رأي ومقالات

محجوب عروة : لو كنت مكان الحكومة

[JUSTIFY]لو كنت مكان الحكومة ما اعتقلت أحداً من المعارضين خاصة الذين وقعوا نداء السودان في أديس أبابا مؤخراً، بل لقلت لهم تعالوا نناقش أجندتكم وبرنامجكمالذي كتبتموه بموضوعية واحترام متبادل من أجل مصلحة وطننا العزيز ونتفق على القواسم المشتركة بيننا مثل استدامة السلام ووحدة البلاد والتحولالديمقراطي وغير ذلك من مبادئ وأسس وطنية نتفق عليها جميعا تمثل الحد الأدنى في (كيف يحكم السودان)، أما ما نختلف عليه فنتركه للشعب صاحب الحق الأول والأخير الذي يقرر (من يحكم السودان) وذلك عبر انتخابات حرة وصادقة ونزيهة وشفافة نراقبها سوياً على قدم المساواة، وفي هذه الحالة لاتحتاجون لأن تعملوا على إسقاط النظام من الخارج بالتعاون مع قوى أجنبية وبالسلاح، بل يمكنكم إسقاطه من الداخل إذا انتخبكم غالب الشعب وسنقبل بالنتيجة وبقرار الشعب مثلما فعل حزب النهضة التونسي، وتأكيداً على ذلك ها نحن الحكومة قد قررنا العفو العام وإطلاق سراح أي معتقل ومسجون سياسي وأطلقنا الحريات العامة ولكم أن تمارسوا حرية التعبير والتنظيم كيفما شئتم في دوركم أو في خارجها ولكن بشكل حضاري..

وإذا كنتم تخشون من الدخول للسودان وممارسة حقكم الدستوري ولا تثقون في حكومتنا وتصرفاتها فها نحن نعلن على الملأ هذه القرارات أولاً للشعب السوداني وللعالم أجمع ونضع هذا الالتزام مكتوباً أمام الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي والمؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة وفوق ذلك التزاماً أمام الله سبحانه عهداً وميثاقاً مكتوباً وتأكيداً على ذلك كله قررت الحكومة تأجيل الانتخابات عامين كاملين وسيقوم المجلس الوطني بعقد جلسة خاصة لتعديل الدستور بجميع أعضائه قبل أن تنتهي دورته وإذا قبلتم ذلك كله وأعلنتموه فسنناقش معكم المشاركةفي حكومة قومية خلال الفترة الانتقالية حتى نؤكد لكم جديتنا ورغبتنا في استقرار الوطن وسلامته وازدهاره..
تخيل معي عزيزي القارئ لو فعلت الحكومة هذا فسيحترمها الشعب ومن المؤكد سيجلب لها ذلك تعاطفاً كبيراً وربما يصوت لها كثير من الناس رغبة منهم في تحقيق الاستقرار فقد يرون أن وجود حزب المؤتمر الوطني في السلطة مشاركاً للآخرين ضروري لاستقرار البلاد حتى لا ينفرط عقد الوطن إذا سقط النظام فجأة.. ولكن يظل السؤال قائماً: منيقنع أهل الإنقاذ أن ذلك في مصلحتهم وفي مصلحة الوطن؟ وبالمقابل من يقنع المعارضين أن ذلك أيضاً في مصلحتهم ومصلحة الوطن بدلاً من أن يمكثوا فيخارج الوطن ويعرضوا أنفسهم لأجندة الغير التي لا تتفق مع الأجندة الوطنية التي ظل الإمام الصادق المهدي ينادي بها؟

صحيفة الجريدة
ت.أ[/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. يا أهل الجريدة ، هذه المثاليات اذا كانت المعارضة معارضة سياسية فعلية ولكن للأسف انك تدري انهم قتلة وخونة ومرتزقة ، يقتلون النساء ويقتلون الابرياء – هذا برنامجهم فان كان يعجبك فلك الحق – ولكن نخشى ان تكون منهم ولا أظن غير ذلك .