في منعطف الاستقلال

*في نهاية كل عام أقوم بعملية جرد.
*لعناوين كتب ومجالات بمكتبتي الخاصة.
*فعثرت على مجلة (الأضواء) السودانية الأسبوعية السياسية المستقلة.
*والعدد صادر قبل 44 عاماً أي في الأول من يناير 1969م.
*وكان عدداً خاصاً بمناسبة العيد الثالث عشر للاستقلال آنذاك.
*وقد كتب الأستاذ محمد الحسن أحمد رئيس تحرير المجلة، التي لم تكمل بعد عامها الأول وكان عدد قرائها قد تجاوز الخمسين ألفاً!
*كتب في الاستهلال لعدد الاستقلال الخاص:
*(نأمل أن يضيف جديداً في المستوى الذي يتوجب أن نعالج به تاريخنا الحديث.
*الذي لم يزل الجزء الأكبر منه في أفئدة من صنعوه ممن هم على قيد الحياة)
*وكان الأستاذ محمد الحسن أحمد يتطللع أن يكتب له كل من الرئيس جمال عبد الناصر حينما كان ضابطاً في بلادنا وكذلك الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل.
*بيد أن المشغوليات لم تسعف عبد الناصر للكتابة، أما هيكل فقد أرسل رسالة اعتذر فيها نسبة لظروف سفره.
*ومن ثم استكتابهم في ذك العدد السيدين روبرت هاو وجميس روبرتسون والدكتور أحمد زكي.
*والدكتور أحمد زكي كان وقتها رئيساً لتحرير مجلة (العربي) ومن كلمته تجتزئ:
*(نرجو مخلصين أن تكون أعياد الميلاد للأوطان هي دائماً أعياد مراحل للتقدم) .
*ونتساءل: أي تقدم أحرزناه ونحن نحتفي الآن بالذكرى 57 لاستقلالنا؟
*أما روبرت هاو فيذكر بالخير من رفعوا السودان من البؤس والشقاء إلى عدل ورفاهية.
*ويصف الزعيم الأزهري قائلاً: (نه كان للشجاعة والحنكة السياسية للرئيس إسماعيل الازهري والرجال الذين كونوا وزارته الأولى للحكم الذاتي في العام 1954 فضل عظيم في التحول إلى الاستقلال).
*وإذا عرجنا إلى ما سطَّره السير جيمس روبرتسون السكرتير الإداري سابقاً بالسودان.
*يشير إلى (الآن وقد تقاعدت بالمعاش أستطيع أن ألقي نظرة على الزمن الذي قضيته في السودان، إن أسعد ذكرياتي هي عن أصدقائي السودانيين في المراكز التي عملت فيها تسع عشرة سنة.. كما يبدو لي فإن الحاجة الماسة هي لوحدة قومية أقوى وحدة في البلاد كافة بين الشمال والجنوب وبين المدن والأرياف.
*إنني أشعر بالثقة أن السودانيين بما جبلوا عليه من صفات التسامح والصبر وخفة الروح واستعدادهم لمناقشة ومشاورة بعضهم.
*سينحون في حل مشاكلهم حلاً مرضياً ويحققون مزيداً من التقدم لدولتهم).
*والآن إن حلقت روح روبرتسون على هذا الوطن سوف يجد.
*إننا قد أصبحنا شمالاً بلا جنوب ومدننا (تريفت) وريفنا نزح مواطنوه عنه.
*وإننا قد فقدنا الكثير من صفات التسامح والصبر.
*أما (خفة الروح) فقد ازدادت جرعتها من الضيق السياسي والبؤس الاقتصادي.
*ولم نستطع أن نحقق الوحدة القوية الأقوى.
*ومع كل ذلك لم نفقد الأمل في الارتقاء بهذا الوطن بعيداً عن الشطط والأحلام الطائشة.
*والارتكان إلى إعلام الإرادة الشعبية.
صورة وسهم: صحيفة اليوم التالي [/SIZE][/JUSTIFY]




