قلة الصغير: عندما ذهبت للتسجيل في نادي برشلونة ميسي كان في (بطن أمو مافي)
جلبنا للمريخ أربعة كاسات (محمولة جواً) ولم يتم تكريمي حتى الآن
كرة القدم أصبحت (تحشيش) وكل الإداريين حالياً دخيلين على هذه اللعبة
أبو زعبل: تركت كرة القدم وإتجهت للغناء لهذا السبب (…….) !!
(تلاتة أرباع) الشعب السوداني هلالاب وكرة القدم أصبحت علمية أكثر من كونها موهبة
الرجلُ اليُسرى في السودان أصبحت (عميا وطرشا)
حوار (الكفر والوتر) وهلال مريخ مع (قلة أخوان) بود مدني
ودمدني تلك المدينة الوادعة التي أنجبت إلى الملاعب السودانية العديد من المواهب الكروية التي صالت وجالت في المستطيل الأخضر، ورفدت الساحة الكروية بالعديد من اللاعبين الأفذاذ الذين ظل الجمهور يشير إليهم ببنان الإعجاب، وكان لتلك المدينة القدح المعلى في رفد مسيرة الكرة السودانية بنجوم سطروا داخل ملاعب السودان أجمل سير العطاء الرياضي، وودمدني من أكثر مدن السودان التي أنجبت من رحمها الكثير من المبدعين في شتى المجالات ولكن يظل (الكفر والوتر) أكثر المجالات التي عرفت بها، ومن ضمن نجومها (قلة أخوان) اللذان زينا ملاعبنا وسطرا أسمائهما بأحرف من نور وذلك بما قدماه من إبداعات كروية مازالت حتى هذه اللحظة قابعة في دواخلنا.. (السياسي) جلست مع (قلة أخوان) في منزلهما بودمدني والتقت بمرتضى عوض الأمين الشهير بـ(قلة الصغير) والفنان واللاعب مصطفى عوض الأمين الشهير بـ(أبو زعبل) فماذا قالا:
قلة الصغيرة والمستديرة
يقول مرتضى عوض الأمين محمد لاعب المريخ السابق الشهير بـ(قلة الصغير) :بداياتي مع كرة القدم كانت منذ وقت مبكر في الرابعة من عمري بالقسم الأول بود مدني وقمنا بتكوين فريق الشياطين بالقسم الأول روابط ودمدني والقسم الأول (حينا) كان فيه الكثير من المواهب على مختلف المجالات من كرة قدم إلى فنانين.. وكنا مميزون لدرجة كبيرة وبعدها بفترة إنتقلت لمدرسة البندر الإبتدائية وأحرزنا كأس الدورة المدرسية للمرحلة الإبتدائية ثم إنتقلت بعدها لفريق الإصلاح درجة ثانية وبعد مرحلة الإبتدائي إنتقلت إلى الثانوي العام وأحرزنا كأس الدورة المدرسية وأحرزت مع منتخب الجزيرة كأس الولايات الوسطى وتم إختياري للفريق القومي الكبير وإنضميت إلى نادي الإتحاد ودمدني وهذا قبل الفريق القومي وسافرت مع المنتخب إلى كينيا للمشاركة في دورة التحدي وتم إختياري كأفضل طرف شمال في الدورة متفوقاً على لاعب زامبيا كالوشا وبعدها إنتقلت إلى المريخ العاصمي في عام 1983ويضيف: تم تسجيلي بمبلغ 19 ألفاً.
كاسات وعمالقة
ويضيف قلة الصغير: زاملت في المريخ عدداً من النجوم والعمالقة في كرة القدم وكانت فترتنا زاهرة مليئة بالكاسات المحمولة جواً ومن اللاعبين الذين زاملتهم في المريخ (كمال عبد الغني، دحدوح، طارق تكل، عاطف، سامي عزالدين، صديق العمدة)، والكثير من اللاعبين المهرة الذين صالوا وجالوا في المستطيل الأخضر وقدموا للمريخ الغالي والنفيس.
