مرشح الرئاسة “البارودي”.. ابن الحزب يصارع الكبار
ليس لديَّ صفة في الحزب
حينما دفع المؤتمر الوطني بإعلانه التحذيري للمتفلتين من منسوبيه بالصحف مهدداً بفصلهم حال ترشحهم في قائمة المستقلين، لم يكن يتوقع أن يكون أول الخارجين عليه سيكون دكتور “محمد عوض البارودي” الذي عُرف بولائه للتنظيم وأهله منذ أن كان طالباً بأم درمان الأهلية. و”البارودي” لم يذهب لمكاتب الحزب لشرح دواعي الترشح وطرح فكرته لحل مشاكل السودان التي وصفها بالإيجابية، وإنما توجه صوب المفوضية القومية للانتخابات لسحب استمارة الترشح للرئاسة ومن بعد خرج للإعلام كاشفاً عن عزمه خوض انتخابات الرئاسة للعام 2015.
الحزب ظل صامتاً حتى الآن ولم يعلن فصله. و”البارودي” بدوره لم يتناقش مع أحد. وقال في حديثه لـ(المجهر): (لم أتناقش مع الحزب في مسألة تخص ترشحي لا قبل الترشح ولا بعده، لم يحدث أي اتصال ولا على أي مستوى، لكن على مستوى الشباب هناك اتصالات وهناك شباب من كل الأحزاب بمن فيهم المؤتمر الوطني مساندون للتغيير هذا موجود، لكن على مستوى الأسماء المعروفة ليس هناك اتصال). وحول عدم تقديم استقالته قال: (أنا لم أرتبط بأي مجموعة من المجموعات أو الكيانات المحددة في الحزب وطوال هذه الفترة لم تكن لدي مشكلة شخصية ولا على أي مستوى ، لكن أصبحت لديَّ رؤية وبرنامج إيجابي يجعل السودان يعيش في مستوى ثرواته). وأشار إلى أن مسألة الحزب إذا كان مقصوداً بها المؤتمر الوطني فلم أحمل فيه أي صفة ولا حتى عضو لجنة فرعية لأكثر من (20) سنة، فصحيح نحن منذ أن كنا طلاباً في الجامعات عرفنا بتمثيل اتجاه معين وأنا كنت رئيس اتحاد في جامعة فرع القاهرة في الثمانينيات ممثلاً للاتجاه الإسلامي لكن منذ التخرج وحتى الآن ليس لديَّ أي صفة داخل الحزب خصوصاً في الـ(20) الأخيرة.
مضيفاً أن قراره كان فردياً لم يستشر فيه أصدقاءه حتى لا يتسبب في إحراجهم رغم ذلك هناك من لديه قناعة بأن ترشح “البارودي” له علاقة بحزب المؤتمر الوطني، بل أن بعضهم فهم الخطوة في إطار العمل التكتيكي الذي ظل ينتهجه المؤتمر الوطني في أي انتخابات.
“البارودي” كذلك دحض كل الروايات التي تحدثت عن قربه من “أسامة عبد الله” أو دعم الأمين العام لمؤسسة السودان (فاونديشن) لخطوته. وقال: ((عندما تقدمت إلى الترشح لم أخبر أي شخص برغبتي وأول ما سحبت استمارة الترشح تقدمت باستقالتي من السودان (فاونديشن) والمؤسسة ورئيس مجلس إدارتها ليس لهم صلة بترشحي، وفترتي فيها كانت حوالي (6) أشهر ( ما طويلة) وعلاقتي بأسامة بدأت مؤخراً). لكن قبل أن نبتدر الحوار مع الدكتور اتصل عليه “أسامة عبد الله” والمحادثة تناولت موضوع الانتخابات وربما من باب العلاقة التي جمعتهم في السودان (فاونديشن) والصداقة التي أكدها “الرزيقي” في سياق حديثه لـ(المجهر) عن علاقة “البارودي” بأسامة، حيث قال إنه أنتج مع “أسامة عبد الله” فكرة تدريب الشباب في بريطانيا.
