تحقيقات وتقارير
الاعتداءات على الأطفال.. عندما يغيب دور الأسرة!
في كل مرة تُثار فيها القضية، ينحصر الحديث حول الضحية ومرتكب الجريمة، ويغفل تماماً دور الأسر وأهمية حضانتها لأطفالها، لا سيما وأن 70% من الاعتداءات تحدث بين الأقارب، وما تمارسه الأسر من إهمالٍ يساعد على وقوع الأطفال بين أنياب بعض الذئاب البشرية.
شمّاعة المعيشة
الاختصاصية النفسية د. صديقة كبيدة، أكّدتْ أهمية دور الأسرة في عملية حماية أطفالها. وقالت لـ (حكايات) إنّ الحديث عن الحماية يُجنّب أطفالنا الوقوف في المحاكم، وولوج الدور العلاجية. داعيةً الأسر لأخذ الحذر، وبذل جهدها في الاهتمام بأطفالها.
وقالت صديقة إنّ التحرُّش يبدأ بأشياء بسيطة وينتهي بالاعتداء. وأشارت الى أنّ 70% من الإعتداء على الأطفال يتم في محيط الأقارب والجيران. وهو ما يحتاج لمضاعفة الاهتمام والمراقبة. ونبهت كبيدة لوجود أشخاص في المحيط الأسري القريب ممن يحملون سوء النية. داعيةً لعدم تجاهل أي شخصٍ مهما بلغت درجة قرابته أو علاقتة بالأسرة واستبعاد أي رد فعل نابيء عنه. وأضافت: لابد من إبعاد الكبريت عن الجاز. مشددةً على عدم ترك الأطفال مع من هم أكبر منهم لأيُّ سببٍ من الأسباب. واستشهدت بحديث الرسول الذي أوصى بالتفريق بين الأطفال في المضاجع. وأكدت صديقة على دور الأسرة الكبير في توعية أبنائها. وقالت: نحتاج أنْ يكون طفلنا واعٍ حتى يدافع عن خصوصية جسده بنفسه. ونبّهتْ الأسر لتلافي مسألة تقبيل الأطفال من الغرباء. معتبرةً إياها مسألة خطيرة. وقالت إنّ ممارستها المستمرة تفقد الطفل التمييز بين السيئ والطيب من أفعال الغير.
ولفتتْ كبيدة لضرورة الترابط والتفاهم والثقة بين الوالدين وأطفالهم، والتي تُعطي الطفل الثقة والارتياح والبوح بما يجري له من الآخرين. وأفادت بأنّ دور الأم والأب مكمّلة لبعضها. ونبّهت صديقة الأسر بعدم التحجج بالانشغال وراء لقمة العيش واحتياجات المعيشة، لتلافي الفجوات بين الآباء وأبنائهم والتي تقود الأبناء لفقد الأسس التربوية.
وقالت إنّ كثير من الآباء يُحمّلون الأمهات الدور الأكبر في التربية، متنّصلين عن مسئولياتهم كآباء. وأكّدت كبيدة على الدور التربوي للأم، بجانب واجباتها المنزلية. لافتةً على خلق التربية والحماية الكاملة لأطفال متوازنيين نفسياً وبدنياً وأخلاقياً.
حقوق قانونية
وفي السياق، كشف عثمان العاقب المحامي، عن وجود (2293) ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻋﺘﺪﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺩﺍﺧﻞ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ، وذلك ﺑﺤﺴﺐ ﺇﺣﺼﺎﺋﻴﺎﺕ ﺷﺮﻃﺔ ﺣﻤﺎية ﺍلأسرﺓ ﻭﺍﻟﻄﻔﻞ. ﻭقال لـ (حكايات) ﺇﻥّﻋﺪﺩ ﺍﻟﺒﻼﻏﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗنظرها وكالة ﻧﻴﺎﺑﺔ ﺷﺮﻕ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻳﻮﻣﻴﺎً، ﺗﺘﺮﺍﻭﺡ ﺑﻴﻦ 8-10 ﺑﻼﻏﺎً.
