منوعات

“تلاتة سبعات”.. الزحمة تخففها مكالمة

[JUSTIFY]يخرج هاتفه وسط الضجيج ليطلب الرقم (777) محاولاً قدر الإمكان الا تتسبب زحمة الشارع في خلطه بين الأرقام ليطلب (999).. وفي الحالتين المؤكد أن الرد سيأتيه من الطرف الآخر بصوت (الشرطي) الذي يبذل كل جهده حتى يصعد شعار (الشرطة في خدمة الشعب) من حيز التعبير إلى الفعل النبيل. إذاً، رقم ثالث تضيفه الشرطة إلى الأرقام التي تقدم من خلالها خدماتها للشعب.

(1)
(التلاتة سبعات) يبدو أقل خطورة من (التلاتة تسعات) رقم شرطة النجدة.. هناك النجدة للغريق وفي الجديد النجدة لمن ضاق به الطريق. (تلاتة سبعات) يقول وزير الداخلية الفريق عصمت عبد المجيد إنها تأتي تعزيزاً للسلامة المرورية في جانبها الوطني، ويشير إلى أن الغرض الأساسي من إقامة غرفة اتصالات متخصصة بالمرور هو فك الاختناقات وضبط حركة المرور وسرعة إجلاء المصابين في حال وقوع حوادث مرورية. لكن الهاتف المتعلق بالإبلاغ عن الحوادث المرورية وعن الزحمة لم يكن ليأتي دون أن يكون مزوداً بكاميرات للرقابة وهو ما أوضحه والي الخرطوم الذي تحدث عن مميزات الطفرة التقنية في التعاطي مع حركة المرور ومع مشهد الشوارع المزدحمة بعد أن ازدادت أعداد السيارات في شوارع ولاية الخرطوم وازدادت معها الشوارع المسفلتة.

في زمن ما قبل هاتف الشكاوي كان فض الإزدحام المروري يتم وفقاً للجودية السودانية.. الأمر لم يكن يحتاج سوى شخص يرجو من سائق الحافلة الرجوع للوراء قليلاً ويعود ليأمر سائق الركشة بالانزواء بين الهايس والمرسيدس ويطالب سائق الدفار بالرجوع مكملاً عباراته: (يا مولانا باركها خلينا نتخارج).. يتخارج الجميع بعد أن يكونوا قد أضاعوا أكثر من ساعتين وهم يبحثون عن رجل مرور أو ليحددوا من المخطئ ومن هو صاحب الطريق الحقيقي.

(2)
بحسب ما تم فإن الزحمة يمكن تفريغها بسهولة فقط بالدوس على مفاتيح الهاتف (777) ومطالبة رجال المرور بالتدخل.. أمر يمكن تحقيقه على أرض الواقع في حال (انسترت الشبكة) وصارت الطرق صالحة لعبور المركبات واقتنع رفاق الطريق بأن الشارع سيتسع لعرباتهم وللعربات القادمة من الصين أو تلك التي يتم تعديلها في المنطقة الصناعية أم درمان، والأهم من كل ذلك سرعة استجابة الممسك بالهاتف على الطرف الآخر.

عليه.. وأنت تغادر منزلك صباحاً تأكد من بطارية العربة ومن بطارية الهاتف، فالخرطوم مدينة مسكونة بالزحمة ومغلقة فيها الجسور التي تسهل العبور.

صحيفة اليوم التالي[/JUSTIFY]