عبدالعزيز المازري

المريخ وحمي الرجل الابيض!!


المريخ وحمي الرجل الابيض!!
المريخ وحمي الرجل الابيض مباراة كرة قدم ودية مثلها مثل مباريات فرق القمة عندما تلاعب فرق الدرجه الثالثة أو الثانية أو أي فريق اقل درجة منها ولكنها بحكم نظرتنا الضيقة تحولت لمباراة عالمية منحت من خلالها الالقاب والاحتفالات بالخروج بهزيمة خفيفة امام بطل العالم ويا لضعف الطموح لدينا ويا إستصغار انفسنا وقيمتنا كسودانيين ..اعلم تماما ان ما نكتب اليوم لن يرضي البعض ولكنها الحقيقة التي جبلنا عليها نطمح ان تحقق رسالتنا الصحفية في التبصير ومباراة الامس لم يكن علي بالي التطرق لها علي اعتبار انها مباراة اعدادية والتعليق عليها يكون بنظام مرور الكرام علي الخبر ولن اتحدث عنها فنيا او من خلال الفائدة التي جناها المريخ
*تبع المباراة ظواهر سالية وهذا محور تعليقنا تمثلت في الشارع الرياضي علي اعلي مستوياته لأكثر من اسبوعين أو من خلال التعليقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي و التغريدات بسبب مباراة وديه وكأننا وصلنا لسقف طموحنا الرياضي بمقابلة البافاري
*ومافعله اهل المريخ يدعو للبكاء والالم والحسرة يبين بوضوح ماوصلنا اليه
*لأول مرة اصاب بالحزن واالإلجام ولم اعرف ماذا اقول عندما حوصرت نعم حوصرت من زملاء لي في العمل من جنسيات مختلفة وبينهم بنغالي نعم حتي البنغالي اصبح يتريق علينا حيث تعودت علي ممازحتهم دائما عن الرياضة والظواهر الاجتماعية فبالامس كأنهم اجتمعوا علي ووجدوا ضالتهم التي حققها لهم المريخ ..فماذا فعل المريخ هل فاز بكأس العالم والبطوله الافريقية هكذا كان سؤال احدهم وماهذه الفرحة الهستيرية علي جمهوركم وماهذا التعصب ؟
*هستريا وحمي الرجل الابيض ( الخواجه ) تلك الاحداث التي عايشناها في طفولتنا حيث كنا نذهب الي ساحات الصوفية حيث يكثر وجود الخواجات القادمين للسودان من اجل السياحة كنا ننظر لهم متعجبين بسذاجه لا نعلم لماذا نقوم بذلك ربما لعدم توفر ماهو متاح الان كنا نسارع للسلام عليهم لمخاطبتهم وكسب ودهم في استصغار لأنفسنا واندهاشهم هم وهم يضحكون غير مصدقين مدي فرحتنا بهم وترحابنا بهم واذكر ان احد جيراننا تمكن بعد جهد جهيد من الاتيان بخواجه التقطه من ساحة حمد النيل وتمكن من دعوته لأنه كان يتحدث اللغة الانجليزية مع العلم انه ليس بتلك المهارة التي تمكنه من فهم كل معاني اللغة مع العلم ان هؤلاء الخواجات اناس عاديين في مجتمعاتهم وربما نحن نفوقهم علما ومكانه لكن هكذا كانت النظرة في السابق او قديما سموها كما شئتم
*فرحتنا بالخواجات والنظر لهم بتعجب واندهاش وغبطة لم تعد متكررة واندثرت هذه النظرة وانتهت مع توفر المتاح الان والتطور الذي شهدته البلدان العربية والافريقية
* هنالك حقيقة ثابته يجب ان نعترف بها حتي نستطيع ان نغيرها وانا اتحدث هنا عن مباراة كرة قدم ودية جمعت بين المريخ من السودان وبايرن ميونخ من المانيا اعادتنا لسلسلة الرجل الابيض ( الخواجة) بكل صورها اعادتنا لمربع من الماضي انتهينا منه بعد ان تساوت الكتوف !! الي متي نظل بهذه السطحية ونحن كشعب سوداني متميز جدا اذكياء بمعني الكلمة شهامه وغيرها من صفات النبل التي ارتبطت بالشعب السوداني !! تحليلي من هذه النظرة املا وطامحا في نهاية حديثي عن المباراة وما تبعها من ظواهر سالبة ان تختفي مثل هذه الظواهر والتي تستصغرنا لا تميزنا عن الاخرين
