رأي ومقالات

محجوب عروة : الأحداث الطالبية كسب جيل .. السياسة السودانية لا تستحق كل هذا.

[JUSTIFY]الأحداث التي شهدتها جامعة بحري من حرائق بالمولوتوف والسواطير والسكاكين وإحراق العربات هي نتيجة طبيعية وانعكاس حقيقي لما ظل يدور في الساحة السياسية منذ العام 1968 عندما تحول الخلاف الفكري والسياسي الطبيعي من المدرجات ونادى اتحاد الجامعة إلى الرقص والضرب بالكراسي في قاعةالامتحانات بجامعة الخرطوم في حادثة العجكو الشهيرة، ثم استخدام السيخ والمسدسات في محاولة لحسم الخلافات..
ومما زاد من هذه الظاهرة ذلك الصراع بين القوى السياسية وظاهرة الانقلابات العسكرية وازدياد حركة التمرد العسكري حيث حل صندوق الذخيرة مكان صندوق الانتخابات وأصبح التبادل الخشن في السلطة بديلا للتبادل السلمي السلس.. وقد فشل النظام التعليمي والتربوي في خلق جيل جديد يتمتع بقيم احترام الآخر مثلما فشل نظامناالإعلامي كذلك.. والمشكلة الآن أن باباً من جهنم قد انفتح على السودان حيث ما زالت العقلية الاحترازية والحلول العسكرية والأمنية هي السائدة والمعتمدة بديلاً للحوار الحقيقي والحلول السياسية. والمؤسف حقاً أن جميع القوى السياسية ما زالت لا تثق في بعضها البعض وتمارس أقصى درجات التباعد والأجندة الخفية ومحاولات الإقصاء المتبادل وقد انعكس ذلك على الطلاب فما أن تبرز مشكلة أكاديمية أو مسألة تتعلق بالرسوم والمعيشة إلا ويعلو العنف..
بالله عليكم إذا كان كل طرف لا يرغب في التنازل قيد أنملة من أجلالصالح العام فكيف ولماذا يتنازل الطلاب؟ أذكر قبل عدة سنوات دعتنا الجامعة الأهلية لندوة لمناقشة اتفاق تم بين المعسكرات الطلابية حول شكل اتحادهم وقد كان الحضور مميزاً يمثلون كل المعسكرات السياسية في البلاد وكان المؤمل أن يتوصل الجميع إلى اتفاق مقبول ومناسب ولكن للأسف ما أن انفض السامر ورجع كل تنظيم إلى رئاسته بالخارج وفشل الاتفاق وانعكس ذلك على كل الجامعات حتى اليوم وأصبح عدم الاستقرار الأكاديمي هو السمة البارزة والخلاف حول الاتحادات الطالبية هو الأوضح..
المشكلة أن الخلاف سيستمر ولن تستقر الجامعات حتى تتفق القوى السياسية خارجها وهذه لن تتفق الا أن تفرض عليها جهة ثالثة مستقلة خارطة طريق مناسبة تفرض رؤيتها على الجميع وتلزمهم بها توقف بها هذا العبث بالوطن ومصالحه العليا. لقد ظل الطلاب دائماً هم المحرقة التي تحرق الطلاب يندفعون من أجل تنظيماتهم وزعاماتهم وحكامهم يضحون بالوقت والتعليم، بل الأنفس في حين تتمتع زعاماتهم بالعيش الرغيد داخل وخارج السودان فهل هذا عدل؟ أيها الطلابأفيقوا الى أنفسكم ولا تضيعوا مستقبلكم بسبب الصراعات الفجة.. هذه نصيحة خذوها مني فقد علمتنا التجارب أن السياسة السودانية التي عشناها لا تستحق كل هذا.

صحيفة الجريدة
ت.أ[/JUSTIFY]