هويدا سر الختم : المسألة لا تحتاج أكثر من (إحساس) بالغير وبالمسؤلية.. عووووك يا بلد..!
ارتفعت أصوات منادية بضرورة تعطيل المدارس في الولاية الشمالية خلال فترة موجة البرد التي بدأت هذه الأيام.. وزارة التربية والتعليم رفضت هذا المقترح بكل تأكيد حرصاً منها على تفادي تعطيل المقررات ما سيسبب إشكالية تحتاج المعالجة.. وناشدت أسر هؤلاء الطلاب (بتوفير) الملابس المناسبة وإدارات المدارس باتخاذ الاحتياطات المناسبة التي تمنع تعرض الطلاب لموجة البرد..!
الكلام النظري لا يوجد أسهل منه طالما (ببلاش).. بغض النظر إن كان بمقدوره حل الإشكال أم لا..
وزارة التربية والتعليم تعلم أن المواطنين هناك وحتى هنا في الخرطوم لا يملكون المقدرة على تجهيز ملابس الشتاء التي (ضربت العلالي) مع دخول فصل الشتاء.. ومع ذلك لا تكلف خاطرها النظر في الحلول العملية بتقديم المساعدات التي كنا نراها قديماً في مدارس الحكومة (رحم الله تلكم الأيام).. لماذا لا تتكرم الوزارة بتخصيص بند من ميزانيتها لشراء ملابس شتوية لطلاب المدارس والتكفل بوجبة الإفطار طيلة فترة الشتاء حتى لو أدى ذلك الى تجميد الحوافز (إياها) دأخل الوزارة لمدة شهر أو أثنين أو إلغاء أي بند يمكن تأجيله في سبيل المحافظة على أنفس بشرية.. أو حتى خصم مرتب يوم بموافقة كل الموظفين الذين يتبعون للوزارة أو حتى تحميل هذا البند المدارس الخاصة (صاحبة الوزن الثقيل)، فالوزارة أفضالها عليهم كثيرة..
بند إنساني يمكن معه دعم كل طلاب المدارس في كل السودان خلال فصل الشتاء أو حتى يمكن للوزارة بالتنسيق مع الشركات الخاصة تحت بند (الدعم الاجتماعي) توفير الملابس والغذاء لكل أطفال المدارس في السودان طيلة فترة الشتاء.. المسألة لا تحتاج أكثر من (إحساس) بالغير وبالمسؤلية..
وشوية تعب في التفكير والتدبير والحلول متوفرة بكثرة وأستطيع أن أقسم إذا تحسبت الوزارة لهذا الأمر وهو ليس بجديد أو مفاجئ لو تحسبت له أبكر من ذلك لفاض الغذاء والودواء والملابس عن حاجة كل مدارس السودان.. المنظمات الخيرية المتعددة التي تملأ البلد وتمتص أمواله عن طريق الإعفاءات الجمركية والضرائب والدعم الداخلي والخارجي مجرد واجهات منفعية لم نسمع أو نرى لهم شيئاً ملموسا طلاب المدارس هنا في أطراف الخرطوم يجلسون (القرفصاء) ويعيشون تحت خط الفقر لم نسمع بمنظمة واحدة تكفلت ببناء أو تأهيل مدرسة أو حتى مد يد العون للطلاب.. بالله عليكم كفاياكم جمع للمال.. ساعدوا المجتمع من ماله عندكم (عسى ولعل).
صحيفة الجريدة
ت.أ