بعد المستشفى والكهرباء .. الرئيس يبشر أهالي (أبودليق)
قال إنه وزع أعباء الحكم خوفاً من يوم القيامة
على الرغم من كونها ضمن محلية (شرق) النيل وواعدة اقتصادياً حيث تمتلك واحدة من أخصب المراعي إلا أن الوفد الإعلامي الذي غطى زيارة رئيس الجمهورية لمنطقة (أبودليق)- (150 كيلومتر تقريباً) شرق الخرطوم، والتي تقع في أقصى حدود الولاية من ناحية الشرق بين أربع ولايات هي ولاية الخرطوم وولاية نهر النيل والقضارف والجزيرة عايش الوفد تجربة سفر داخل ولاية الخرطوم، إلا أن المشقة كانت واضحة مابين رحلة الذهاب والإياب بسبب عدم وجود طريق للأسفلت يربط هذه المنطقة المهمة والواعدة اقتصادياً بالعاصمة، وأبودليق التي يبلغ عدد سكانها (34) ألف نسمة مكونة من مجموعة من القبائل هي البطاحين والشايقية والجعليين والكواهلة والمغاربة وبعض القبائل الأخرى تعتبر مركزاً لقبيلة البطاحين ونظارتها، وعلى الرغم من تأسيس مستشفى بها العام (1953)، ويعتبر الوحيد بمنطقة البطانة، تأسست بها أول مدرسة في عام 1912، بها مركز للشرطة تأسس عام(1910)، زارها رئيس الجمهورية أول أمس وبشرها بالخدمات الأساسية، وهي التي أكل عليها الدهر وشرب، وكان التهميش عنوانها البارز.
هل يمضي التهميش إلى حال سبيله؟
وينظر سكان أبودليق التي يعتمد سكانها على مياه الآبار والأمطار لشرب الإنسان والحيوان، وتوجد بها مراعي طبيعية تعتبر من الأخصب ولا توجد بها أي أوبئة أو مرض، إلا أن زيارة رئيس الجمهورية لها ربما يغير من واقعها قليلاً، بحسب ما وعد به سكانها، بعد أن تعهد “البشير” خلال مخاطبته احتفال المدينة بدخول الكهرباء وافتتاح المستشفى الجديد وآبار الشرب، وعد خلالها مواطني المنطقة بتقديم الخدمات كافة من مياه وصحة وتعليم باعتبارها واجب الحكومة وحقاً للمواطن قائلاً: إنها لا تأتي (بي ضربة واحدة لأنو دي ماعصاية موسى دي عصاية عمر “البشير” لكن العافية درجات)، كما وجه رئيس الجمهورية وﻻية الخرطوم بإنشاء مضمار عالمي لسباق الهجن بأبودليق وتوصيل الكهرباء حتى منطقة التميد بنهر النيل والطريق حتى وﻻيتي القضارف وكسلا.
“البشير”: خوفاً من يوم القيامة وزعت أعباء الحكم
وبدت دار ناظر عموم البطاحين “منتصر خالد محمد الصديق طلحة” الذي أعد داره جيداً للاحتفاء بالمناسبة بعد نحر الإبل لاستقبال رئيس الجمهورية، بدت الدار غاصة بكل أعيان المنطقة والمناطق المجاورة، وكان واضحاً الإلفة الكبيرة بين الجميع، افتتح الرئيس أولاً مستشفى أبود ليق الجديد، ثم بعدها الكهرباء، وتلا ذلك مخاطبته للحشد الجماهيري الكبير لمواطني أبودليق. وفي خطابه أعلن رئيس الجمهورية توزيع أعباء الحكم على الولاة ومسؤولي الدولة قائلاً: (إن ذلك يأتي في سياق خوفه من وقوع الظلم على المواطنين)، الأمر الذي يجعله أمام مساءلة الله له يوم القيامة. وقال لهم (خايفنكم تجو يوم القيامة وكل زول شايل مظلمة رافع راية الظلمك منو؟ ظلمني “عمر البشير”عشان كدة أنا وزعت الشغل دا والمظالم دي علي ناس “عبد الرحمن الخضر” مايخلو الشغل دا كلو علينا وأنا بشيل شيلتي). وزاد “البشير” الذي بدا مرتاحاً: (هي أمانة أمام الله”)، كما تعهد في خطابه بالاهتمام بالريف وإنسانه وضرورة المحافظة عليه لأنه يحمل قيم السودان وأخلاقه النبيلة.
