عبد الباقي الظافر

لجنة عبد الملك..!!

من طرائف الانتخابات أن المؤتمر الوطني، صرف دائرة انتخابية لجماعة أنصار السُنة.. حينما تأكد مولانا ممثل الجماعة من السقوط المريع، انصرف عن حساب الأصوات لحساب قبب الصوفية.. ضحك الشيخ وهو يأكل المقلب ثم علق “الحزب الحاكم نزلني في دائرة فيها خمس عشرة قبة”.. وفي دائرة الجزيرة أبا دعم الحزب الحاكم نجل الإمام المهدي.. بعض أطراف المنطقة اشترطت توفير سبعين عمود كهرباء قبل أن تكسر المقاطعة الجماعية.
أمس أعلن القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني، تكوين لجنة لدراسة تجربة الحزب في الانتخابات الحالية.. ترأس اللجنة عبدالملك البرير معتمد الخرطوم الأسبق ونائب رئيس القطاع السياسي.. في تكوين لجنة الدكتور عبدالملك اقرار ضمني بأن الحملة الانتخابية صاحبها فشل كبير على مستويات التنظيم والمشاركة واختيار مرشحي الحزب في كافة المستويات .
بداية قبل مناقشة أوجه الفشل يقفز سؤال عن مستوى تمثيل اللجنة.. الدكتور عبدالملك شخص محترم وصريح إلى حد كبير.. إلا أن مكانته التنظيمية لا تجعله قادرا على محاسبة رؤسائه في الحزب.. وهذا يعني أن الدكتور مصطفى عثمان رئيس القطاع السياسي بالحزب الحاكم، يعتقد أن الفشل الكبير تقع مسؤوليته على المعتمدين ورؤساء اللجان الشعبية.. هذا تحديدا هروبا إلى الأمام من تحمل مسؤولية الفشل عبر البحث عن كباش فداء .
في تقديري أن الحزب من البداية لم يقدم وجوها تقنع الناس.. في دوائر تاريخية خسر الحزب الحاكم مثل دنقلا والدبة وأبو حمد والجاموسي في الجزيرة وفي بابنوسة.. هذه نماذج لعدم تقديم الأشخاص الذين ينالون القبول والرضاء.. الحزب الحاكم افترض قوامة سياسية على الأحزاب الأخرى وبات يمنحها الصدقات.. حينما فرغ الحزب من المعركة رأى عضويته تشق عصا الطاعة وتتمرد على الحزب بالرغم من التهديد والوعيد.
على مستوى الصرف المالي والتركيز الإعلامي اختار الحزب معركة الانتخابات الرئاسية.. في الحقيقة لم يكن هنالك مرشح ينافس المشير البشير.. منذ بداية المعركة كان تنافس المرشحين على المركز الثاني.. رغم ذلك كانت كل الحملات الانتخابية تأخذ اسم حملة المشير البشير، في ولاية كذا.. كان هذا افتراض أن شعبية الرئيس كافية لحسم المعركة الانتخابية.
بصراحة.. الحزب الحاكم يعاني من تآكل الشعبية.. في انتخابات العام ٢٠٠٠ نال هذا الحزب نحو ثمانية ملايين وستمائة ألف صوت.. في انتخابات العام ٢٠١٠ نال الحزب نحو ستة ملايين صوت.. في هذه الانتخابات التي تتضارب فيها الإحصاءات من أفواه مسؤولي الوطني لن يزيد الحصاد عن أربعة ملايين مؤيد.
هل يستطيع الدكتور عبدالملك البرير أن يقول إن البغلة في الإبريق؟ وإن المشكلة أكبر من ذلك بكثير؟.. أم ينتهي الأمر بكل شيء تمام سعادتك.

تعليق واحد

  1. عندما اقرا المقال و لا اجد معلقين اتاكد ان المقال تافه .صاحبنا دا علق فى الانتخابات فى الليل التلفزيونات و فى النهار فى الصحف . سنة 76 كنت فى كسلا و اعمل فى فترة تدريبية فى كبانية كسلا و كان ان تعطل تلفون الشيخ حسن فى المرغنية و تاخرنا فى اصلاحه فما كان الا جاء الينا مندوبه و اوسعنا شتما و قال لنا (انتو قايلين السيد الحسن مختاج لتلفونكم دا ؟؟؟ و الله السيد يرفع ايده بس و يقول هلو يكلم لندن ) فيا السيد الظافر ريح نفسك فالانتخابات مهما كانت الامر انتهى و لا انتخابات مبكرة

    9

    9