رأي ومقالات
صلاح أحمد عبدالله : (٥٩) سنة.. لا جديد.. والأعوام تتساقط على رؤوسنا وتخصم من أعمارنا ولا جديد
* كانت وجبة كاملة الدسم.. تلك التي أعدها الشباب بالمنزل من دكان هارون.. (بوش) من طراز فريد.. موية فول.. وزيت.. وموية جبنة وكمية من البصل الأخضر والشطة الخضراء.. والدكوة والطماطم.. وعيش سخن من الفرن المجاور.. وبمناسبة الذكرى (٥٩) للاستغلال.. قررت (رشهم) بزجاجات الحاجة الباردة.. خاصة وأن المرتب تبقى منه القليل.. يلا إن شاء الله ما حد.. (حوش)..؟!!
* اتجهت إلى الغرفة.. وسحبت الغطاء (فردة دمور).. نسبة لبرودة الجو قليلاً.. أغلقت المروحة.. توفيراً لطاقة (سد مروي)!!.. وفجأة رأيتني أتحاوم في وسط الخرطوم.. يا سلام إنه العام (٢٠٥٦م).. والبلاد تحتفل بالعيد المئوي للاستقلال..
* ده شنو ده..؟.. لا جديد.. نفس الوجوه القديمة التي تقول إنها شاركت في خروج المستعمر.. ونفس الوجوه (دييييييك) التي أتت في يونيو 1989م.. يبدو أنهم قد استمرأوا (الكنكشة).. وتلذذوا بطعمها.. أعمار الكثيرين منهم تقترب من المائة عام.. بعضهم تجاوزها بقليل.. الكثيرون منهم يتوكأون على عصيهم.. نفس العصي الأبنوسية (المطعمة) بالعاج.. التي كانوا يلوحون بها عالياً في الاحتفالات.. وهم يرددون بصوت جهوري.. (هي لله هي لله).. الخ.. العبارة المكررة.. الآن يمشون الهوينى (يتكئون) على بعضهم البعض.. خوف السقوط.. هناك بقايا صحة وعافية ولون (بمبي).. من آثار الترطيبة والأكل (السمح).. مخزون (الأموال) الذي يساعدهم على التمسك بالسلطة.. (والحياة).. والعمليات الكثيرة المصاحبة لذلك.. (ولا داعي للشرح)
* الخرطوم العاصمة.. نفس الحال التي كانت عليها في نهايات 2014م.. قبل يوم من العام 2015م.. بل إن أرتال القمامة والنفايات صارت أقرب للجبال الصغيرة الموزعة هندسياً في أرجاء المدينة.. مما استدعى همة الكثيرين من الفنانين التشكيليين الذين بذلوا المستحيل لصنع أشكال هندسية ملونة.. تم توزيعها في أرجاء المدينة..؟!
* (2056م).. أول يناير.. تذكرت ذلك الشارع في وسط الخرطوم.. المسمى شارع السيد عبدالرحمن.. نظرت إليه فإذا نفس الحفر إلى الغرب من صينية القندول التي كانت تعيق الحركة وتساعد على الزحام.. الملفت للنظر أنه تبقت القليل من تلك البصات الخضراء الطويلة.. التي كانت تسمى ببصات (الوالي).. الذي كان حاكماً ذات يوم على هذه الولاية.. العاصمة!!.. يبدو أن الباقي منها انضم طائعاً مختاراً إلى تلك الورش المنتشرة في أنحاء الولاية..!!
* (2056م).. قرأت في تلك (الصحيفة).. أخباراً تقول إن وفد المفاوضات المتجه إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.. قد أجل سفره بسبب نزلة برد طارئة التي أصابت كل الأعضاء.. وتسببت في آلام العظام لكثيرين منهم خاصة أن الجولة كانت رقم (980) بعد الألفين.. وأن وفود الحركات اعتذرت نسبة لبرودة الشتاء القارس في بعض المدن الأوربية.. وأن جماعة المعارضة ونداء باريس تبحث عنه أسرة (سراير) متحركة حتى تسهل لها أمور حركتها للوصول إلى هناك..!!
* في الوقت الذي كانت أحزاب (الحوار) تنتظر إشارة الحكومة للبدء في هذا الحوار الذي انتظره الشعب طويلاً..!!
* ما شاء الله وعيني باردة.. الشيخ إياه ما يزال يتمتع بلياقته الذهنية والبدنية العالية.. وهو ينظر للجميع ويبتسم.. ويتذكر كل تلامذته الذين أحضرهم في ذلك اليوم وذلك الشهر.. وتلك السنة.. ويحاول أن يجمعهم من حوله من جديد.. خاصة وأن الشيخ الزبير أحمد الحسن أعلن أو على وشك الاعتزال من سدة الحركة.. مع قلة الحركة القليلة.. والأستاذ كمال عمر المحامي.. ما يزال يعلن تأييده للحوار.. في كل منبر أو حوار.. والكل من (جماعة) الحكومة يعلنون تأييدهم لكل خطواتها.. من أجل مستقبل السودان.. أو ما تبقى من هذا السودان المسكين.. أو شعبه المسكين (جداً).. جداً؟!!
* الرياضة كما هي.. وهلال مريخ ازداد عدد المواسير في الناديين الكبيرين!!
* وما زال (الوالي) رئيس طوالي.. وما زال الكاردينال (يكاوي) البرير وصلاح إدريس والكل يتكلم.. ويصرح على قدر قروشو.. ولا أثر لأي بطولة خارجية.. وسيكافا هي سيكافا.. والثقافة صارت وازدادت سخافة.. خاصة التلفزيونية منها..!!
* حتى باقي الشباب.. ازداد (طرقه) وبشدة على أبواب السفارات..!!
* والجديد فقط.. أن (حفيد) أمبيكي يترأس وفود المفاوضات ويشرف عليها..
* وأن الشيخ الجليل.. (محمد نافع علي نافع) يترأس (ويرث) الوفد الحكومي..!!
* وأن الابن الأكبر للسيد عبدالرحمن الصادق المهدي.. صار زعيماً للمعارضة.. واسمه (الصادق) أيضاً..!!
* وأن مطار الخرطوم الجديد.. لم يكتمل حتى الآن..؟!.. رغم بدء العمل به في نهايات 2015م.. وأن (برج) شارع المطار الجديد.. أصبح ناطحة سحاب ضخمة ترى بأنوارها المتميزة من مسافات بعيدة.. وأن العمارات والفلل والشركات الخاصة انتشرت بصورة مكثفة.. وخاصة.. وكلها خاصة جداً وسط مزارع فاخرة خاصة جداً جداً..!!
* سقطت.. (فردة الدمور) على الأرض.. دخل البرد.. قمت من النوم مذعوراً لأنني رأيت.. أن (الشوارع هي ذاتا).. والصور نفس المشاهد..!! * لا جديد.. اللهم اجعله حلماً.. فقط!!
صلاح أحمد عبدالله: صحيفة الجريدة
ي.ع
يازول قوم اصحى قبل ماتجيك بت ابليس تجنن افكارك