علاقة “البارودي” بالصندوق الأسود
أكد رئيس تحرير صحيفة (الانتباهة)، رئيس إتحاد الصحفيين السودانيين “الصادق الرزيقي” أن الدكتور بدأ حياته بالعمل في مجال الصحافة عام 1986 وكان مديراً لتحرير صحيفة (ألوان) ومن ثم صعد إلى منصب نائب رئيس تحرير وكان من أميز الصحفيين في صياغة الأخبار ووضع المانشتات، وحينها كانت (ألوان) تنشر وثائق فساد العهد الحزبي وله زاوية تسمى (الصندوق الأسود). وفي الديمقراطية الثالثة كان “البارودي” جزءاً من إعلام الجبهة الإسلامية الفاعل يجمع بين المدرسة الخبرية والقانون والفلسفة.
بعدها أسس شركة (أهلاً وسهلاً) اللإنتاج الإعلامي ومن ثم انتقل للإعلام الخارجي وابتعث إلى لندن وأسس صحيفة (السودان) اللندنية التي استقطبت عدداً من الصحفيين السودانيين، لم يُعرف له طموح سياسي، ولم يقترب من هذا المجال منذ (20) عاماً، تفرغ لمشروعه الأكاديمي قد تكون لديه ملاحظات على الوضع ولديه رؤية وتصور لكيفية حكم السودان بوصفه أكاديمياً وتتأسس له مواقف وقناعات تظل ساكنة إلى أن تحركها عوامل أخرى غير منظورة للناس، مغرم بالفلسفة ويتحدث عن أن قضايا السودان تحتاج إلى رؤية فلسفية لأنها ستنظر إلى الكليات بعيداً عن الجزئيات والمعالجات التي تتم في أطر كلية تقود إلى الحل الشامل، وأعتقد أن برنامجه الانتخابي مبني على هذه الرؤية، يتميز بالهدوء والدقة والأمانة وشخصية بهذه الأبعاد يمكن أن تضفي حيوية على الانتخابات.
لم أشهد له نشاطاً استقطابياً لأن أقرب الناس في مؤسسة (فاونديشن) لم يكونوا على علم بخطوته ولا ادعى أن له تحالفات، أعتقد أنه قرار فردي وصل إليه بعد أن تأكد صعوبة معالجة قضايا السودان وفق الواقع الحالي، يتميز بالأخلاق الفاضلة وصمت العلماء، ويتعامل بلطف مع كل الناس قل ما تجده عابساً، تربطه علاقات عميقة مع قيادات الحركة الإسلامية مثل “الترابي”، و”علي عثمان”، “يسن عمر الإمام”، “مهدي إبراهيم”، “علي الحاج” و”السنوسي”.
بينما حدثنا صديقه “مهدي الحداد” الذي عمل معه في صحيفة (ألوان) في العام 1986 عن أن الدكتور نشأ بحي الركابية بأم درمان، درس الثانوي بأم درمان الأهلية والتحق بالحقوق بجامعة الفرع، تزوج من زميلة الدراسة المعلمة “مريم خليف” التي مازالت تعمل بأكاديمية الملك “فهد” في لندن.
“البارودي” السيرة المسيرة
تقول سيرته إن “محمد عوض أحمد محمد عثمان البارودي”.. ولد في 21/10/1959 ويحمل الجنسية البريطانية، وعندما سألناه عن مدى تعارض هذه الجنسية مع القانون، قال: (لا تتعارض لكن مستعد للتنازل عنها حال اقتضى الأمر ذلك). و”البارودي” حاصل على شهادة في القانون الدولي لحقوق الإنسان من جامعة أكسفورد – وجامعة جورج واشنطن- ٢٠٠١ ونال بكالوريوس القانون من جامعة القاهرة بالخرطوم في العام ١٩٨٤، وبكالوريوس التربية من جامعة أم درمان الإسلامية ١٩٨٥، وكانت الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة لندن- مدرسة لندن للعلوم الاقتصادية والسياسية (LSE) التي جاءت تحت عنوان: (الأمم المتحدة وعمليات السلام) ١٩٩٩.
