المهندس الصافي الجعفر : لن أنكر تاريخي.. أيام الانقسام التقيت بالترابي وقلت له نعم لتقويم الدولة لا لتقويضها
ثمة حاجة ملحة الآن لاستنطاق المهندس الصافي جعفر، لا شك في ذلك، بوصفه رجلا ملهما ومتأملا، وبوصفه قريب عهد بالدولة ومفاصلها، منذ خطاب الوثبة ظل شيخ الصافي يراقب ويحدق في ما وراء السطور، تأملاته انبثقت عنها ورقة حول (أدب الحوار في القرآن الكريم).. ليسند بها ظهر قضية الساعة، الصافي يستمد طبعه من اسمه فيبدو نقياً مثل الثلج، هو مزيج من الشعر والتصوف والمحبة، تستمع له فتطرب ويستميلك على نحو باهر، حلق معنا في عدة قضايا، وكانت داعش ووحدة الإسلاميين وعلاقة كبار المفكرين بالحركة، محور الحديث.. بدا شيخ الصافي ينهل من نبع كبير، ويحاول التأصيل لمشروع الحركة الإسلامية ومسعاها الأخير مع القوى السياسية، وبدا أيضاً أنه حطّاب في اللغة، ودرويش في ملكوت الخالق، مرت اللحظات والحوار في التاريخ والناس والأشياء يمضي في مبنى هيئة الذكر والذاكرين المقر الذي يقبع فيه شيخ الصافي بجلباب أنيق ورأس يكسوه أشعر أبيض خفيف، كان متفائلاً على غير إطلاق، وحذر في رسم مسارات العبور، قال إن وحدة الإسلاميين صعبة ولكنها ممكنة، ووصف الشباب المتعاطفون مع الدولة الإسلاميين بالإخلاص مع حاجة للمراجعة وبذل وصفة لانتشالهم من الأفكار المتطرفة، واعتبر صمت البشير وراءه عمل كبير لإصلاح الحال، فإلى مضابط الحوار.
+ شيخ الصافي ظل مختفيا تماماً عن المشهد العام في الفترة الأخيرة.. أين أنت؟
ما أفتكر نفسي مختفي، لكن مرات الحراك بياخد أشكال مختلفة، وحياة الإنسان بتتحرك يمنة ويسرى وكل مرحلة يكون عطاؤها من نوع معين.
+ الحديث عن الإرهاب الآن يتلبس العالم ويتحمل الإسلاميون الوزر الأكبر؟
الإرهاب كل زول بيبغضه، والحس البشري ميال للسلامة والدعة، بطبيعة الآدميين، نحن عايزين نحارب الرهاب ولكن ليس بأجندة صهيونية وأمريكية، وفي كثير من قضايانا نحن بنخدم أجندة آخرين بتلبيس في الفهم فنضيع قضيتنا.
+ بماذا تفسر ما يحدث في البلاد العربية والإسلامية؟
_ هو أقرب إلى مسرح اللامعقول
+ لو سألنا شيخ الصافي من أين جاءت داعش.. فبماذا يجيب؟
_ داعش بدأت جماعة سنية عندها رأي سياسي ومظاهرات، وعندما اصطدمت بواقع الحكومة العراقية والتصفيات الحاصلة لأهل السنة، ما كان عندها غير تتلبس العنف.
+ ولكن داعش الآن لا تهدد مذهبا طائفيا محددا وإنما خطرها يحدق بالجميع؟
_ نحن عشان نحارب داعش هنالك أمرين، خلل في الفهم والإدراك يحتاجوا فيه إلى مراجعات، الأمر الثاني فيهم كمية من الناس مخلصين.
+ كيف مخلصين؟
_ تخيل شخص يدفع بنفسه للموت، مثل هذا لا يمكن أن تقول إنه منافق، وبالتالي لازم تحصل مراجعات كبيرة وعلاج للدوافع الحقيقية التي أظهرت التطرف والغلو.
+ إذن.. ما هي الدوافع الحقيقية؟
_ في ظلم حاصل وعدم عدل وسكوت من الحكومات على هذا الظلم.
+ إلى ماذا سينتهي هذا الرعب الداعشي وأنت رجل صاحب خيال؟
_ من التحقيقات الأزعجتني ناس الجزيرة عملوا استفتاء: (خير لكم الحكومة العراقية أم داعش؟) واكتشفوا أن أكثر من سبعين في المائة اختاروا داعش!
+ إلى ماذا تعزو ذلك؟
_ إلى أشواق الناس للعدل والمثال، رغم إن فهمهم غير مقنع بالنسبة لي.
+ لماذا ظهر هذا التطرف الآن؟
_ أنا برضو مشغول بالسؤال دا، وأيضاً لماذا خطط له أن يظهر في الشرق؟
+ هل تتوقع أن تنتهي داعش أم تتمدد أكثر وتتسع رقعتها؟
_ والله أعتقد إنو نفسها ما طويل.
+ لماذا؟
_ لأنها ردود أفعال، وهنالك مستجدات وحراك عالمي.
