تحقيقات وتقارير

الهنود في كسلا: منهم من يقول: إنني سوداني وليس هندياً، ومنهم من يتحداك في حب السودان

بأعداد كبيرة يوجد الهنود بكسلا وتجد رجالاً كباراً من الهنود يقولون لك : إننا ولدنا بكسلا، ولعل بداية العام 1920م كانت الأعداد الكبيرة من الهنود يتركون بلادهم ويقطنون السودان بمدينة كسلا. (التيار) تقف الآن مع هذا الشعب الجميل. والسودانيون يعشقون الأعمال الهندية المتنوعة، وحقيقة عندما استطلعنا عدداً من الهنود تسابقت تعابيرهم لدرجة أن منهم من يقول: إنني سوداني وليس هندياً، ومنهم من يتحداك في حب السودان، لذلك كانت هذه المساحة الجميلة، ترى ماذا قالوا؟ هذا ماتعرفونه في هذه المساحة القصيرة .

البداية كانت بمنتزه التاكا العائلي
من الإضافات الجديدة بكسلا منتزه التاكا العائلي والذي تم افتتاحه في العام 2013م كأكبر منتجع سياحي الآن ونحن نطوف في هذا المكان الجميل وجدنا عدداً من الهنود جالسين لوحدهم وكانت لنا معهم هذه الدردشة بداية قال لنا الهندي حسو بجواي “إن العلاقات السودانية الهندية حميمة خالص والجالية الهندية بكسلا مرتاحة خالص وكسلا مدينة جميلة وناسا جميلين كتير وعلاقاتنا واسعة معاهم في أي مناسبة متشاركين ودائمًا هنالك تواصل مع الأسر وفي الأعياد نبارك لهم وهم دائماً يحترمونا كثيراً ولم نسمع مرة واحدة كلمة شينة من مواطن كسلا وأحياناً أكون واقف جوار المستشفى يأتوني أهل كسلا ويطمئنوا عليّ وكما أن التواصل العائلي في المناسبات نقوم بمشاركة أهالي كسلا في الأفراح والأحزان ودائماً أهالي كسلا لما يشوفونا معاهم يقولون لإخوانهم أفرغوا الكراسي.. ويجلسونا نحن في الصفوف الأمامية ودائمًا يحترمونا في المقام الأول ونعجز عن شكر أهل كسلا وهم كالعسل في اللبن وتسير مصالحنا بكسلا بكل ارتياح وأعمالنا تتواصل في المستوى فوق المطلوب والجالية الهندية بكسلا حوالي 140 من رجال ونساء وأطفال”.
أما جميونت لآل قال:” علاقتنا مع إخوانا السودانيين بكسلا موحدة وواحد مافي فرق بيناتنا وبينهم كل واحد يحترم الثاني وغالب الهنود الموجودين تجار بكسلا وإنني مولود هنا بكسلا ولقد جاء والدنا إلى كسلا في العام 1927م وكسلا نحن فيها نشتاق لها وعندما نبعد عنها نعيش في قلق وملل من الشوق لها ونرتبط ونتعاون تعاوناً تاماً مع أهالي كسلا والجالية الهندية بكسلا معظمها مولود بها”.
أما كنكا غاندي قال:” إنني من مواليد كسلا والوالد دخل كسلا في عام 1943م والأسرة كلها مولودة في كسلا ومنازلنا بكسلا كانت أيام الإنجليز في واحد إلا أنها الآن موزعه على بعض أحياء كسلا كحي الشهيد حرن وحي الهنود وجزء وراء بنك الخرطوم القديم ونحب كسلا موت ورغم إن دمي هندي لكن السودان وطني وأنا كغريب عندما أسافر وطني الهند وأحب العادات والتقاليد السودانية وتعودنا عليها ونشارك أهالي كسلا في أفراحهم وأحزانهم وختاماً أقول الغريب عن وطنو مهما طال غيابو مصيرو يرجع لاهلو وصحابو والتحية للفنان الطيب عبدالله ونعشق الفن والتراث والثقافة السودانية.
علاقاتنا مع أهالي كسلا كالعسل مع اللبن
أما ميهول بارت قال :”إنني من مواطني كسلا وولدت بها وهي بلد جميل وناسا طيبين ورحبين ونشاركهم ويشاركونا الأفراح والأحزان ونعيش الآن أسعد الأوقات واللحظات وعلاقتنا متشبعة بكل المقومات والمكونات الحقيقية الطيبة المورثة أجيال عن أجيال وأهل كسلا معنا في السراء والضراء وعلاقاتنا كالعسل مع اللبن ونتواصل في المناسبات وعيدي الفطر والأضحى ونبارك لأهلنا في كسلا ويباركون لنا هؤلاء الأهل.. وعن أعمالنا بكسلا تسير بمستوى طيب ونجد المساعدات التامة وكسلا الآن بالذات في أجمل أوقاتها متطورة ونامية ومتقدمة والسودان في المقام الأول بلد كرم والشعب السوداني راقي والتحية من هنا للجميع وأتناول الوجبات السودانية كالفول والطعمية والزيتون وإننا نباتيون لا نأكل اللحم”
كل طقوسنا الهندية نقوم بها في كسلا
