“أشهر إسلامه” نيجيري بهوية سودانية.. دروس كليتشي المجانية

دخل النيجيري كليتشي أوسونوا لاعب الأهلي شندي قلوب الشارع الرياضي السوداني من أوسع الأبواب وزادت مساحات تقديره واحترامه، ليس بسبب أهدافه البديعة وأسلوبه الراقي، وإنما لاعتناقه الدين القويم وإشهاره إسلامه.. النسر الجارح، الأباتشي سمه ما شئت فكثرة الأسماء تدل على عظمة المسمى.
بعيداً عن كليتشي اللاعب الموهوب والنجم الفنان والمهاجم البارع الذي يتحدث لغة واحدة هي الأهداف، يعد النيجيري أوسنوا شخصية محبوبة ومحترمة للحد البعيد، ويحظى بتقدير وافر من زملائه، وهو ما أكدته مسيرته، حيث ارتبط اللاعب بصداقات قوية مع عدد كبير من النجوم والإداريين وبعض الجماهير، ولعل أشهرهم سعيد السعودي، إذ أن سعيد يعد أحد أكثر اللاعبين المعروفين بأخلاقهم الرفيعة وسيرتهم الناصعة، وإن اختلف كثيرون على موهبته كلاعب لم يختلفوا على أخلاقه الرفيعة وأدبه الجم, فكان طبيعياً أن يتختاره كليتشي ليكون أحد أقرب أصدقائه.
مسيرة ناجحة
مسيرة كليتشي الناجحة مع عملاقي القمة المريخ والهلال التي زادت عن الثماني سنوات, أكدت أنه نجم لا يضاهى ولاعب قادر على إحداث الفارق، فلم يكن غريباً أن يستعيد بعد فترة قصيرة ذكرياته رفقة نمور دار جعل ويجد العهد بالدوري السوداني، كليتشي الذي حطم أرقاماً قياسية في الدوري وبات قريبا من الابتعاد في سجل التهديف, قدم ما لم يقدمه أجنبي وعاد من جديد ليطرق أبواب المنافسة الأولى في البلاد ويسجل تاريخاً جديداً في مدينة الجعليين مع فريقها الأول وممثلها الشرعي في الممتاز.
قصة اعتناق الإسلام
كليتشي الذي أشهر إسلامه أمس الأول كان دائم التفكير في اعتناق الإسلام، وراقب زملاءه وأصدقاءه المقربين كثيراً في حلهم وترحالهم، وحرص كثيراً منهم على أداء الصلوات والتمسك بالدين, وفكر بعمق قبل أن يهتدي ويعلن أن أكبر مكاسبه من الحضور للسودان ومشاركته في الدوري لم تكن في آلاف الدولارات التي نالها ويستحقها، وإنما إسلامه واعتناقه الدين الحق, وهو ما لا يمكن مقارنته بكل كنوز الدنيا، كليتشي المحترم المهذب بات خير سفير لبلاد يحج منها الآلاف في كل عام لبيت الله الحرام ملبين لندائه.
عميد الأجانب وناصرهم
وما لا يعرفه كثيرون عن النجم الكبير هو إنه كان يمثل كبيراً لكل المحترفين النيجريين، وهو قائدهم حتى وإن لم يوجدوا معه في فريق واحد, إذ كان حريصاً على التواصل مع كل النجوم الأجانب، ويتعامل معهم بكل أدب واحترام, يساهم في حل مشاكلهم المادية وما يصادفهم من عقبات تصعب مهمتهم ونادراً من لا يستشيره أي منهم ونادراً جداً ما يخذلهم.
كليتشي الاجتماعي
بينما يعد نجوم المريخ والهلال الذين عاصروه أنه لاعب يعتمد عليه ونجم يملك من رجاحة العقل ما يجعله يختار الإسلام ليكون دينه، وهو ما توافرت له كل وسائل الترفيه والراحة والمتعة الدنيوية الزائلة، وكليتشي الوفي لم يتخل يوماً عن أصدقائه، ولم تبعده المسافات عن التواصل مع من ارتبط معهم بعلاقات قوية، وعندما غادر في رحلة احترافية إلى تايلاند ظل دائم التواصل معهم، وكان حاله ذاته في مصر عندما خاض تجربة احترافية قصيرة للغاية رفقة دراويش الإسماعيلية.
هوية سودانية
وما لا يعرفه البعض عن النجم المهذب أنه كان أكثر حرصاً على مد يد العون لكل محتاج، ولم يتأخر يوما عن المحتاجين، وهو لاعب لا يعتقد أن المال كل شيء, إذ لم يسجل سابقة توقف فيها عن مزاولة نشاطه مع العملاقين على الرغم من طول فترته التي أمضاها مع قطبي القمة, وعلى الرغم من أن كرة القدم هي الوسيلة التي اختارها لتكون مصدر رزقه وسبيل عيشه، كليتشي سيكون في قلوب الملايين وسيجمعه مع كل سوداني جنسية يحملها، وكان أكثر أجنبي استحقها بعد فترته التي فاقت الثماني سنوات, وسيجمعه حب جارف ومتعة سيقدمها وفن راق وأهداف تمثل متعة كرة القدم يحترف إحرازها بأسلوبه الرائع، ولولا مشاركته مع أحد المنتخبات النيجيرية في إحدى المناسبات الكبرى لكان واحداً من صقور الجديان.. كليتشي قدم رسالته وكتابه، وسيحظى بمزيد من الدعم والمساندة بعد أن بات سفيراً لبلاده يحمل هوية وطنية سودانية
اليوم التالي







الحمد لله الذي هدى كلتشي للاسلام ونسأله سبحانه وتعالى ان يوفقه في حياته