ثقافة وفنون

تختفي في ظروف (غامضة).. الفرق الغنائية.. تجارب (سريعة الذوبان)!


[JUSTIFY]للغناء الجماعي في السودان جذور ممتدة منذ فترة طويلة، بدأت في الثلاثينيات عندما كان رواد الغناء يسجلون أغنياتهم في اسطوانات بالقاهرة، وكانوا يتعاونون مع بعضهم البعض منذ أيام كرومة وسرور، وهذا يدل على التعاون الذي شكل أداءً جماعياً رائعاً، وينسب للرائد الموسيقار إسماعيل عبد المعين تطوير أول مجموعة غنائية عام 1957م، وكانت تتكون من الرواد أحمد المصطفى وعثمان حسين وحسن عطية وعثمان الشفيع، وقامت هذه المجموعات لأول مرة بأداء الأغنية الوطنية (صه يا كنار). ومن الفرق الغنائية التي ظهرت في فترة الخمسينيات وامتدت إلى أواخر الستينيات فرقة (أضواء الجزيرة) بقيادة الفنان محمد الأمين وفرقة (أنوار الجزيرة) بقيادة الفنان إبراهيم افريكانو وفرقة (الجاز) بقيادة محمد آدم المنصوري وغيرها من الفرق الأخرى، ثم تواصلت المجموعات الغنائية وظهرت مجموعات شابة في السنوات الأخيرة كانت إضافة حقيقية للغناء الجماعي، مثل فرقة (نمارق، السمندل، عقد الجلاد، أولاد البيت، راي، وأخريات).
انقسام وتشتت:
الفترة الأخيرة شهدت انقساماً وتشتتاً واضحاً للكثير من الفرق، فغاب بعضها عن المشهد الفني وشكلت فراغاً كبيراً، فيما انقسم البعض الآخر بمسميات مختلفة، فيما تلاشت الفرق الأخرى ما بين الاستمرارية المتأرجحة والتوقف لفترات طويلة. (فلاشات) أرادت معرفة الأسباب والمسببات التي جعلت تلك الفرق الغنائية في حالة غياب شبه دائم وأسباب الانسلاخات والانشقاقات والاستمرارية المتذبذبة التي أثقلت كاهل البعض منها وأثر ذلك على الجمهور.
ضياع هوية:
الموسيقار د.عبد الماجد خليفة باعتباره مؤسساً لإحدى المجموعات الغنائية قال: (لقد كونت في العام 1967م مجموعتي التي تحمل (مجموعة عبد الماجد خليفة) التي بدأت تكوينها بأصوات شابة وقتها وازدهرت المجموعة وقدمت أعمالاً وطنية عدّة ووجدت عوناً كبيراً من كبار المبدعين، واستمرت حتى ظهور الفرق الشابة التي عانت كثيراً من عدم الاستمرارية لأسباب أعزوها إلى عدم الاتفاق الذي يولد الخلل الفني ويكون بداية للتخبط الذي يكون سبباً في ضياعها وانقسامها وتشتتها فتضيع هويتها الفنية).
شيء طبيعي:
فيما يرى الفنان أنور عبد الرحمن عضو مجموعة عقد الجلاد الغنائية في إفادة سابقة بأن دور الفرق الغنائية هو دور كبير ومتعاظم في إثراء الحركة الفنية، مبيناً: (فرقة عقد الجلاد تعيش أجمل مواسمها، وحتى وإن حدث أن انشق أفراد وقاموا بالخروج عن فرقة غنائية ما، فإن خروج وغياب أشخاص والإحلال والإبدال في مشروع فكري هو سنة وظاهرة طبيعية). وأوضح أنور أنه ضد فكرة أبدية الفنان في الساحة الفنية، فليس منطقياً أن يغني أنور عبد الرحمن في فرقة غنائية لمائة عام، مشيراً إلى حدوث عمليات إحلال وإبدال في فرقة (عقد الجلاد الغنائية) منذ قيامها مضيفاً: (في النهاية أعضاء فرقة (عقد الجلاد) هم أسرة واحدة وأعضاء وإخوان).
الخلافات والصراعات:
الفنان عبد القادر سالم والفنان عبد الرحمن عبد الله اتفقا على أن الفرق الجماعية الغنائية أثرت الساحة كثيراً في وقت ما، على الرغم من انحسار الأضواء عن البعض منها، وغياب البعض الآخر عن المشهد الفني، مبيِّنين أن الخلافات دائماً ما تعصف بأداء الفرق، لأن العمل فيها يعتمد على الإبداع الجماعي، الذي يتطلب التوافق والانسجام ليخرج العمل أكثر روعة ودهشة، لأن الغياب الدائم والانشقاقات تكون بمثابة ضياع مجهود جبار يخلق فجوة كبيرة بين الفنان وجمهوره بشكل عام

صحيفة السوداني
خ.ي[/JUSTIFY]