رأي ومقالات

يوسف عبد المنان :مؤتمر “الدقير”

طغى وجود قيادات الحزب الاتحادي في الضفتين أي (الأصل) و”الدقير”.. ووجود حزب الأمة بأجنحته المتعددة وبعض المستقلين، على بقية حضور قيادات المؤتمر الوطني في المؤتمر الصحافي الذي أعلن فيه د.”جلال يوسف الدقير” نائب رئيس اللجنة القومية لترشيح المشير “البشير”، عن الأسباب والدواعي التي جعلته كرئيس لحزب منافس للمؤتمر الوطني يتنازل عن حقه في منافسة الرئيس “البشير، ويصبح داعياً الشعب للتصويت لـ”البشير”.
والتفت قيادات الحزب الاتحادي في (الضفتين) حول د.”جلال الدقير” بحضورها الكثيف ومساندتها للأطروحة التي بررت أسباب قبوله مهمة ترشيح “البشير” لدورة رئاسية قادمة، وعددها في أن “البشير” واجه الكثير من المحن ولم ينكسر وحتى يستطيع إنفاذ ما طرحه في شأن إصلاح الدولة وجمع السودانيين في صف واحد قررت نحو (150) شخصية قومية ووطنية وحزبية ترشيحه للدورة القادمة.. وبلغته الرصينة التي تعيد للمتلقي شيئاً من لغة الزمان السحيق لساسة وقادة الحزب الاتحادي الأدباء.. والشعراء، قال “جلال الدقير” إن حزبه قرر خوض الانتخابات على كل المستويات وفي جميع الدوائر الجغرافية على مستوى البرلمان والمجالس التشريعية، عدا رئاسة الجمهورية (ليس من باب العجز وإنما من باب تقدير المسؤولية).
لأن الوطن تجابهه مشكلات عصية على الحل في حال غياب “البشير” عن السلطة، وأن المعارضة التي تحمل السلاح والمعارضة التي تدعو لإسقاط النظام على اتفاق تام، بأن الشخصية التي تجد قبولاً من الجميع هي المشير “عمر حسن أحمد البشير” لقيادة الفترة الانتقالية التي يطالبون بها.
إذن عندما نعلن مساندتنا ودعمنا لترشيح “البشير” لدورة قادمة، فإن ذلك واجب ومسؤولية وضعناها على عاتقنا نيابة عن كل أهل السودان.
انتهى حديث د.”جلال الدقير” برصانته المعهودة ولسانه الذرب ليفتح باب الحوار التفاعلي.. وكان المؤتمر الوطني قد شارك فيه بقيادته الجديدة “حامد ممتاز” الأمين السياسي و”ياسر يوسف” أمين الإعلام و”مجدي عبد العزيز” نائب أمين الإعلام للصحافة الإلكترونية، وجدد المؤتمر الوطني ثقته في نفسه بفوز رئيسه من خلال دعم القوى السياسية المشاركة والمعارضة له في الانتخابات.. ولكنه قال على لسان “ياسر يوسف” إن قيام الانتخابات وبغض النظر عن نتائجها فإن أبواب الحوار لن توصد في وجه القوى التي قاطعت الانتخابات. وصب “ياسر يوسف” كوب ماء بارد على حملة (أنا مقاطع) التي أعلنتها المعارضة، بقوله إن أية أنشطة معارضة لقيام الانتخابات من شأنها إضفاء حيوية على النشاط السياسي في البلاد.. وإجراء المعارضة لتصويت موازٍ يكشف حجمها الحقيقي في الشارع العام.
ونفى “ممتاز” ما ذكر على لسان المؤتمر الوطني بأنه باقٍ في السلطة سواء بالانتخابات أو بغيرها.. معتبراً مثل هذا الحديث المدسوس يضع مصداقية الصحافة في المحك!!
لم يجب د.”جلال يوسف الدقير” على سؤال وجهته إليه في المؤتمر الصحافي يقول: هل لجنة ترشيح المشير “البشير” ستساهم في بلورة خطاب ومشروع انتخابي قومي للمرحلة القادمة؟؟ ليت اللجنة القومية التي يرأسها المشير “سوار الذهب” وهو القيادي الوحيد المتفق عليه من جميع قطاعات الشعب السوداني، تتولى صياغة مشروع انتخابي قومي يتعهد الرئيس بتنفيذه حال حصوله على تفويض شعبي في أبريل القادم.. والبرنامج القومي لرئاسة الجمهورية يمثل تعبيراً عن التمثيل الحالي في مؤسسة الرئاسة، من حيث مكوناتها السياسية “موسى محمد أحمد” من الشرق.. ود.”جلال يوسف الدقير” من الاتحادي و”جعفر الميرغني” من الاتحادي الديمقراطي (الأصل)، والعميد “عبد الرحمن الصادق” حزب الأمة القومي.. هؤلاء جميعاً يدعمون ترشيح “البشير” بشخصه.. وبالتالي بالضرورة إشراكه في برنامج متفق عليه لرئاسة الجمهورية للسنوات الخمس القادمة، ويترك للأحزاب صياغة برامجها دون ذلك من مستويات.

المجهر السياسي