رأي ومقالات

عزالدين عباس الفحل : فال الحجارة لنكد النساء

[JUSTIFY] في السودان الحبيب ، علي أعتاب إحدي الإجازات الصيفية المغمرة يالشوق للحصي والتراب السوداني ناهيك عن الأحباب ، ركبت مع أحد الأصدقاء القدامي في سيارته الكوريلا من جامعة الخرطوم الي الخرطوم بحري ، و الميدان الشرقي للجامعة يعج بذكريات حلوة المذاق والمحاضرات النارية للشيخ حسن عبدالله الترابي و هو يكيل بالهجوم الشنيع لقائد الأُمة آنذاك نميري وشبهه بطاغية مصر فرعون ، كانت محاضرة العصر لا مثيل لها بين إبتسامة وضحكة الإستهزاء وبراعة الشيخ في الحبك والتحليل بالآيات القرانية وروعة الربط حتي ذكر الآية :- الآية الكريمة ،

.( قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ (29 )
سورة غافر .
حتي إهتزت جامعة الخرطوم ،
وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ (26 ).
سورة غافر .
(51) وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (52) فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (53) إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (54) وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ (55) وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ (56)

سورة الشعراء.
وفار وشاط الحاضرون بالتكبيرات وسط الحضور المكثف من جهاز الأمن في عهد نميري عليه رحمة الله ، كانت تعبئة حمراء بالدماء لطلبة الجامعة آنذاك ،
رمقت سور الجامعة بشهية فاتحة ألا تعود تلك الليالي ؟
إنقطع حبل أفكاري بصوت إرتطام ضخم في السيارة حتي قفذت الي سقف السيارة المغبرة بالتراب ، صاح صديقي الغالي :-
-لا تثريب عليك أنتم معشر المغتربون تخافون من نقيق الضفادع . سألته في حيرة ما هذا الإرتطام الحاد ،
ذكر لي وجود بعض الحجارة من الطوب الأحمر في الكبود الخلفي من نكد النساء ؟
سرقت مني الدهشة وفتحت فمي كالبعير ، أي نكد من النساء فك الشفرة ياخي ،
شرح لي قائلاً :-
عندما تركب معي أي حرمة ( مرة ) أو أٌنثي مثلاً لو لا وجود هذا الحجر لتعطلت السيارة في قارعة الطريق . ضحكت كثيراً حتي إنطفقت الوجنات ، حسبته يمزح معي ،
وقبل دخولنا الي كبري النيل الأزرق الموازي لجامعة الخرطوم وسط الزحمة نزلت من السيارة وفتحت الكبود الخلفي ورمت بكل الحجارة الي شارع الأسفلت وسط دهشة الجميع وسخط صاحبي ، ثم فتح الخط وإنطلقت السيارات صوب الجسر وعند منتصف الكبري تعطلت السيارة عن الحركة وإرتفاع الكلكسات البوري وتوقف حركة جميع السيارات عن الحركة ، إلي أن جاء شرطي المرور وتكرم مشكوراً بدفع السيارة الي الوراء حيث كنا جوار سور الجامعة ، والعرق يتصبب ، والأنفاس تنهق ، ونحن مطأطئ الرؤوس الي أسفل ندفع السيارة ، والجميع ينظر ويشفق لنا من هول الكارثة المُرة ، حتي وصلنا الي سور الجامعة . ثم فتحت كبوت الماكينة وجزبت خرطوم البنزين من الكاربريتر وشفطه ثلاث شفطات بفمي ثم بخيت البنزين علي فوهة الكاربريتر وطلبت من صاحبي أن يضغط علي دواسة البنزين فدار محرك السيارة ، ثم ضغط بيدي علي ذراع الكاربريتر عالي حتي صرخت السيارة بصوت عالي ، ثم أغلقت الكبوت ودارت السيارة ، فما كان من صاحبي إلا أن جري الي أسفل سور جامعة الخرطوم وجاء بقطعة طوبة كبيرة وضعها في الكبوت الخلفي ،

عزالدين عباس الفحل
ابوظبي[/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. [SIZE=4][FONT=Tahoma]السلام عليكم

    بعدين كلمو الزول ده – كرهتنا فى سودانيز اونلاين – عاوز تكرهنا بجاى ؟؟؟

    حسبى الله ونعم الوكيل[/FONT][/SIZE]