هويدا سرالختم : الهوية الخطر القادم..!! + صورة
صحيح إن الأوضاع الاقتصادية والإنسانية وصلت مراحل متأخرة في السودان جعلت الكثيرين يهاجرون الى دول مختلفة وبعضهم طلب حق اللجوء السياسي وكله الى حين.. ولكن استحالة أن يطالب سوداني بإسقاط الجنسية السودانية.. فالجينات الوطنية توجد داخل كل سوداني.. ربما أن بعضهم حقنها بالمخدر وراحت في (سبات عميق) وبعضهم أعطاها (إجازة مفتوحة) ولكنها موجودة وهي الكابح القوي ضد مثل هذا السلوك.. فهولاء المتنكرون للجنسية السودانية هم من (أكلونا لحم ورمونا عظم). وفي تقديري أن هذا الحدث فيه خير حتى يقف ولاتنا مع أنفسهم لمراجعة حسابات إعطاء الجنسية السودانية، بل التحقيق بأثر رجعي في كل الجنسيات الممنوحة منذ الثمانينات لغير السودانيين ومحاولة إصلاح ما يمكن إصلاحة..
ثم وضع قوانين وضوابط صارمة لمنح الجنسية السودانية.. فالأمر أخطر بكثير من تقدم بعض الأشخاص بطلبات لإسقاط الجنسية السودانية.. العواقب وخيمة ربما تمتد الى حد السيطرة على البلاد.. وإذا أردتم قياس تحقق نظريتي فالتمدنا جهة بحثية بتعداد لمن يحملون الجنسية السودانية (من جنسية واحدة) في البلاد وهؤلاء طبعاً لديهم حق التصويت في الانتخابات، بل الترشح لرئاسة الجمهورية بموجب هويتهم السودانية التي يحملونها.. وربما في يوم من الأيام نجد حاكمنا من أحد الدول المجاورة ولعله حزب كامل وحينها لن يصعب إزالة الأسوار التي تفصل السودان عن هذه الدولة.. لنجد دولتنا الجديدة هي مصر أو إثيوبيا أو الصين وربما إريتريا.. وقد تبدأ الخطة بضم بعض الولايات الطرفية وصولاً الى الخرطوم.. المهم كله جائز مع (هملة) هويتنا التي قاتل وقتل في سبيل الحفاظ عليها الكرام من أهلنا السودانيين.. إذا أردنا أن نعلم قيمة الهوية فلننظر الى الدول العربية التي حولنا وكيفية تشددها في منح هويتها هذا إذا تكرمت ومنحتها بحيثيات تجتهد في توفيرها لنعلم جيداً كيف أن الهوية يهون الموت دونها.. مع العلم أن سحب الهوية الممنوحة للبعض في هذه الدول مقرونة بشروط ويمكن سحبها بسهولة لأنها مسورة بقاعدة بيانات تخرج (النمل من جحورها).
صحيفة الجريدة
ت.أ