من بعد هو حاصل على دبلوم العلوم الصحفية من مدرسة لندن للعلوم الصحفية ١٩٩٢ -١٩٩٠.. يجيد اللغتين العربية والإنجليزية.. عمل كممثل قانوني أمام وزارة الداخلية البريطانية (Home Office) ومطار هيثرو ومطار قاتويك ممثلاً لمكتب المحاماة استانلي آند كو (.Stanley and Co) لندن من العام ١٩٩٧ – ٢٠٠٠.. ومستشاراً إعلامياً ومستشاراً تجارياً لسفارة السودان في لندن من العام ٢٠٠٠- ٢٠٠٣، وكذلك كان مستشاراً بجامعة الأمم المتحدة للسلام (UPEACE) ٢٠٠٠ – ٢٠٠٦ (وقامت أكاديمية السلام العالمية- نيويورك باختياره ضمن ٢٥ خبيراً من حول العالم لتقديم النصح والاستشارة لمنظمة الإيكواس لغرب أفريقيا لتطوير نظمها لدرء النزاعات والتعامل معها وتحقيق السلام- داكار ٢٠٠٢).
و”عوض البارودي” عمل محاضراً فخرياً لاكاشا فاونديشن بدعوة من أميرة أسبانيا لإلقاء محاضرات حول تعقيدات الصراع في أفريقيا، في برشلونة وليدا ٢٠٠٥.. وعمل مستشاراً بكلية لندن للدراسات العليا للعلوم الإدارية (LGSM)، ومشرفاً على تدريب سبع مجموعات من مديري المؤسسات والباحثين السودانيين في بريطانيا من ٢٠٠٤- ٢٠٠٨، حيث شارك في الدورات (٥٢٠) متدرباً.. كما يعدّ “محمد عوض البارودي” مؤسس ورئيس تحرير صحيفة (السودان) اللندنية الصادرة في لندن وتوزع في أوروبا والولايات المتحدة ودول الخليج والدوحة عن طريق مؤسسة الشرق القطرية ٢٠٠٤- ٢٠٠٧، وكان مؤسساً وعميد كلية السلام للغات والترجمة في الفترة من ٢٠٠٧- ٢٠١٠- الخرطوم.
*الوزارة زادتني قناعة بإمكانية حل مشاكل السودان
شغل الدكتور منصب وزير الثقافة والإعلام والسياحة – ولاية الخرطوم وبعدها طلب عدم إعادته في المنصب، سألناه عن دواعي رفضه الاستمرار في الوزارة فنفى “البارودي” الحديث المتداول عن المحاولات التي جرت لإعادته للوزارة، كاشفاً عن رفضه لهذا التكليف منذ بدايته. وقال: (لم تكن هذه المرة الأولى التي قبلت فيها المهمة ، فقد عينت ثلاث مرات قبل ذلك ورفضت وقبلت المرة الأخيرة على أساس أن تكون الفترة محددة واتفقت حينها مع والي الخرطوم “عبد الرحمن الخضر” على سنتين ولما انتهت الفترة الأولى طلبت منه السماح لي بالمغادرة لمتابعة مشروعاتي ووفقاً لقناعاتي لم أكن أرى سبباً لبقائي حتى أتيح المجال لدماء جديدة. الوالي طلب مني البقاء لسنتين واليوم الذي أكملت فيه السنتين غادرت الوزارة والبلد وكانت فترة جيدة واستطعنا خلالها إنجاز كل المشروعات التي طرحناها من المجمعات الثقافية إلى المسارح والبوردين وقناة الخرطوم الفضائية وكانت من الأشياء التي زادت قناعتي بأن الشغل في السودان ساهل لكن يتم تعطيله بدون أسباب هناك مشروع عمره (13) سنة أنجزناه في شهرين ونصف، ومشروع معطل من (6) سنوات أنجزناه في (6) أسابيع وتجربتي في الحكومة أكدت لي أن هناك تعطيلا حاصلا لكل السودان دون مبرر وقناعتي أن مشكلات السودان إذا وجدت العزيمة والإرادة والكوادر المقتدرة والشابة حلها ممكن والوضع الحالي محتاج لتغيير سريع مثلما يقول الإنجليز ( it is high time) والسودان يملك ثروات لم تتوفر لبلد فاقت ميزانيتها الآن التريليون دولا بينما نتحدث نحن عن ميزانية في حدود 10 مليار دولار).