+ داعش بدأت تجتذب أبناء شخصيات اعتبارية؟
_ أنا لاقيت سودانيين عندهم ميل للأمر هذا، حتى واحد أبوه بحكي إنهم قالوا لولدهم تعال: قال كيف أجي أموت في حادث حركة في شارع عبيد ختم وأنا قدامي جنة معروضة؟
+ لكن كيف تمكن التطرف من الدخول إلى المجتمع السوداني وهو مجتمع معروف بالتسامح والاعتدال؟
_ أنا مندهش إنو هؤلاء أبناء ذوات، وما مكن نقول الفقر هو الذي دفعهم، لكن الجانب الروحي جزء من تكوين البني آدم، وقد نفخ الله فيه من روحه، حتى المحققين يقولوا ليك خاصية المعاني الكبيرة في الإنسان مرجعيتها الله، وشوق الإنسان لهذا شيء طبيعي، فعندما يسرف الإنسان في المادة ويجد نفسه فارغا يشتط في ولائه للروح.
+ الدولة الآن قلقة على انتشار الفكر التطرفي، بالنسبة لك وأنت موجود في هيئة معنية بالتسامح والذكر كيف تنظر له؟
بالنسبة لي أنا منزعج، لكن أفتكر علاجها يأخد خطين، الدولة تأخذ ترتيباتها الأمنية لأنهم برضو ممكن في النهاية يشكلوا خطورة، ومع ذلك تبدأ مراجعات فكرية، وطرح للوسطية.
+ لماذا الوسطية بالتحديد؟
نحن مهندسين والوسط عندنا أقوى نقطة، والوسط هو العدل في الأشياء، ولذلك نشر الفكر الوسطي وتجديد الخطاب بالنسبة للشباب مهم، لأنهم برضو عندهم منطق وحيثيات ويتميزوا بكثير من الإخلاص لكنهم يفتقروا للرأي الراشد.
+ دائما بتضرب مثالا بصلاح أحمد إبراهيم ويبدو أنك معجب به وهو اليساري العتيق؟
نحن اتعاصرنا في أكتوبر وكان هو في خندق اليسار، فكتب يصف الشعب السوداني ومن حيث يدري أو لا يدري استعمل مفردات أصيلة في الإسلام، مظهره السياسي أظهر من إرثه، فقال: أعرفهم الضَامرين كالسياط، الناشفين من شقا، اللازمين حدَهم الوعرين مُرتقى.. أعرفهم كأهل بدرٍ شدةً، ونجدة، وطلعة، وألقا.
+ حصلت تحولات عميقة في شخصية صلاح أحمد إبراهيم، وفي أواخر أيامه عاد للسودان وكفر بالماركسية تقريباً وكان معجبا بقوافل المجاهدين، هل كان ذلك صحيحاً؟
نحن كنا في المؤتمر الثانوية طلاب وهو كان بحاضر في الأحفاد، وصلاح من يومه أنا كنت عندي فيه نظرة، أنه عميق، وعنده خيال واسع وفيه صفاء، حتى في ماركسيته كان صادقا واستهوته مقاومة الاستعمار، في ذلك الوقت الإسلام المتيقظ بدأ، صلاح وبقية الشباب مع خلفياتهم ذهبوا لمقاومة الاستعمار بروح شيوعية ثائرة .
+ الطيب صالح كذلك في آخر أيامه بدا متصالحاً مع الإنقاذ وكان ضد مشروع الحركة الشعبية وامتدح البشير، فهل يعني ذلك أنه تخلى عن عبارته الشهيرة: “من أين جاء هؤلاء؟”
_ الطيب صالح في فترة شبابه ضرب آفاق الأرض والأفكار، وكان أقرب للحرية ولذلك لم يتقيد بجماعة، تقيد فقط لفترة بسيطة مع الحركة الإسلامية في الثانوي، وهو في النهاية نسيج كرمكول ومدائح حاج الماحي والخلاوى والطمبور، وابن الادارسة الصالحين، ونحن عندما تنزلنا من صفويتنا اقتربنا منه.
+ بنفس الحال الدكتور منصور خالد ظل يلبي في الآونة الأخيرة دعوات الإسلاميين وكان حضوراً في صوالينهم وفي إفطار ود إبراهيم الذي ناصبه العداء.. كيف تقرأ ذلك؟
أنا بعزوها لعملية النضج في البني آدم، والبني آدم أصلاً متطور، وود إبراهيم تجاربه مجاهد والفواصل واضحه عنده، لكن المجاهد في النهاية اتوطن في المدينة، ومنصور مثقف وقد أعاد قراءة موقفه من غير ما يقول ذلك، وحتى نحن قبل عشرين سنة ما كان عندنا هذا الفكر.
+ هنالك إفادة مهمة لمنصور وقد ذكر أن المجتمع السوداني مارس الرق ولا بد أن يعترف بالمسألة دي حتى لا يفر كل شخص بجريمته.. ما رأيك أنت؟
_ الرق بدأ مع أوائل العصور الإنسانية، وأملته الاحتياجات الاقتصادية في التجارة والزراعة، الإقطاع كله قام على ذلك.
