النمل الآدمي
*والمعنى يردد: (قالوا قطعة سكر.. قلنا أحلى وأنضر).
*والآخر صاحب السر (الباتع) في الغناء يصدح: (سكر.. سكر).
*وقصب السكر عند ذاك المطرب (قصقصوا .. قص قص) أو (فص.. فص).
*و(الحنينة) عند العملاق وردي (سُكرة).
*وفي مطلع الثمانينات من القرن الماضي في زيارة لنا مع الوفد الثقافي السوداني للعراق وبغداد متوهجة بـ(المربد).
*اصابتنا الدهشة ونحن في جولة بأحد (المولات) البغدادية بوجود جوالات للسكر السوداني (كنانة)..
*وصعقنا اكثر حينما علمنا ان سعر (الجوال) منه يقل عن سعره في السودان بما يقارب (النصف).
*لذا فضل بعضنا -وكنت منهم شراء جوالات من (سكرنا) والعودة به الى الوطن!!
* وللسكر مواسم (يقوم ويتعزز) فيها.. فيرتفع ثمنه..
*مع ان مصانع السكر لدينا قد باضت وفرخت .
*فخرج منها ما هو ابيض وماهو اغبش واصبح بالكيلو .
*وكان نصيب الاقاليم او الولايات (الاغبش) من السكر.
*وحتى لا يحسد سكان الولايات اهل (المركز) على سكرهم (الابيض).
*خرجوا عليهم بحكمة ان (الاغبش) هو (الطاعم)!!
*يا سلام!! كما كان يطلقها شاعرنا الراحل اسماعيل حسن.
*و(نمل السكر) لم يعد هو النمل الذي (نعرفه) بحجمه ذاك .
*انما صار نملاً بحجم (الحيتان) ادمياً.
*حيتان تقوم بتخزين السكر وتتلاعب باسعاره.
*وحيتان اخرى تقوم باستيراد السكر.
*والاستيراد (مفتوح) ودون معوقات رسوم وضرائب.
*وهذه التساهيل متوفرة (للبعض) من اهل (الثقة) الذين تحولوا الى (مراكز نفوذ).
*وقد طالعت مؤخراً استطلاعاً مثيراً اقرب الى التحقيق.
*رصد فيه الاستاذ يوسف سيد احمد خليفة بصحيفة (الوطن).
*مشيراً بان مصانع السكر بالوطن مهددة التوقف؟ اتدرون لماذا؟
*لأن العجز في السكر لا يتجاوز الـ (500 الف طن) من السكر في العام.
*بينما البلاد تستقبل اكثر من مليون طن سكر من المستورد.
*المصيبة هنا ليست فقط في الـ(500 الف طن) الفائضة من السكر المستورد ولا حاجة للمواطن بها.. ومما يؤثر على الناتج الوطني..
*ولكن يقال ان هناك سكر (مضروب وملوث) في ما هو مستورد.
*واصبح السم ليس في الدسم بل في السكر..
*يعني خراب ديار انتاج و(ميتة)!؟
*والفساد هذا مثل الجراد الذي يفقس ومن نسله الطيار والزحاف!!
*وبين ظهرانينا ادوية فاسدة ومعلبات فاسدة وادوات كهربائية فاسدة.. إلخ..
*فساد يسرح ويمرح في ميدان المواطن الغلبان .
*كالفرس المعتد بان (البراق) جده و(البراق) هنا هو (جهات نافذة).!!
*والا فلماذا لم تستطع تلك الهيئة المنوط بها محاربة (الفساد) ان تقبض عليه (متلبساً)!!
*وقد اضحت (الهيئة) مثل الطبل الذي لم يسكت الزمر .
*فالمواطن كان يثق بانها لن تفعل شيئاً بل هي كـ(عبرات) المنفلوطي التي فيها (شقاء)!
*وحسب ما ذكره يوسف سيد احمد خليفة بان شركات السكر حدث لها تجميد في (مبيعاتها) ولفترة شهرين وذلك انتظاراً لتحديد (السعر)..
*وخلال ذلك غرق السوق في طوفان السكر المستورد وبالطبع تحققت من ذلك ارباحاً طائلة وانتفخت اوداج جيوب افراد معدودين ..
*وهكذا يتم ذبح انتاج زراعي صناعي هو الأهم..
*ونتساءل! هل هناك ما هو (افدح) من ذلك؟
*المضحك المبكي ان الحكومة (تعلم) الذين (يتبارون) في امتصاص دم (المواطن) بل وحائز (السبق) فيهم (معروف)!!
صورة وسهم – صحيفة اليوم التالي