رأي ومقالات
صلاح أحمد عبدالله : إلى تجار السياسة..!!
****
(1)
* في حي المزاد البحراوي الشهير.. وقفت (الركشة) التي يقودها أحد الشباب.. من سماته العامة يبدو (خريجاً) جامعياً.. لم يجد وظيفة.. أو يجد واسطة.. ولم يكن له (مصران) أبيض في أي مكان.. نزل منها الشيخ الوقور.. ودخل إلى إحدى البقالات.. خرج بعد قليل وفي يده قليل من أكياس بداخلها بعض الأغراض المنزلية.. امتطى الركشة وذهب في حال سبيله.. حتى أن بعض شباب الحي من الجالسين أمام البقالة.. لم يعرفونه..!!.. صاحب البقالة خرج إليهم وسألهم هل عرفتهم هذا الرجل؟.. أجابوا بالنفي.. قال لهم متعجباً.. إنه السيد إدريس (البنا).. عضو مجلس رأس الدولة قبل الإنقاذ..!!
* نقول لهم.. هذا الرجل سبق أن حاكمته الإنقاذ في أيامها الأولى.. (بتهمة) قال إيه.. الفساد..؟!.. (لا تعليق)..!!
****
(2)
* وأنا خارج من (الجامعة).. في ظهيرة يوم حار جداً من أيام مارس.. وفي ميدان الأمم المتحدة وسط الخرطوم.. والذي تم (اغتياله).. شاهدت المرحوم السيد عثمان الطيب رئيس القضاء الأسبق.. يزاحم الركاب في إحدى حافلات بحري حتى وقعت عماته على الأرض.. تغير لونها.. ولكنه استطاع الركوب ويتحصل على مقعد!!
****
(3)
* الفريق إبراهيم عبود.. وما أدراك ما هو؟.. أمانة.. ورجالة.. وشهامة.. وبناءً لاقتصاد قوي.. بعد أكتوبر.. كان متعوداً على الخروج من منزله.. في أوقات العصاري ويتمشى غرباً بامتداد شارع العمارات (41).. حتى جنوب سوق القنا.. بالديوم الشرقية.. يجلس أمام دكان الحلاق محمد عبدالله ود الجزيرة رحمه الله.. منتظراً دوره.. يتسامر مع الموجودين.. وقبل المغرب بقليل يقفل راجعاً الى منزله.
* منزله بالدرجة الثانية العمارات.. سحب (قرعته) في خطة إسكانية عادية بنفسه.. وهو رأساً للدولة.. الطابق الثاني أكمله ابنه الدكتور (عمر عبود) أظنه غني عن التعريف.. ولعبود رحمه الله الكثير جداً.. من الحكايات الإنسانية..!!
****
(4)
* المرحوم.. عبدالسلام سليمان.. في الديوم الشرقية نحترمه ونحبه.. لخلقه الكريم ومجاملاته الإنسانية الرائعة.. خلافنا السياسي معه لم يمنعنا من التواصل داخل الحي العريق.. في أيام الإنقاذ الأولى.. دخل عليه بمكتبه الصديق العزيز وزميل دراسته الدكتور (….).. وجده يبكي بألم.. خوفاً على المشروع الذي نذروا أنفسهم من أجله.. سأله لماذا هذه الدموع؟.. أجابه.. أخاف على المشروع الإنساني ممن ركبوا (الموجة).. ويحاولون الخروج بالمغانم..!؟
* أيها العزيز.. وأنت بعيداً في عالمك الآخر.. ما أكثر (المغانم) التي اكتسبها الكثيرون.. حتى من (عتاة) الإسلاميين الذين كانوا يتمشدقون هي لله .. هي لله..!!
******
(5)
* ما زلت أبحث عن ضوء في نهاية النفق.. أين أجده وسط مستنقعات السياسة (القذرة).. وكيف نصل اليه..؟
* لا آمل في خير يأتينا من مرتفعات أديس أبابا وهضابها العالية (الخير) موجود هنا.. من يتقدم الركب.. ويقود الناس اليه..؟!
* حتى يرجع لنا السودان الذي نعرفه..!!
صحيفة الجريدة
ت.أ