ﻭأفاد بأنّ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﻲﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ﺣﻮﺍﻟﻲ 30 ﺑﻼﻍ ﻳﻮﻣﻴﺎً ﻓﻲ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ. لافتاً لدور ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻓﻲ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺃﻃﻔﺎﻟﻬﺎ، ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻷﺳﺮ ﺑﺘﺘﺒﻊ أﺑﻨﺎئها ﻭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻬﻢ. وأفاد العاقب بأنّ أغلب من تعرّضوا للإعتداءات يُعانون تفككاً أسرياً، وانشغالاً من الوالدين. وعلّق بالقول: الأب مشغول بالواتساب، والأم بالفيس.
وتحدث العاقب عن الاجراءات القانونية، التي يفترض اتباعها في حالة حدوث اعتداء، داعياً لتطبيق قانون الطفل تطبيقاً سليماً يسمح للطفل التمتع بكافة حقوقه القانونية. وحمّل العاقب السلم التعليمي جانباً من مسئولية حدوث الاعتداءات على الأطفال، نتيجة التفاوت الكبير بين أعمار التلاميذ.
مؤشرات لإهمال الأطفال
من جانبها، عرّفت أسرة حماية الأسرة والطفل، بولاية الخرطوم، في منشوراتٍ وزّعتها عن كيفية حماية الطفل، عرّفت الإهمال تجاه الأطفال بأنّه تقصير في توفير الرعاية المناسبة للطفل، فيما يتعلق بسكنه وملبسه وغذائه، وجوانب أخرى، تتعلق بالتعليم والتوجيه وغيرها من الاحتياجات الأساسية والضرورية، لتنمية القدرات الجسدية والعقلية والعاطفية للطفل.
ولفتْ التعريف لعددٍ من المؤشرات، التي تدل على إهمال الأسر لأطفالها، والتي أجملتها في القذارة، وعدم نظافة الجسم والملابس، وترك الطفل لفتراتٍ طويلةٍ دون مراقبة، بجانب الضعف والإعياء، وتسول أو سرقة الطعام وأكله بلقم كبيرة، الافتقار الى الفضول وحب الاستطلاع، البكاء لأقل سبب، النوم في الفصل والمجئ للمدرسة باكراً وعدم الرغبة للعودة للمنزل مع إثارة المشاكل في المدرسة، تمزيق الكتب والكراسات والسلوك الانسحابي والنشاط الزائد.
واعتبر التعريف تلك المؤشرات دليل على وجود مشاكل يُعاني منها الطفل، داعية لعدم تجاهلها والحرص على معرفتها لتلافي تعرض الطفل لأي اعتداء.
وشددت محكمة الأسرة بالخرطوم على تعرف الأسر على مراحل نمو أطفالها الجسدية والنفسية والعقلية المختلفة، وتوفير احتياجاتهم من غذاء يكون متنوعاً ومناسباً لاعمارهم، وأخذها بعين الاعتبار أي شكوى تصدر من الأطفال، ودعتها للمداومة على زيارة مدارس أطفالها ومتابعة أدائهم وتحصيلهم الأكاديمي، بجانب الاهتمام بحاجاتهم للعب ومشاركتهم في ذلك.
التربية الدينية
من جانبه، وصف مولانا الشيخ محمد أحمد حسن، عضو هيئة علماء السودان، الاعتداءات على الأطفال بالفعل القبيح، واعتبرها فاحشة. وقال إنّ الزنا محرّم بالكتاب والسنة والاجماع. مستشهداً بقوله عز وجل: (ولا تقربوا الزنا إنّه كان فاحشة وساء سبيلا). وقال معلقاً على الاعتداء على الأطفال: دي فعلة لا يقبلها الحيوان الأبكم. ونصح الشيخ حسن الأسر بالمحافظة على أبنائها ومراقبتهم مراقبة دقيقة، والإحسان في معاملتهم. ونبّه بأنّ أغلب الاعتداءات التي تحدث تكون من الأرحام. محذراً من ترك الأطفال مع أي رجل مهما دعت الحاجة. مشيراً الى أن الأطفال هم أمانات يسألنا عنها الله تعالى يوم القيامة. كما إنّهم زينة الحياة الدنيا، ونواة مستقبل الأمم. مؤكداً على أهمية التربية الدينية، وعلى المراقبة اللصيقة للأسر في حماية أطفالها.
صحيفة حكايات
خ.ي
العقوبة ضعييييييييييييييييفة يجب اعدام المعتدى حتى ولو لم يترتب على الاغتصاب الموت