بداياتي مع المستديرة
يقول شقيقه مصطفى عوض الأمين لاعب الهلال السابق الشهير بـ(أبو زعبل) إنه بدأ كرة القدم ببراعم إبن عوف (هلال إبن عوف) ومنه إلى نادي النجوم درجة ثانية وأنا ومعي عدد من الزملاء اللاعبين قمنا بتصعيد النادي.. ويضيف: لعبت في الدورات المدرسية في كل مراحل دراستي وفي الدورة المدرسية الثالثة تم إختياري للفريق القومي للشباب وهذا الفريق شارك في دورة التعاون مصر والسودان بالقاهرة ومن ثم تم إختياري للفريق القومي السوداني ومنتخبنا حينها شارك في إفتتاح معرض الخرطوم الدولي وإفتتاح جامعة الجزيرة.. ويضيف أبو زعبل لـ(السياسي): وبعدها قمت بالتوقيع لنادي الهلال العاصمي.. حليل زمن التنافس الشريف وعن الأسباب التي أدت إلى تراجع الكرة يضيف مرتضى (قلة الصغير) قائلاً: زمان كان اللاعبون موهبين بالفطرة ولديهم إهتمام متواصل بلعب كرة القدم وكان التنافس شريفاً في الخانات، أما الآن فقد قلت المواهب وأصبحت (القروش) هي سيدة الموقف واللاعب أصبح هدفه الأول والأخير أن يجني (قروش) من ناديه.. واللاعبون أصبح ليس لديهم غيرة على الأندية البلعبوا فيها.. وعن الحلول الممكنة التي من المفترض أن نضعها لتعود الكرة السودانية كما كانت في السابق يقول مرتضى لـ(السياسي): من المفترض أن نقوم بتأهيل النجوم القدامى لكي يخططوا لرفع كرة القدم في السودان والآن الذين يديرون أمور الكرة في السودان ليس لديهم علاقة بكرة القدم.
كل الناس هلالاب
يقول أبوزعبل: إنتقالي لنادي الهلال في عام 78 كانت تجربة جديدة بالنسبة لي لأنه نادٍ قمة وصاحب جمهور كبير وأصبحت لاعباً له والتجربة كانت تحول كبير في حياتي لأنه نادٍ يجمع (تلاتة أرباع الشعب) وسافرنا مع الهلال كثيراً جداً وإستمريت مع الهلال لفترة أربع سنوات ولظروف أسرية رجعت إلى ودمدني.. ويضيف: أبرز اللاعبين في كشوفات الهلال في فترة إنضمامي كانوا (علي قاقرين، الدحيش، حافظ عبيد، حسن الطيب، صلاح أبوروف، إبراهومة الدسكو، وعبد العظيم قلة) وكثير من اللاعبين.. ويتحدث أبو زعبل عن تدهور كرة القدم قائلاً: زمان كانت الموهبة عالية والمدربون يستفيدون من تلك المواهب ولكن الآن الكرة أصبحت خطط حديثة وحصل تتطور وأصبحت المهارات الفردية غير مجدية وزمان كانت الخطط بسيطة وكرة القدم الآن أصبحت شبه علمية عكس السابق الذي كان يعتمد على الموهبة فقط.
أبو زعبل كفر وتر
وعن ممارسته للغناء وكرة القدم يقول أبو زعبل: في الحقيقة كنت بغني وبطرب لكبار الفنانين وأعشق أغنيات الحقيبة وكنت بلعب وبغني قبل أن أنضم لفريق الهلال وبعد إنضمامي له توقفت عن الغناء لفترة أربع سنوات وهي الفترة التي كنت أرتدي فيها شعار الهلال ولم أغني إلا في المعسكرات والرحلات التي يقيمها النادي أو أدندن في الحافلة التي تنقل اللاعبين إلى الإستاد وبعد أن تركت الهلال واصلت في الغناء وقمت بتكوين فرقة في ودمدني لغناء الحقيبة.
لم أترك الكرة بسبب الغناء
يقول البعض أنك تركت الهلال بسبب حبك الكبير للغناء ما مدى صحة هذا الحديث؟.. وعن هذا السؤال يقول أبو زعبل :تركي للهلال ليس بسبب الغناء بل كان لظروف أسرية تتعلق بسفر شقيقي الأكبر للإحتراف في المقاولون العرب لذلك قررت الرجوع إلى مسقط رأسي والتفرغ لإخواني الصغار ومواصلة دراستهم وكذلك واصلت في الغناء وهو بالنسبة لي (عدادو كويس) والفن هو رسالة قبل أن يكون مصدراً للرزق ويحمل مضامين تؤثر في المجتمع وأنظر إليه برسالة تقدم للمجتمع وهذه الهوايات لم أستخدمها كمهنة في حياتي.. وعن الإشكالية التي تواجه الأندية يقول أبو زعبل: مستويات الكرة عند أندية القمة والأندية الأخرى تختلف ويعود ذلك إلى أن أندية القمة تمتلك مالاً وتدعهما الكثير من الجهات، أما الأندية الأخرى فليس لديها المال الكافي الذي يمكنها من جلب محترفين أو تسجيل لاعبين يرجحون كفتها.. والمال كما هو معروف (عصب الحياة).
رغم الكاسات المحمولة جواً لم يتم تكريمي
يقول مرتضى (قلة الصغير) متحسرًا في فترة إنضمامي للمريخ أحرزنا أربعة كاسات (محمولة جوًا) وهي (سيكافا، مانديلا، كاس دبي، سيكافا) وأحرزنا كأس الدوري أكثر من مرة وكذلك بطولة كأس السودان وحتى الآن لم يتم تكريمي برغم أننا قدمنا إلى المريخ الكثير وهدفنا الأول والأخير كان إسعاد الجماهير وحتى الآن لم يتم تكريمنا وهذا الشيء محزن للغاية ومن المفترض أن تهتم الأندية باللاعبين الذين وهبوا نفسهم إليها وقدموا لها الكثير.
