.
قال إن الشرطة تقدر عدد الأجانب المقيمين بصورة غير شرعية في السودان، يبلغ حوالي ثلاثة ونصف مليون.. سجلات الداخلية لم تطال منهم حتى الآن سوى (200) ألف سجلوا طواعية.
هذا الوجود الأجنبي غالبه في مهن هامشية.. خادمات في المنازل و(ستات الشاي).. وعمال في مختلف المهن أغلبها في المطاعم والبقالات والركشات وغيرها.. وجزء منهم متسولون يجوبون الشوارع ويقفون في إشارات المرور طالبين الإحسان.
هذه الهجمة غير الشرعية- تقابلها هجرة شرعية من السودان إلى خارجها.. حوالي ستة ملايين سوداني مهاجرون في الخارج بحثاً عن فرص عمل أفضل..
صحيح أن الشرطة والأجهزة الأمنية وربما الجيش هم في النهاية من يقع على عاتقهم مواجهة الأخطار الأمنية التي قد تتسلل عبر هذا الطوفان.. خاصة القادمون عبر تجارة البشر الرائجة.. لكن في المقابل من يواجه الخطر المستقبلي من تغير تركيبة وهوية البلاد بهذه الصورة الكاسحة..
بكل تأكيد الأمر لا يحتمل إجابة من سطر واحد.. أو حتى مقال.. هنا تأتي الحاجة الماسة لمؤسسات بحثية صبورة تمحص الأرقام وتمعن التحديق في المعلومات لتضع أمام أصحاب القرار الخيارات المناسبة.. وبالتحديد هو دور الجامعات ومراكز البحث العلمي أنى وجدت-.
الوجود الأجنبي في أي دولة ليس مشكلة في حد ذاته.. فنحن السودانيين متوفرون في دول أخرى وبالملايين.. لكن المصيبة أن يكون هذا الوجود الأجنبي عشوائياً في دخوله.. وعشوائياً في وجوده.. وأكثر من ذلك وعشوائياً في مستقبله لا نعلم كيف يؤثر علينا وكيف يمكننا استيعاب فوائده وتجنب اخطاره.
في تقديري أن الشرطة يجب عليها إيقاف (تقنين) الهجرة غير الشرعية.. فالذي يعبر الحدود مخالفاً القوانين لا يجب أن يتمتع بـ(توفيق أوضاع) إلا طبعاً- في حالات اللجوء السياسي.. ويمكن عبر اتفاقات ثنائية مع دول الجوار توفير منافذ قانونية لمن يرغب في العمل أو عبور البلاد بعد استيفاء الشروط وعلى رأسها الكشف الصحي.
لكن (تقنين) إقامة أجانب لا يحملون أية مستندات ودخولا البلاد عبر تجارة البشر.. هو إمعان في تحفيز تجار البشر للاستمرار في هذه التجارة المربحة.. ويجب الزام الأجانب بالعمل في السودان وفق مكاتب العمل بعد التسجيل رسمياً.. وفي حالة مخالفة القانون تمتد إجراءات المحاسبة للأجنبي والسوداني الذي يأويه أو يستخدمه في أي عمل.
من الحكمة أن تعلن الشرطة ميقاتاً أخيراً.. لا توفيق بعده للأوضاع.. وليكن بداية العام الجديد.. مع توفير أفضل السبل والإجراءات لمن يرغب في استخدام الأجنبي ليحصل على بمتاغه بصورة سهلة وبلا كلفة إضافية كبيرة.. فالرائج الآن سمسارة البشر والذين يحققون أرباحاً ضخمة شهرياً من عمليات (تدوير) العمالة الأجنبية بين من يستخدمهم من السودانيين.

عثمان ميرغني- التيار

‫5 تعليقات

  1. المشكلة فى السودان ليس عدم وجود التشريعات او المؤهلين لوضع نظم ولوائح لضبط الوجود ، فالدستوريين فى البرلمان والذين كنا نعول عليهم مهموميين برسوم قاعه المطار، فى كل دول الخليج والتى تعج بالوافدين لا توجد عماله بدون تسجيل رسمى وكشف طبى يقى المواطن والوافدين من الأمراض المنقولة والوافده.
    والاهم ان الدوله تفقد ملايين الجنيهات كانت سوف تدر على الدوله اذا انتظمت الإجراءات وكانت درع لمحاصره الأمراض، وكلنا يعرف ومع ذلك ينام المسؤول ملء عينيه ولا تقلقه الظاهره ، هذا اذا لم يكن له اكثر من هؤلاء تحت خدمته.
    الحل فرض غرامة عينيه لكل من يستخدم عامل بدون أوراق رسميه. وحبذا لو سحبت من المسؤولين الثقه لمن يستخدم عماله غير نظاميه وما أكثرهم،
    إها ياولايه الخرطوم مصدر دخل بدون ما تفكروا .

  2. اوافك الراى اخى عثمان بان ناقوس الخطر على الابواب وكيف دوله تعد لانتخابات والبلد مليانه اجانب وحقا حصل ترهل للدوله وعدم شفافية وضبط الوجود الاجنبى وبالتالى سوف تتزايد الامراض المختلفة وايضا الاجرام وايضا الضيق الاقتصادى واصلا البلد منهارة ماديا وكيف تسمح بدخول عماله سايبه لا داعى لها ولم يستفد من المواطن شىء الا ناس معيين لا يحسبوا على بند العطاله وحياة المواطن السودانى ؟ والسؤال اين وزير الداخلية الاخ عصمت وعليه امل بان نسمع كشات قوية قوية وتنظيف العاصمه لانهم كلهم فى العاصمه واللمناطق الطرفية والخ ومن السهل القيام بحمله لمدة شهر والنتائج سوف تكون مرضية ومعتنفيذ القوانين الصارمه نحوهم والله المستعان

  3. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    شكرا ليك يا استاذ عثمان والله يدينا ويدك العافيه وكل وطني غيور على بلدو .

  4. [frame=”6 100″]
    [JUSTIFY][B][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]مشكلة السودان الأساسية هي أمن الحدود. يحتاج السودان لأن يكون في غنى السعودية وتطور أمريكا لكي يتمكن من السيطرة على حدوده. بدون ذلك سيظل هذا المشكل قائما إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها![/FONT][/SIZE][/B][/JUSTIFY][/frame]