*الخلاصة المريخ لعب مباراة اعدادية لا تمنحه لقب العالمية ولم تزد في سجل بطولاته بطوله ولم تكن حدثا فريدا فسجلات الهلال السوداني والاهلي المصري والترجي ومازيمبي وغيرها من فرق افريقيا الكبار تحمل سجلاتها مقابلات ومباريات مع فرق برازيلية واوربيه فهذا ليس انجاز يستدعي تلك الفرحة العارمة هستريا الجنون التي حدثت بالامس بالرغم من الهزيمة وانعكس اثرها حتي علي اللاعبيين انفسهم وهم يركضون صوب لاعبي البافاري للظفر بالغنيمة وهي الفنلة التي ارتدوها في المباراة!
*هنالك حقيقة لا بد ان نعترف بها لعلنا نغيرها وأنا هنا اتحدث عن عقلياتنا الادارية المتحكمة في الرياضة والتي تؤثر سلبا في الجمهور وعن اعلامنا الذي يتلاعب بمشاعر المشجعيين البسيطيين ليعد لهم من الفسيخ شربات صور لهم ان المباراة حدث كبير وانتصار وتميز للسودان
*نحن سودانيين نفتخر بسوداننا نفتخر بكل ماهو جميل ويبقي السوداني مرفوع الرأس لا يشعر بالدونية ارحمونا ياعالم هي مباراة ودية
*وانتهت المباراة بهزيمة بهدفين دون مقابل ولكنها هزيمة اخري في سجلات سقوطنا وتميزنا!
*فليسمح لي قارئ العمود في القفز قليلا عن الرياضة حيث استوقفني تعليق ورد في موقع للتواصل الاجتماعي جمع بين السخرية والردود التي عالجت المشكلة واخري زادت الطين بله كما يقول المثل حيث كتب واحد من (المتفسبكين) تعليقا صغيرا شدني واضحكني ابكاني وادهشني اربعة كلمات تبين مدي ما وصل له هذا الشاب اوهذا الرجل اي كان فلا نعلم عمره كتب (حريقة تحرق النسوان كلهم ) !!مساكين امهاتنا ومساكين اخواتنا وزوجاتنا المهم ماعلينا لكن بصراحة الطف رد كان من واحده من النسوان ويبدو انها تأثرت بما كتبه صاحبنا فقالت له في ثلاثة كلمات ( سجمنا عملنا شنو ) هذا الرد اعجبني ببساطة في كلماته وتعبيره اما مالم يعجبني هو رد احداهن قائلة (حريقه تحرقك انت ياربي عاجلا وغير اجلا) فبدلا من اسداء النصح لهذا المسكين والمعذور والذي ربما مر اليوم بيوم عصيب تسببت فيه احداهن وبالبلدي السوداني كده ممكن يكون اخد (شاكوش) هذا المصطلح في ايامنا الماضية ولا ندري مسميات هذا الجيل ! وهنالك من التعليقات من دعي للرجل بالهداية ومنهم من كاله السباب وقابله بالدعاء المضاد كما تلك التي دعت له بالحريق عاجلا او اجلا ويالقوة الدعاء ..ببساطة كان يمكن ان نصل لحل مع هذا الذي دعي ان ناقشناه بهدوء سألناه عن دواعي ذلك وبصرناه عندها يمكننا ان نصل لنتيجة مرضية تغير من نظرة هذا الكاتب..وهذا الحدث ربطني بما حدث في مباراة المريخ اي اننا رياضيا نحتاج لتبصير لا نحتاج لتهويل وتصوير حقائق منافية للواقع
كلمات حــــــــــــــــــــرة
*دشن النابي مهامه بالامس مع الهلال مخاطبا اللاعبين في اول مران يشاهده للهلال
*امام النابي مطالبات كثيرة وضعها الجمهور الهلالي ومنها تحقيق البطولة الاهم بالنسبة للفريق نتمني ان يجد الرجل المناخ الملائم لتحقيق هذا المراد
*قرأت خبرا مفاده استدعاء بكري المدينة لاعب الهلال للتحقيق معه بشأن مقطع فيديو له ورد في موقع للتواصل الاجتماعي ! لم اشاهد المقطع لأحكم عليه لكنني اثق في حكمة عاطف النور مدير الكرة فمثل هذه الظواهر تحتاج لنظرة تربويه فببساطة يمكن لأي كائن كان ان يتعرض له ان ترصده احد وربما ما يحدث من معالجات خاطئة سيكون سببا في زيادة هذه الظاهرة مع وجود ضعاف النفوس
* سأعود لمن انتاشني في رده علي العمود السابق بعنوان الارباب المجرب لا يجرب
* مع السودان مع الهلال
عبدالعزيز المازري
العمود الحر
[email]almazri1@gmail.com[/email]

تعليق واحد