وفي السياق قال صديقه “مهدي” هناك مشروع كونت له لجنة منذ عهد “نميري” ولم يستطيعوا عمل شيء فيه إلا بعد مجيئه حيث أنجز هذا العمل في ثلاثة أشهر وعمل سبعة مسارح بجانب مهرجان الشعر العربي وفضائية الخرطوم بعلاقاته الخاصة لم يعتمد على إمكانيات الوزارة. وأشار إلى أن موضوع ترشحه أريد به رمي حجر في بركة ساكنة حتى لا نقول إننا لا نستطيع تغيير أقدارنا. والبارودي يعرفه اليسار واليمين وهذا هو الجيل الموجود في سلطة الحزبية الآن، من أبناء أم درمان ينتمي لأسرة عريقة زوجته هي زميلة الدراسة “مريم خليفة” بنت الخرطوم 3 ولها تأثير كبير في حياته.
* الصوفية في حياته
هناك ثمة أبعاد مهمة أسهمت في تشكيل شخصية “البارودي”
حيث مزجت بين الصوفية التي أكتسب منها الزهد والصبر والتنظيم الإسلامي الحركي. وفي إطار حديثه عن هذه التركيبة قال مرشح الرئاسة: (مررت بعدد من الانتماءات، نشأت في بيئة صوفية في كنف الطريقة السمانية فوالد أمي هو الشيخ “الطيب” رجل أم مرحي وجدي من ناحية الوالد هو “أحمد البارودي” الذي كان من أوائل تجار سوق الجملة بأم درمان وممول لحزب الأمة وأنصاري كل هذه الأشياء عشناها في مراحل حياتنا لكن برنامجنا الآن لا يمثل أي جهة وليس لدي رغبة في تكوين أي كيان أو حزب أو الانضمام لأي جهة).
*البرنامج والتخلص من الحزبية
ويقول “البارودي” إن برنامجه قائم على التخلص من الحزبية والجهوية الضارة ويدعو للتكوين المجتمعي من خلال تقوية القيم الاجتماعية ومحاربة الظواهر الدخيلة التي أصبحت تهدد بنية السودان خاصة في ما يخص تربية الأطفال والنشء وإعادة القيم الأصيلة والمنهج الذي كان سائداً ويتمثل في مشاركة المجتمع في التربية لأن الآثار الضارة التي انعكست على الشباب كان أحد أسبابها أن التربية أصبحت منحصرة في الأب والأم، ، كذلك لابد من المحافظة على قيم التواصل التكافل بين السودانيين وتنميتها والجانب الاجتماعي من الجوانب التي سيكون فيها شغل كبير عن طريق المناشط التي تجمع شباب وطلاب المدارس في الإجازات وهذه مسائل أساسية في التنمية.
والناس منذ عقود يتحدثون عن التغيير ولا توجد مبادرات ونحن نسعى لجعل منهج التغيير مقنعاً لكل الأطراف ومن يقتنع به يسعى معنا لإقناع الآخرين وهذا سيتيح لقيام انتخابات حقيقة ونحن واثقون إذا أتيحت لنا فرصة في مخاطبة الشباب والطلاب وكل أهلنا في الولايات خطابنا سيكون مقنعاً وسيدعمون التغيير وسيحدث.
