القرود تحاصر المدينة.. كسلا تحت مرمى المخالب والأنياب

بالتأكيد لم يكن الشاعر (رمضان عزوز)، حين قال: (صرنا نجيد القفز كي نرضى الأسود.. والناس تأتي كي ترى قفز القرود)، بالتأكيد لم يكن يعني تلك القرود التي شكلت كتائب وألوية، تفر تارة وتكر أخرى على مناطق واسعة من مدينة كسلا، خاصة منطقة الختمية القديمة، وعلى طول الشريط الجغرافي الممتد من منطقه القوّازه إلى أويْتَلا، لكن الضرر الأكبر لا زال يقع على القاطنين سفح جبل التاكا، حيث تتخندق جيوش القرود في (مستعمراتها) على قمته.
هجوم على بيت العمدة
يقول (علي عثمان هبلي)، موظف في مصلحة الأراضي بكسلا: إن القرود تبتدر هجومها على الأحياء التي تقع على سفح الجبل في الصباح الباكر، عبر تشكيلات أشبه بالوحدات العسكرية تُسمى أسراب، يضم الواحد منها (11) قرداً، وأضاف: كانت طفلتي الصغيرة واسمها (لينا) قادمة من الدكان وبحوزتها خبزاً فهاجمتها القرود ونهبت منها (كيس الرغيف) لكنها لحسن الحظ لم تُصب بأذى، غير أنها تضررت نفسياً جراء الهلع والفزع، فيما هشم سرب آخر منها أزيار تخص الباشمهندس عبد الرسول محمد نور، كما شنت (كتيبة) من القردة هجوماً شرساً عصر أول أمس على منزل العمدة صلاح حامد أسفر عن (نسف) ثلاجته تماماً.
وانتقد (علي عثمان هبلي) قوات حماية الحياة البرية التي أطلقت في وقت سابق أعيرة نارية على مجموعات كبيرة من القردة الجائعة، فوضعت بذلك المواطنين في مرمى مخالبها وأنيابها.
نظرية القرود الخمسة
إلى الآن، لم تستطع الجهات المناط بها درء المخاطر والكوراث وضع حد للحرب (القردية) الدائرة في كسلا، إذ يبدو أنها لم تسمع بنظرية القرود الخمسة وإلا لكانت الحرب وضعت أوزارها.
وفي هذا السياق يشير الباشمهندس (عبد الخالق العمدة)، مدير إدارة الخدمات الصحية بالمحلية، إلى أن القرود وبمرور الأيام ستزداد شراسة ووحشية ورغبة في الانتقام، لكنه نفى أن مسؤولية محلية كسلا في نقل النفايات إلى مواقع هي في الأساس ملك حر (للأسياد) يعني (آل الميرغني) بحسب تعبيره، وأضاف: نحن الآن بصدد تقييم ما توصلت إليه اللجنة التي قدمت من الخرطوم للمساعدة في حل هذه المشكلة، مُطالباً بحلول جديدة غير تلك التي وصفها بغير المجدية، لكنه عاد ليؤكد أن العمل في الشريط الحدودي للجبل سيكون شاقاً ومرهقاً نتيجة للوحل .
خسئت القرود
حالة من الرعب والهلع أصابت سكان الأحياء الواقعة على سفح الجبل جراء الهجوم القردي المتواصل عليها، إذ لم يكتف المهاجمون بالانقضاض على الطعام بل تمكن بعضهم من فتح الثلاجات والتهام ما بداخلها، ما أجبر المواطنين على إغلاق (الثلاجات) في الغرف. إلى ذلك بدا لسان حال مواطني المناطق التي ترزح تحت مخالب وأنياب القردة، وكأنه يقول: (والناس صاروا يهتفون تحيا الأسود.. والموت دوما للقرود).
اليوم التالي






