قير تور
فوبيا الألفية الثالثة
تملك فوبيا العام 2000م الناس على شكل فئتين، الأولى فئة لها تخوفات مبنية على اعتقادات تتعلق بالأديان وقالت إن الألفية الجديدة هي القيامة ذاتها فخافت من انتظار يوم القيامة بل تشكلت مجموعات ذهبت بلا رجعة عندما انتحرت وغادرت هذه الحياة دون معرفة كيف يأتي العام الجديد بداية الألفية الثالثة. أما الفئة الثانية فهي التي تقتنع بالتجارب العلمية المبنية على التجارب وتخوفت من هذه الناحية، وتحديداً كان تركيزها على جهاز الحاسوب وخاصة أنها الفئة التي لا تفكير لها سوى المال بدون اعتبار لأي شئ آخر في هذه الحياة، هذه الفئة تخوفت من تعطل أجهزة الحاسوب في العالم فيتسبب ذلك في انهيار مالي في العالم بسبب عدم وجود الصفر في الأجهزة القديمة. وفي ذلك الوقت دخل العام الجديد ليعلن الألفية الثالثة دون حدوث أي من التخوفات التي انتابت البعض حتى قتلوا وأزهقت أرواحهم في الوهم.
تأخرت في كتابة موضوع اليوم الذي بين يديك عزيزي القارئ لإضافة الفقرات من الثانية حتى النهاية ساعتين بعد صدور قرار مدعي محكمة الجنايات الدولية الذي صدر عصر أمس الأربعاء الرابع من مارس، وكنت نزلت الشارع لرؤية شكل الخرطوم بصفة عامة وشارعي النيل والجامعة بصفة خاصة لوقوع كل من القصر الجمهورية ومجلس الوزراء عليهما فوجدت الحياة عادية جداً وحتى تلك المسيرات التي خرجت لم تكن تخريبية كما توقع البعض.
ولذا فقد استخدمت العنوان أعلاه فما يريد البعض صنعه هو (اوكامبو فوبيا) على غرار الألفية الثالثة والحمد لله أننا تجاوزنا المرحلة الحرجة التي أراد البعض الوصول إليها.
لقد ظللنا طوال ساعات نهار أمس نتلقى المهاتفات سواء من خارج السودان أو خارج الخرطوم، من داخل السودان قلقة بشأن الأوضاع في الخرطوم، ونحن من جانبنا وفق ما عايشناه أمس لم نر ما يخيف، فالحياة بحمد الله تسير كما يرام، بل إنني يوم أمس بعد صدور القرار بنصف ساعة هاتفت أحد معارفي بالولايات المتحدة وكان الخط واضحاً جداً، تسامرنا في اللقاء وعرفت أحواله. وعند السادسة جاءني أحد أصدقائي من أمدرمان والمواصلات بحمد لله متوفرة. لقد كان يوم أمس الأول اعتبره فرصة تجارية ليس أكثر فقد ارتفعت نسبة الشراء نتيجة التخوف من انعدام الأطعمة وارتفع الدولار قليلاً، لكن هؤلاء منذ صباح اليوم سيكتشفون بأنهم عاشوا الألفية الثالثة فوبيا.
لا أظن القرار سيكون له تأثير سحري يقلب الموازين في ليلة واحدة لصالح مؤيديه، وهؤلاء المؤيدين خاصة الأطراف في صراع دارفور هل سألوا أنفسهم وتأكدوا من وجود قبول لهم عند كل السودانيين أم مجرد قبول شعار تم رفعه؟.. إن القرار مجرد فوبيا لن يستمر طويلاً لأنه مسألة إثبات ذات للمحكمة الجنائية الدولية.[/ALIGN]
لويل كودو – السوداني-العدد رقم 1188- 2009-3-5
لله درك يا أخ قير تور دائماً مقالاتك مفعمة بالأمل والأمل هو قمة الإيمان والزهد الذي يتمتع به الشعب السوداني المتفرد في التلاحم والتعاضد