* برنامجنا مصمم منذ عاميين
تجربتنا في جمع (15) ألف صوت للتزكية والتي استطعنا خلالها جمع (21) ألف صوت كانت ناجحة. والحديث للبارودي قام بها شباب كانوا يجلسون كل اليوم وتداعوا لوحدهم قد يكون حوالي (90%) منهم لم أرهم قبل ذلك وبدأوا ينظمون أنفسهم نحن ليس لدينا أشياء مسبقة نتعامل بنفس الطريقة التي انتهجتها في الترشح ماعدا التفكير في البرنامج، فالاستفادة من التجارب الموجودة جعلتنا نصمم البرنامج منذ عامين لكن التدافع كان تلقائياً والاستجابة كانت فوق التوقع والدرس الذي ينبغي أن تستفيده الأحزاب والجهات المسؤولة أن الناس تتوق إلى إحداث تغيير بأسرع ما يمكن وجاهزون للوقوف معه لإحساسهم بأن الموجود لا أمل فيه ولن يقدم للسودان شيئاً ونحن نقول لا ينبغي أن يظل المسؤول في موقعه لأكثر من أربع سنوات إذا كان على مستوى رئاسة الجمهورية أو الوزارة أو المؤسسات الكبير لأن السودان دولة شابة والشباب أصبح لديهم حاجز بينهم وبين المساهمة في دفع البلد وتنميتها وهناك أجيال تكلست وأصبحت غير قادرة على العطاء لأنها أخرجت من مسألة تنمية، وهناك أجيال لاحقة وأجيال قادمة وحتى خريجي الجامعات أصبحوا الآن فاقدين الأمل وكل همهم الهجرة خارج البلد ونقول الضمان الأساسي أن هذه البلد يقودها الشباب والكفاءات وهذه المعايير لن تحدث فيها أي مساومة وحتى إذا جاء رئيس والشعب يريده أن يبقى لعام إضافي يجب أن لا يسمح له النظام الموضوع بالبقاء وأن لا تكون هناك فرصة لإنسان للبقاء لفترة طويلة لأنها ستورث مشكلات كبيرة جداً والنظام الآن غير منتبه لها وبموجبها تضيع الأجيال وتضيع معها فرصة أي تقدم وهذه أكبر من الموازنات السياسية التي ينظرون لها ثانيا السودان لو حكم بي (500) من النوابغ الأفذاذ لا يستطيعون عمل شيء لأن الفرد كفرد لا قيمة له وإذا لم يشارك كل مواطن ويسهم في بلده لن تحدث نهضة.
كذلك إذا حدث التغيير الذي ننشده تلقائياً المشكلات مع دول الجوار والدول العربية ستنتفي لأن برنامجنا قائم على تحسين العلاقات الخارجية والسودان لا يمكن أن يصبح مهدداً لأي دولة وصورة السودان الحالية لا ينبغي أن تستمر لأنها خصم عليه.
*الاستجابة فوق التوقع
شكلنا لجاناً في كل الولايات وبدأت تعمل، هناك مجموعات شبابية تعمل من خلال الوسائط الاجتماعية، الآن أي بحث على (قوقل) سيمكن المواطن من الحصول على مجموعة من المواد الجديدة وهذا سنختصر به كثير من الجهود والتكلفة، التجاوب الذي وجدناه من خارج السودان كان كبيراً من كل دول الخليج ودول عربية وغير عربية من السودانيين الموجودين في هذه الدول وتواصلنا معهم سيكون عن طريق هذه الوسائط لتزويدهم بالمواد المتوفرة وسنقوم بحملة لجمع التبرعات لدعم الحملة لأننا ليس لدينا ترتيب مسبق أو تمويل للحملة من أي جهة وإنما الذين يقتنعون بالبرنامج سيدعمونه والآن بدأت هذه المجموعات تجتمع وتنسق وجدنا استجابة وتجاوباً كان فوق التوقع في كل الولايات سواء من الشباب أو قطاعات الطرق الصوفية أو الإنسان السوداني.
*رفضت العروض وعدت للسودان
جئت إلى السودان في يدي عروض من ثلاث منظمات دولية لمواقع كبيرة ومتقدمة جاءت في وقت واحد لكن اخترت أن أعود للسودان.
وفي بريطانيا لدي مساهمات في مؤسسات أكاديمية كما أشرف على رسائل دكتوراه وأنا ضمن مجموعة تعاون بين السودان وجنوب السودان تعقد اجتماعات بصورة منتظمة وكنت مهتم بمسالة رفع العقوبات وفي هذا الإطار سبق أن التقيت بالمبعوث الأمريكي في أديس ونائبته في واشنطن ومعي عدد من السودانيين يمثلون كل طوائف المجتمع وكانوا يطالبون بصوت واحد برفع العقوبات، هذه الجهود كان لها أثر في البوادر التي بدأت تظهر الآن ونعتقد أن قبول هذا التغيير سيقود إلى انفراج كبير وعلاقاتنا مع السعودية ومصر ودول الجوار الأفريقي وبريطانية وأمريكا مهمة جدا لا يمكن تجاوزها لابد أن تكون على مستوى جيد وهذا سيفتح للسودان منافذ للاستثمار والتجارة.
المجهر السياسي