خريج يعمل في صيانة الموبايلات: السوق ماشي معانا زي العسل رغم وجود المواسير
كغيره من أبناء بلادي أكمل مراحل دراسته ثم بحث مليئاً ولم يجد ما يرنو وما يصبو إليه.. تخبطت خطاويه تارة هنا وأخرى هناك لم ييأس قط تسلح بالأمل وكان شعاره في كل خطوة تخطوها قدماه.. عمل أخيراً بمقولة: (التغلبو ألعبو) صدقت معه إحدى تجاربه في صيانة جهاز (موبايل) ومن هنا كانت نقطة الإنطلاقة وإتخذها مهنته ومصدر دخل.. ذلك الشاب العشريني أبو بكر محمد توم.. (السياسي) كانت معه هناك إستطاعت أن تخرج منه بدردشة خفيفة فإلى إجاباته نذهب:
* عرفنا بنفسك؟
– أبو بكر محمد توم .خريج. درست علوم إدارية وحالياً أعمل بصيانة الأجهزة (الموبايلات).. مضيفاً: (أكيد ح تقولي ده ما تخصصك) لكن ده واقع الشباب تقرأ حاجة وتشتغل حاجة تانية.
* بما أنك لم تدرس صيانة أجهزة.. أين تعلمت هذه المهنة ونقطة البداية متى كانت وبماذا بدأت؟
– طبعاً بعد ما إتخرجت من الجامعة فكرت إني أشتغل في حاجة أقدر أواصل فيها (يعني تكون ثابتة).. كانت لدي بدايات في (تنزيل الأغاني) وبعد شوية لقيت الأمور مشت معاي وجاتني فكرة أن أعمل على صيانة الأجهزة وما كنت متخيل إنها ممكن تمشي معاي كده الحمد لله الآن شغال ومافي أي مشكلة.
* معروف أن الأجهزة مختلفة والشركات بتختلف كيف تعمل على صيانتها؟
– تبدو عليه علامات الذكاء وسرعة البديهة قائلاً: الحمد لله الواحد بقدر وعندو القدرة على حاجة زي دي وأيوه بتجيني أجهزة مختلفة لكن كنت في الأول أكيد ما بقدر بس النت ساعدني كتير وإذا في شيء غلبني بتصل على ناس (بره البلد) وبستعين بالناس العندهم خبرة.. وأحياناً في أشياء تصعب عليهم ولكن الأمور بتمشي (يعني تقدري تقولي إنو نحنا بنكمل بعض).. مضيفاً: في الشغل ده ما في زول بشتغل براهو والحمد لله حالياً لدي القدرة على صيانة مختلف الأجهزة.
* مقاطعة.. لكن شغلك ده يحتاج لإجادة اللغة الإنجليزية؟
– إبتسم قائلاً: اللغة الإنجليزية مهمة ولابد من معرفتها ونحنا هنا بنتعامل مع أجهزة لشركات أجنبية لابد تكون في لغة مشتركة عشان نفهم بعض وأكيد الواحد مننا بتعامل معاهم في الشغل يعني لازم نتعلم لغتهم عشان نقدر نشتغل مع بعض.
* أكتر حاجة بتضايقك في إطار عملك؟
– أول حاجة نحن شغلنا ده بتطلب مننا التركيز والدقة وأقل حاجة ممكن تبقى ليها عواقب نسبة لحساسية الأجهزة الدقيقة الموجودة بداخل الأجهزة لكن مشكلتنا في الزمن مرات بنديك مواعيد وما بنقدر نوفي بيها وطبعاً ما بنكون قاصدين بس بكون في ضغط عندنا كتير.. وأضاف: الناس أحياناً ما بتقدر الحاجة دي ويحصل سوء فهم لكن نحنا بنطول بالنا عشان الشغل يمشي.
* بقولوا إنكم بتشيلوا الجهاز وبتسرقوا الأجهزة الدقيقة الفيهو الكلام ده كيف؟
– ضحك كثيراً ثم قال في حاجات زي دي بتحصل في السوق (وأصابعك ما زي بعضها) الكلام ده بحصل وفي ناس إحترفت في السرقة وليها فنون أخرى.. ويروي قائلاً: يجيك واحد يبيع (تلفونو) ويكون معاهو واحد تاني واقف بعيد بعد شوية يجي لصاحب المحل يقول ليه ده تلفوني وأكيد ح يكون حافظ إسم البلوتوث والأرقام والصور يقوم صاحب المحل يديهو ليهو وأشياء كثيرة بتحصل في سوقنا ده.
* مقاطعة.. ما شايف إنو أصحاب المحلات كتروها شوية معانا لما الناس بقت محترفة في السرقة عشان تاخد حقها منكم؟
– هنا لم يتمالك نفسه من كثرة الضحك لكنه أجاب: حكمة ربنا حصلت هنا (عملو نفسهم مفتحين طلع في ناس مفتحين أكتر منهم)ـ لكن نحنا الحمد لله هنا بنخاف ربنا ودايرين نكسب لقمة عيشنا بالحلال.
* إنتو بتتعاملوا مع سوق (المواسير)؟
– فعلاً في جهة بتتعامل مع السوق ده ونحنا الحمد لله ما حصل إتعاملنا معاهم نهائي.. مضيفاً: في شركات متخصصة في الحاجات دي تسمى شركات التجميع بالإضافة إلى أن في بعض المحلات بتتعامل معاهم.
* قاطعته.. شركات التجميع دي شنو وضح أكتر؟
– أجاب قائلاً: في شركات بتجمع الأجهزة يعني في بعض المكنات بعد ما تنتهي وتقيف بتمشي لي شركات مختصة تقوم بإعادتها مرة أخرى وتباع في السوق على أنها أصلية والناس تشتري الجهاز على أساس إنو جديد وهو في الأصل يا نسخة (copy) يا (مجمع).
* إنتو ماسكين السوق على حسابكم بإعتبار إنو ما في زول يعيش من غير تلفون الزمن ده؟
– قائلاً الحمد لله وماشي الحال ونحنا بنتعب وبنجتهد وأكيد في مقابل بس أصعب حاجة فيها (قعدة الكرسي) لكن إذا إتعلمتها وأتقنتها وإجتهدت (بتمشي معاي زي العسل) وأجمل حاجة عندنا شغلنا ما مقيد يعني ممكن أجي الصباح أو الظهر.
* مقاطعة.. بتقول مشكلتكم الزمن وأنتم بتسببوا براكم؟
– أجاب مسرعاً: لا.. لا والله بس الواحد شوية بياخد راحة عشان الشغل مجهد شوية (يعني بتجدد النشاط شوية ما أكتر).. وأضاف قائلاً: بنعمل كده إذا في مواعيد محددة أكيد ما بنتجاوزها لأنو دي سمعة المحل ما بنلعب فيها.
حاورته: مودة جعفر- السياسي
أحسن ليه من الوظيفة لأنه المبلغ الذي سوف يتحصل عليه في أسبوع”مثلاً” سيكون أعلي بكثير من راتب شهر في الوظيفة .. وآهو كل عمل وعمل شريف ” لئن يحتطب أحدكم خير له من أن يسأل الناس… “