تجربة برشلونة
وعن تجربة الإحتراف في فريق برشلونة يقول (قلة الصغير): عبد العظيم شقيقي كان عندو صاحب في مصر وصاحبو سألوا عني وعرف مستواي في الكورة عالي وطلب منو أن أحضر إلى مصر لأذهب بعدها إلى إسبانيا لإجراء إختبارات مع نادي برشلونة وفعلاً ذهبت إلى مصر ومنها إلى إسبانيا وعملت اختبارات في النادي ولم أوفق في التسجيل بنادي برشلونة، ليس لأسباب فنية ولكن لم يتم تسجيلي بسبب عدم إحضاري للكرت الدولي، لذلك فشلت الصفقة وبعدها رجعت إلى السودان ولعبت مع فريق إتحاد ودمدني وبعدها تاني رجعت إلى نادي المريخ.. وأضاف (قلة الصغير) ضاحكاً: كانت الإختبارات مع نادي برشلونة في عام 1985 و(الوكت داك ميسي في الدنيا مافي).
كرة القدم أصبحت (تحشيش)
وعن الإختلاف بين لاعب الأمس واليوم يقول مرتضى (قلة الصغير): يوجد إختلاف كبير بين لاعب الأمس واليوم حتى في الجو المحيط بلاعب وزمان اللاعب كان (مليان) طموح ولديه حب غير عادي لكرة القدم.. ولاعبو الأمس يمتلكون بنية جسمانية ممتازة لذلك كل مستوياتهم كانت متقاربة وكانوا أفزازاً.. أما الآن فكل اللاعبين ليس لديهم بنية جسمانية وليس لديهم إستيعاب لخطط اللعب وأصبح هدفهم الجري وراء (القروش) وكرة القدم عندهم أصبحت (تحشيش ما أكتر) ويضيف مرتضى في الحكي قائلاً: كل الإدارات التي ترأس الأندية الآن ليس لديها علاقة بكرة القدم وليس لديهم خبرات وأفكار لتطوير أنديتها وكل الإداريين الرياضيين في السودان حالياً دخيلين على كرة القدم وأرجو أن يكونوا ملمين بقوانين كرة القدم.. ويضيف قلة متحسرًا على إختفاء اللاعب الذي يجيد اللعب بـ(الرجل الشمال) في الملاعب السودانية قائلاً :لا يوجد شخص في هذه الفترة يشابهني في طريقة اللعب بـ(رجلي الشمال) والآن كل الذين يلعبون بالقدم اليسرى (رجلهم طرشا وعميا(.
موقف طريف
أما عن أجمل الطرائف في حياته يقول مرتضى الصغير لـ(السياسي) بعد أن وضع يده في رأسه محاولاً إعادة الذكريات: طبعاً المواقف الطريفة في حياتي كتيرة لكن أجملها هي: مرة كنت جاي من الخرطوم إجازة أيام كنت بلعب في المريخ وفي نفس اليوم وزي الساعة أربعة صباحًا حسيت في صوت حركة وعندما نهضت من السرير لقيت حرامي عايز يدخل الغرفة وعندما رآني أصبح يصيح بصوت (قلة قلة) وهذا النداء أدى إلى تجمع الجيران طبعًا وحينها كنت أرتدي شعار المريخ وفي النهاية عفينا الحرامي من (الدقة).
ما يطلبه المدافعون
ويحكي كذلك شقيقه زعبل عن المواقف الطريفة قائلاً: في إحدى مباريات (هلال مريخ) أحد المدافعين كان دائماً يتحدث معي وبين الفنية والأخرى يقول لي: دندن لي، وهذا المشهد جعل أحد الجماهير ينادي لي بين الشوطين وقال لي: المدافع دا بحاول (يتنشن بيك) وشايفوا دائماً بتكلم معاك بقول ليك في شنو..؟ قلت ليه: بضحك معاي وبقول لي: غني لي، وبعد بداية الشوط التاني جاتني كورة وقمت بمراوغة المدافع نفسه حتى وقع على الأرض وأثناء ما عايز أحتفل بالهدف تفاجأت بالمشجع السألني بين الشوطين داخل الملعب وبصيح في المدافع :(أهو غنا ليك، إنت قوم بشر بس).
ودمدني: يوسـف دوكـة- السياسي
يا حليل زمنكم الجميل يا قلة الصغير؟ ، وياحليل زمن سانتو والدحيش وقاقرين وكمال عبدالوهاب وبشري وبشارة وسامي عزالدين ” رحمه الله” ..
متعكم الله بالصحة والعافية كما اسعدتمونا … والله فعلا كان زمنكم الزمن الجميل ..
يا قلة ويا صابون .. يا قلة ويا صابون .. يا قلة ويا صابون …. يا سلااااااام