محمود الدنعو

المغرب باتجاه أفريقيا


أنهى الملك المغربي محمد السادس جولة أفريقية ناجحة قادته إلى السنغال وغينيا بيساو والكوت ديفوار والغابون مواصلاً نهجه في الانفتاح المثمر على القارة الأفريقية والتجسيد العملي لحوار وتعاون الجنوب الجنوب. خالد الشكراوي، رئيس معهد الدراسات الأفريقية بالرباط، وفي حوار مع (إيلاف) وصف توقيت الجولة بالمهم للغاية، وأنّ الملك يؤسس لعلاقات جديدة واستراتيجية مع القارة الأفريقية لا تقف عند الربح الآني.
أما لماذا التوقيت مهم للغاية؟ يفصل خالد الشكراوى، قائلا: الزيارة الملكية للبلدان الأربعة في أفريقيا تأتي في وقت مهم للغاية، خاصة مع ما تعيشه هذه القارة من عدة مشاكل أمنية واقتصادية وتعثر تجارب ديمقراطية، كما أنها تأتي في وقت تعيش فيه القارة نوعا من الانحسار الاقتصادي، خاصة في علاقتها مع الشريك الأساس ألا وهو أوروبا، الذي يعيش أزمة خانقة، إلى جانب زيادة اهتمامه بالشرق الأوروبي والشرق الأوسط أكثر من القارة الأفريقية.
أفريقيا حاضرة بقوة في أجندة السياسة المغربية الخارجية وجولات الملك محمد السادس المتكررة إلى أدغال أفريقيا، تهدف بالأساس إلى تكريس مبدأ التعاون بين دول الجنوب، وتوفر من خلال الشراكات الاقتصادية مع دول القارة الكثير من فرص العمل، وتساهم فى تنمية القارة الأفريقية، وبذلك تساهم المغرب بشكل أو بالآخر في خفض حدة الهجرة غير الشرعية من أفريقيا إلى أوروبا، وهي أزمة أعيت الدول الأوروبية في معالجتها، ويتضرر منها المغرب أسوة بدول حوض المتوسط كمعبر ومستقبل لأفواج الباحثين عن فرص للعبور إلى الضفة الأخرى من المتوسط.
إذن، التزام المغرب تجاه أفريقيا التزاما بالتنمية والاستقرار في هذه القارة وبأحياء الترابط والتواصل على المستوى الثقافي والشعبي بين أطراف القارة ولدى ملك المغرب رؤية في خصوصية العلاقة مع أفريقيا والتزام شخصي بدعم التنمية والنهضة بالقارة، أعلنها في رسالة وجهها إلى منتدى (كرانس مونتانا)، الذي انعقد مؤخرا بمدينة الداخلة المغربية، وهي رؤية قائمة على ركيزة أساسية هي تعاون الجنوب الجنوب، وهو نموذج الشراكة متعددة الأبعاد، القائمة على تعبئة العديد من الأطراف، الذي يتوجب علينا المثابرة من أجل النهوض به، لتحقيق المزيد من الرخاء والنماء في أفريقيا.. إن قارتنا هي التي دفعت أكثر من غيرها الثمن غالياً، خلال فترة الاستعمار، وإبان الحرب الباردة، ولا تزال تعاني – للأسف الشديد – من آثارهما إلى يومنا هذا.
وقال في خطابه أمام الجمعية العامة الـ69 للأمم المتحدة إن “العالم اليوم في مفترق الطرق.. فإما أن يقوم المجتمع الدولي بدعم الدول النامية، لتحقيق تقدمها، وضمان الأمن والاستقرار بمناطقها، وإما أننا سنتحمل جميعا، عواقب تزايد نزوعات التطرف والعنف والإرهاب، التي يغذيها الشعور بالظلم والإقصاء، والتي لن يسلم منها أي مكان في العالم”.


تعليق واحد

  1. لم أرى شعبا يحب رئيسه كما الشعب المغربي ولم ارى رجل له بعد نظر مثل الملك المغربي ولم أرى شعب متسامح مع الأفارقة مثل الشعب المغربي.