درس للعاطلين
سبب تيقني هذا أنني مررت بكلية التمريض التابعة لجامعة الخرطوم في شارع المك نمر..
وأمام سورها وجدت شاباً كفيفاً يفرش أمامه مشمعاً وبه عدد من الكتب وأشياء أخرى يبيعها.. وبفضول الصحفيين توقفت عنده لأساله عن كيف يبيع.. وهل هذا العمل جيد بالنسبة له أم لا.. ولكننى ذهلت عندما عرفت منه أنه طالب بجامعة أم درمان الإسلامية المستوى الثاني كلية الدعوة.. ويأتي لهذا المكان في غير أيام الدراسة ليخرج بما فتحه الله له من مصاريف الدراسة. محمد الذي يتحدث بيقين تكاد تحسه من كلماته.. غير أنه تحرك للعمل ذهب أيضاً لكليات الدراسة ومن حر ماله وبما يكسبه من هذه الأشياء البسيطة، وهو يأتي إلى هذا المكان ربما من أحياء أم درمان ثم يذهب إلى جامعته من أي موقع.. إذن ما عذر من يتحدث أنه لا يعمل لعدم وجود العمل وهو يبصر دعك من مواصلة الدراسة التي تتطلب في ظل الظروف الحالية مصدراً للكسب أو داعماً.. ليس له عذر في اعتقادي فهو بإمكانه أن يعمل في أي مهنة ولكن للأسف الكثيرون يتعللون بأن هذه الأشغال لا تليق بي وكأنه يريد أن يتسلم إدارة مؤسسة دون جهد وتعب. إنني أبعث بالتحية لأخي محمد الرجل الهمام ذي العزيمة القوية ولأي كفيف في بلادي سيما وأنهم ظلوا يبرهنون أنهم أهل للنجاح والتقدم، وما يفعله هذا الشاب النشط رسالة لكل متقاعس عن العمل والكسب من عمل اليد بأن يتحرك وأنه غير معذور، نعم ما قد تكسبه لا يفي بمتطلباتك كلها ولكنه إن جعلك تمتلك قوت يومك وبت آمناً بين أهلك فكأنما حِيزت لك الدنيا بحذافيرها كما قال النبي صلى اللّه عليه وسلم.
ختاماً دعواتنا لمحمد بالتوفيق في عمله ومشواره الدراسي ونشكره على هذا الدرس المجاني الذي أعطاه للكثيرين.
راي : لؤي عبد الرحمن
صحيفة آخر لحظة