ناس الخلا ..أولاد المصارين البيض
وحول الفوارق الكبيرة بين المدن والريف وإمكانية تذويبها عبر تقديم الخدمات الأساسية قال رئيس الجمهورية: (ليه ناس الخرطوم يستحموا بالدش وناس الريف يستحموا بالجردل دايرين الكهربا هنا عشان التلفزيون والانترنت وغيرو). وأضاف:(ماعندنا زول درجة أولى وزول درجة تانية، وأولاد مصارين بيض وزرق، أولاد المصارين البيض الحقيقيين هم الشباب المنتشرين في الخلا). وقال “البشير”: (حتى نحافظ على قيم أهل الريف يجب علينا تقديم الخدمات لهم وهي ليست مطالب، وإنما حقوق من صميم واجبات الدولة). وأضاف أن العافية درجات لأننا ﻻ نملك عصا موسى ﻻستكمال الخدمات في آن واحد.
واسترسل “البشير” متحدثاً حول واقع البلاد الآن بقوله: (كان الإعلام العالمي يسمى السودان رجل أفريقيا المريض، والليلة نحن علم على كل رأس ورافعين هاماتنا، وأي زول يرفع نخرتو علينا بندوسو بي رجلينا، وأي زول يتطاول علينا بنواسيهو وأي زول يرفع عينو علينا بنقدها ليهو).
والي الخرطوم: استمرار سياسة التوزيع العادل للخدمات
وفي ذات السياق قطع والي الخرطوم دكتور”عبد الرحمن الخضر” باستمرار الوﻻية في سياسة التوزيع العادل للخدمات، مشيراً إلى أن الخدمات الطبية التي تم توفيرها بمستشفى أبودليق الجديد لن يحتاج معها المواطن للذهاب للخرطوم طلباً للعلاج، معلناً عن استكمال الخدمات في (30) قرية بمنطقة أبودليق من صحة وتعليم ومياه وكهرباء. وأشار إلى أن رئيس الجمهورية سيفتتح الأسبوع القادم مشروع توصيل الكهرباء لكل ريفي شمال بحري، يعقبها مباشرة اكتمالها في ريفي كرري والريف الجنوبي لأم درمان فضلاً عن المناطق الحضرية في أمبدة وجنوب الخرطوم. وتعهد الوالي بتوصيل طريق الأسفلت من (ود أبو صالح) حتى (أبودليق) والوﻻيات المجاورة، كما تعهد الوالي بعمل خط ناقل جديد للمياه لأبو دليق بطول (25) كلم من مصادر غنية بالمياه.
من جهته قال وزير الموارد المائية والكهرباء المهندس “معتز موسى”، إن العمل الصعب في كهرباء شرق النيل قد انتهى بتوصيل الخط الناقل من (شندي) حتى (أبو دليق) بطول(135) كلم، موضحاً أن الوزارة ستعمل مع الوﻻية وقيادات المنطقة لتوصيل الشبكات الداخلية.
وفي السياق أشاد ناظر عموم البطاحين “منتصر خالد محمد الصديق طلحة” بكافة الجهات التي تعاونت في مشروع الكهرباء والمياه. وطالب بضرورة توصيل الكهرباء لبقية المناطق وربط أبو دليق بطريق مسفلت، فيما قال معتمد شرق النيل دكتور “عمار حامد سليمان”، إن الكهرباء دخلت اليوم لأبو دليق بعد (400)عام هي عمر أبودليق التي نشأت أيام السلطنة الزرقاء، معلناً أن الكهرباء بلغت تكلفتها (45) مليون جنيه وستغطي (21) قرية، مشيراً إلى جملة من المشروعات الخدمية التي ستفتتحها المحلية خلال الأيام القادمة.
تقرير – صلاح حمد مضوي: صحيفة المجهر السياسي
حلوة يوم القيامة دى ويوم السماية كترتو السمنة