منوعات

وجود الأطفال بالمساجد سنة حميدة تحتاج لضبط وربط


أصبح اصطحاب الآباء لأطفالهم لأداء الصلوات خاصة صلاة (الجمعة) في المسجد في الآونة الأخيرة ملفتاً، تحقيقاً لقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم:(مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ)، في وقت أفتى بعض العلماء إن كان الصبي يفهم أن الطاعة يثاب عليها والمعصية يعاقب عليها فإنه بمنزلة البالغ. ورغم سنتها الحميدة إلا أنه يصدر ضجيج منهم ينفر انتباه المصلين فالبعض لا يستطيع كظم غيظه من صخب أطفال لا يدرون عما يفعلون. (المجهر) استنطقت عدداً من المصلين في عدد من مساجد الخرطوم وخرجت بالتقرير الآتي.
اعتياد مبكر
في البدء تحدث إلينا “حسن إبراهيم” والد طفلين وقال: (أرغب في ترغيب أبنائي على أداء الصلاة منذ وقت مبكر من عمرهم ليعتادوا عليها في الكبر). وأضاف (لعظمة الجمعة أحرص على أن يذهبوا معي المسجد فآمرهم بالسواك والتطهر ولبس أحسن الثياب امتثالاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم :(من اغتسل يوم الجمعة، واستاك، ومس من طيب إن كان عنده، ولبس من أحسن ثيابه، ثم خرج حتى يأتي المسجد، فلم يتخط رقاب الناس حتى ركع ما شاء الله أن يركع، ثم أنصت إذا خرج الإمام، فلم يتكلم حتى يفرغ من صلاته كانت كفارة لما بينها وبين الجمعة التي قبلها) ورغم إدراكه أن الصلاة غير واجبة على الأطفال إلا أنه عاد وقال: (التعويد يبدأ من مرحلة الطفولة). بينما ذهب والد الطفل “عثمان” صاحب الست سنوات لاتجاه آخر وقال: (بعد ترغيب طفلي في صلاة الجمعة أشرح له بعد خروجنا من المسجد فوائد الخطبة وأستخلص العبر حسب مدارك فهمه البسيط) .
تشتيت تركيز المصلين…
بينما يقول “محمد نصار” يتشبث ابني وحده بالذهاب معي ولكنه يشاغب أثناء الصلاة فينفر انتباه المصلين فحرمته من الذهاب معي جمعتين أجده بعد حضوري في حالة زعل وبكاء فحثتني والدته بأن يذهب معي بعد تعهده بأن يظل صامتاً ومنذ ذاك الحين آخذه معي باستمرار. بيد أن “مهاب” الشاب العشريني مضي في اتجاه آخر بامتعاضه من إزعاج الأطفال حسب قوله ووصفها بالظاهرة غير الحميدة ودمغ الآباء بمسؤولية تشتيت تركيز المصلين في الخطبة والصلاة. وتساءل إن كان الأطفال غير مكلفين لم يجب أرغامهم على الحضور للصلاة. ولم يأنف “خالد عبد الرحمن” (34) عاماً من ذهب الأطفال للمسجد وقال لـ (المجهر): (اصطحب معي أبناء أختي لسكنها معنا بعد وفاة زوجها). وأضاف: (لم يصدر منهم ضجيج قط). وأردف: (أحيانا ينبهونني على أن أتهيأ للصلاة قبل مواعيدها بوقت كافٍ).
ويقول الداعية الإسلامي لـ(المجهر) “أسامة سليمان حمد”: (لا غرو في اقتياد الأطفال لصلاة (الجمعة) إن التزمنا معهم وألزمناهم بالآداب الشرعية، وكانوا مميزين ننصح لهم حتى لا يفوتوا أجر وفضل (الجمعة) ونكون بذلك غرسنا فيهم حب المجيء للمساجد). وشدد على وضع توجيهات للأطفال من البيت ثم اصطحابهم للصلاة. وأفتى: (إن كان الطفل غير مميز (ما بسمع الكلام) أفضل عدم ذهابه للمسجد حتى يتميز) إلا أنه عاد وقال: (أنا لا أحرم الأطفال). وذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم يصطحب معه “الحسن” و”الحسين” أبناء “علي” – كرم الله وجهه – للمسجد .

المجهر السياسي