حالة تسنيم: بعد الغياب.. هل يُعيد الشباب السينما إلى واجهة النشاط الثقافي
ابتسامة نابعة من القلب ولون أبنوسي طبيعي، سماتٌ تميزها وسط زيف المشاعر والألوان، بسيطة، عفوية، تلقائية، متحمسة، جادة وحاسمة في آن، أنيقةٌ رقيقةٌ، تعمل خلف الكواليس بتفانٍ من أجل عمل آمنت به وأناس اقتنعت بما يقدمونه فمنحتهم وقتها وأفكارها وعلمها.
هي (تسنيم رابح) نائب مدير مجموعة سينما الشباب، شابة عشرينية تعمل بقلب طفلة وخبرة امرأة نالت خبرة عشرات السنين، والتي تستضيفها (اليوم التالي)، لتتعرف عن قرب على عملها.
* متى كان انضمامك لمجموعة سينما الشباب ؟
كان ذلك في ديسمبر 2013م بعد لقائي بـ (مصطفى النعيم) مدير المجموعة في مؤتمر تيدكس، وتم اختياري نائباً لمدير المجموعة من قبل المؤسسين بعد تنظيمي لجائزة تهارقا الدولية سنة 2013م وتنسيق الحفل السنوي الأول للمجموعة في 2014م.
* لاحظت التنظيم الجيد لسينما الشباب وإخراج الفعاليات بشكل احترافي يرقى لمستوى العالمية، كيف تقومون بتنفيذ برامجكم؟
فعاليات سينما الشباب تبدأ بأفكار يتم طرحها ومناقشة كيفية تنفيذها إذا تم الاتفاق عليها، ثم نقوم بتقسيم المهام على المجموعات، كل مجموعة لها قائد يتابع أعمالها ويفيد البقية بالمستجدات. الجميل في عملنا أنه جماعي ونشعر كأننا عائلة واحدة، الكل يحب عمله (لا بنكل ولا بنمل بس بنزيد حماس وحب).
* أنتِ لا تمثلين ولا صانعة أفلام، كيف تشعرين بوجودك داخل المجموعة، خاصةً وأنك خريجة إدارة أعمال؟
عملي في المجموعة إداري، لكني أصبحت قريبة من تفاصيل السينما أكثر و(بحب أشوف أفلام)، وبعد انضمامي للمجموعة توسع أفقي في مجال السينما والأفلام، وأصبحت أركز على تفاصيل المونتاج والتصوير والإضاءة كالنقاد المحترفين. وعملي نائب مدير للمجموعة ساهم في تطوير قدراتي كثيراً، وأعطاني مجالاً لتطبيق نظريات الإدارة التي أدرسها على الواقع خاصةً دراستي لماجستير الإدارة.
* هل تعتقدين أن مجموعات مثل سينما الشباب يمكن أن تساهم وتطور في تطوير السودان؟
نعم، الشباب لديهم كم هائل من الطاقات، فقط تحتاج لتوجيه صحيح ومكان مناسب يستوعبها، فهي لن تساهم فحسب، ولكنها ستطور السودان في كل الجوانب وستنهض به (بس لو أخد فرصة).
* ماذا أضاف وجودك في مركز الفيصل الثقافي مشرفاً للفعاليات لكِ وللمجموعة؟
وجودي في مركز الفيصل الثقافي ليس غريباً، فهو يمثل الأسرة الكبيرة لسينما الشباب، ومنه كانت بدايتها وانطلاقها، وهذا ما جعلنا ننجز أعمالنا بروح واحدة سواء للمركز أو للمجموعة. ومركز الفيصل أضاف لي خبرة في إدارة الفعاليات وربطني بعلاقات مع شخصيات تثمر وتقدم للمجال الثقافي باستمرار، وما دفعني أكثر ما كنت أسمعه من آراء إيجابية حول أدائي فكانت تمدني بالطاقة والحماس وتزيد حبي للعطاء.
* هل تأثرتِ بشخصيات حولِك؟
تأثرت بشخصيات كثيرة حولي أولها عائلتي، ولا أستثني منهم أحداً، (ناس بيتنا) كل أحد منهم يضيف لي ويمدني، و(توأم روحي) ومجموعتي كل فرد فيها يؤثر في نظرتي للأشياء، فيومي من بدايته لنهايته كل شخصية (بتعلمني حاجة).
* هل تعتقدين أنكن النساء في مجال السينما تجدن الحرية الكافية والتفهم من الأهل؟
مفهوم الحريات يختلف من أسرة لأخرى، والحرية في رأيي أن الشخص يستطيع إنجاز أعمال يحبها ويمارس هواياته ويطور مواهبه مع المراقبة والمتابعة المستمرة من الأهل، على أن تكون متابعة خوف عليهن وليست عدم ثقة. ولدي مقولة متمسكة بها منذ نعومة أظافري، وهي “لو داير حاجة حتوصل ليها حتى لو العالم رافض بتقدر تقنعه وتصل وكمان تخليهم يشجعوك”.
* انطلقت مجموعتكم بسرعة الصاروخ وذاع صيتها، فمهرجان تهارقا للعام 2014 كانت فيه مشاركات خارجية وتمت دعوتكم بصورة رسمية هذا العام من إدارة مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، حدثينا عن المشاركة:
مشاركتنا في مهرجان الإسكندرية كانت مثمرة جداً، حيث عرضنا أفلاماً للمجموعة، ووقعنا اتفاقيات تعاون مع عدد من الجهات في دول عربية مختلفة، وسعيدة بما أنجزته المجموعة في هذه الفترة الوجيزة، وهذا يدفعنا لمواصلة التخطيط والإنتاج. وعلمتني المشاركة كثيراً من الأشياء وتعرفت على شخصيات أضافت لي الكثير في المجال العملي، كما استمتعت بالرحلة، فكانت بمثابة جلسة صفاء مع الروح.
* أمنياتك في كلمة أخيرة:
أمنياتي للسودان أن يتطور ويصبح أفضل في جميع النواح، وأتمنى للمجموعة الاستمرار بنفس الحماس وتوصل للعالمية، وشخصياً بتمنى أحقق أمنيتي وأصبح وزيرة للرعاية الاجتماعية أو الثقافة في يوم من الأيام
اليوم التالي