أما ورين نار سيداس قال:” إنني مولود في كسلا في العام 1957م والوالد دخل السودان واستقر في كسلا منذ العام 1926م وكانت كسلا قبلة الوالد الأولى في السودان وحضر الحروبات العالمية الأولى والثانية بالسودان وسمعت الوالد يشكر ناس كسلا شكراً خالصاً وكان ذلك في صغرنا ولكن عندما كبرنا وجدنا شكره حق لأهالي كسلا من المعاملة الطيبة والكريمة معنا ووجدنا من أهالي كسلا الروح السودانية السمحة وعندما نسافر بلدنا الهند نرى أنفسنا غرباء وأنني سوداني أكثر من كوني هندي وكسلا مناظرها خضراء وخلابة وفيها بركة سيدي الحسن ومنذ صغري لم أدخل مدرسة نهائياً في كسلا إلا أن من علاقاتي وتواصلي مع إخواني السودانيين بكسلا تعلمت القراءة والكتابة وسمحت لنا السلطات بكسلا بالقيام بكل طقوسنا وعاداتنا وتعليمنا حيث لنا مدرسة هندية بكسلا ونقطة مهمة إننا لا نتدخل في الشأن السياسي السوداني ولم نر الأقسام والمحاكم نهائياً.
زواج هندي سوداني
أما هرشد نار برام قال:” أنا من كسلا مولود بها وحضر الوالد في العام 1955م نهاية الاستعمار الانجليزي للسودان وأننا مع أهل كسلا كالإخوان والسودان اتجاه سيف قاطع وتسير أمورنا العملية بكسلا بمستوى عالٍ.عن كسلا قال الرئيس الراحل جعفر نميري كسلا تعني كاس لا وهي جميلة خالص وحبيت عشانك كسلا زرت أرض التاكا”. وعن عادات الزواج الهندي بكسلا قال:” نفرح بكل الطقوس وعندنا نادي والعروس والدها يشتري لها العفش والعريس يقدم لعروسته الذهب وهنالك ثلاثة هنود اعتنقوا الإسلام وتزوجوا كسلاويات”
دكتوة صيدلانية هندية تقول:” أنا سودانية”
كان لابد ان يكون لنا جلسة مع نساء الهند بكسلا والغريب أن هنالك صيدلانية بسوق كسلا تديرها الدكتورة سلوى غاندي وهي تقول:” إنني سودانية ولست بالهندية” وقالت :”ما في حاجة اسمها العلاقات الهندية السودانية إننا الآن سودانيون وبس وكسلا أصلا جميلة ولا أقدر على مفارقتها وهي أجمل بلد لي في العالم حيث ولدت بها والآن أصبحت مشهورة في كسلا كل الناس تعرفني وأشارك زميلاتي في مناسباتهم إذ أنني أرى واجب العزاء أهم من واجب الفرح” وعن المرأه الهندية في كسلا قالت د. سلوى غاندي :”أنا مرتاحه شديد وكما قلت لك في البداية أنا سودانية من الدرجة الأولى وعن العادات والتقاليد إننا مشتركين في لبس الثوب السوداني إلا أن المرأة الهندية في كسلا لها ما يميزها والسودانيون يحبون الملابس الهندية”.
رحلة الهنود بالسودان بدأت من كسلا وما قبلها
كان لابد أن نلتقي برئيس الجالية الهندية بكسلا بارت شولال بارني والذي قال :” بداية رحلة الهنود للسودان كانت بسواكن وطوكر ثم رحلوا إلى كسلا التي استقبلتهم في العام 1920م وأول مدرسة هندية فتحت بكسلا في العام 1955م وكانت لتعليم اللغات الأربع الهندية بها أربعة فصول وبعد كم سنة تم تطوير المدرسة حتى الثانوي وهنالك مدرسة اليونسكو للدراسة الثانوية العليا ثم الذي يريد دراسة الجامعة يدرسها بالخرطوم أو السفر للهند وقال قبل 20 عاماً كان عدد الهنود بكسلا 300 فرد وأسباب تحجيم العدد الآن ما بين 145-140 فرداً هي توسع طموح الذين سافروا لمناطق السودان الأخرى ومنهم من رجع للهند وكسلا بلد رائعة وجميلة وعلاقتنا أخوية مع السودانيين بكسلا ونشاركهم الأفراح والأتراح وحكومة الولاية لم تقصر منا وأنني اتقلد رئاسة الجالية الهندية بكسلا حوالي أكثر من 11 عاماً وليس هنالك أي معوقات تواجه عملنا ونقيم كل طقوسنا وأفراحنا بالنادي الهندي أو بالمدرسة الهندية بكسلا ونعيش حياة أكثر راحة وانبساط في كسلا والله يوفقكم”

كسلا : حسن أبوالريش-التيار

تعليق واحد

  1. لا احد ينكر صفء الهنود وروعتهم بمدينه كسلا .. لى صداقات حميمه معهم وازورهم فى بيوتهم ويقومون هم بزيارتى . رايت عدد منهم فى حفل وداع رئيس الجهاز القضائى . الهنود بكسلا يهتمون باعمال الخير فالجاليه الهنديه هى المشرفه على مصحه كسلا لللامراض النفسيه حيث يقومون بجلب الكثير من الاطعمه والملبوسات لذوى العاهات النفسيه . حتى كفن الميت الخاص بالمصحه النفسيه .
    حقيقه انهم تفاعلوا مع مجتمع كسلا حتى فى بيت العزاء تجد الهنود . يجيدون اللهجات المحليه لهجه الهدندوه والبنى عامر والهوسا . وفعلا منهم من اعلن اسلامه وتزوج مسلمه . هم قوم مسالميين . لا يعرفون طريق الشرطه او المحاكم الا فى حالات الضروره القصوى . جاليه سودانيه هنديه تستحق كل الاحترام .