+ أمريكا اعترفت بالممارسة والتاريخ المخزي وانتجت أفلاما عن ذلك وتطهرت وسنت قوانين جديدة؟
نحن في السودان بالمثل، وبأثر الإسلام علينا، الرق كان موجودا لكن ما كانت المعاملة بالصورة الصعبة وفيها انتهاك، وبعدين الحكومة الإنجليزية قراراتها كانت رمادية في محاربة الرق، وبالمصاهرات أنتجوا نسيجا وبقى جزءا من الواقع، وطلعنا قمما في الفكر والسياسة والفن، ودا ذاته اعتراف ضمني بأننا أخطأنا.
+ ما بتفتكر أن انفصال الجنوب كان ثمنا دفعناه لتلك الممارسات، سواء أكانت رقا أو استعلاء ثقافيا؟
_ صحيح والجنوبيين بيفتكروا إننا مستعمرين، الغريبة أنا وقع في يدي كتاب عن الرق للراحل محمد إبراهيم نقد سكرتير الحزب الشيوعي، وهو من أخطر الكتب.
+ ما الذي استوقفك فيه؟
_ هو كتبه أيام الاختباء، ولذلك فيه أناة وبحث، والحكاية دي معلومة، وأفتكر نحن حتى في (حلالنا) في الشمال تلقى الأحياء التي كانت لها علاقة بالمسترقين اندمجت في الحِلة، وحصل تداخل وتزاوج، والسماحة الموجودة عند السودانيين ما خلت المسألة تبرز وتضطرنا أن نأتي في كرسي اعتراف.
+ ندلف إلى محور آخر.. هل يمكنك أن تصف لنا هذه المرحلة التي نحن فيها؟
_ نحن الآن في مرحلة تشكيل، والتشكيل دا بالمناسبة على مستوى الشعوب بيأخد زمن.
+ ما هي حيثيات ذلك؟
الأتراك فرضوا الوحدة دي، وفي الآخر جات الجنينة من الحكومة الفرنسية وكسلا من الإيطاليين، والإنجليز قسموا المديريات تقسيما إثنيا، دار فور ودار حامد ودار زغاوة، وهي كرست للمشكلة، وعندما جاء حكم النميري أعاد تقسيم المديريات، وانتعشت مشاعر المحلية.
+ وعندما جاءت الإنقاذ ما الذي حدث؟
جينا نحن ودا اعتراف مني، الشغل دا وسعناه وقنناه بنص الدستور، يبقى الوالي لازم يكون منتخبا من الولاية، معناها من قبيلته وناسه، وفي النهاية الأخ الرئيس من ضمن مراجعاته المحدودة انتقد التجربة دي، وطبعا العلاج ليس قرارات التعيين.
+ عفواً.. أنت ارتضيت الوالي يعين من خارج الولاية، ولكن نفس التكتلات ممكن تمارس عليه ضغوطا وتخضعه لرغباتها؟
دي برضو كانت مطروحة أمام الناس يتخذوا فيها قرار، لكنهم كانوا بيعمدوا لأخف الأضرار، صورة التعيين ليست الصورة المثالية لأن المجلس التشريعي منتخب، والقوة دي تخليه إما ينساق وراه أو يطالب بالتغيير، ولكن ماذا نفعل؟ نحن نريد أن نزيل بعض التشوهات، الإسلام والطرق الصوفية كان ممكن تلعب دور، الخلوة كان فيها الفلاتي والزغاوي والشايقي والبجاوي .
+ متى نتخلص من القبلية؟
بالمناسبة القبلية ليست سبة، السبة هي التعصب لها، مثل الفكر، متى تعصبت له يحجبك عن الضوء ويصبح حالة مرضية، لكن القبلية محببة وفيها جوانب مشرقة.
+ بعد (25) عاماً بدا أن هنالك تململا من حكم الإسلاميين وضنكا في العيش.. ألا تقر بذلك؟
والله شوف، الإنقاذ دي الأخ الرئيس لخص تاريخها وقال: السودان دا زي جنازة البحر، يعني مشاكل أين ما ذهبت، وأعتقد أن الإنقاذيين فرضت عليهم الضرورة القيام بانقلاب وسط خضم من الانقلابات، قد لا يكونون مهيئين التهيئة الكاملة للحكم، لأن أغلب وقتهم كانوا في المعارضة، وأنت في المعارضة (لسانك بكون غليد).
+ ألم يكن أجدى أن يكون التغيير عبر صناديق الاقتراع؟
في الحقيقة كانت هنالك مدرستان داخل الحركة الإسلامية، في مدرسة كانت بتفتكر إننا قربنا نصل عبر الصناديق وأصبحنا قوة، والرأي الآخر تقديراته آنية وكانت بتسوقه مخاوف داخل الجيش من حدوث انقلابات تستوجب الاستعجال أو كان ممكن يجي انقلاب يرجعهم نمرة خمسة، وبالأدب القدري بنفتكر إن دا ابتلاء.
+ من هي الأسماء التي رجحت رأي الانقلاب.. بصراحة؟
_ والله السؤال دا فيه كشف للمستور.
+ هنالك رواية تتحدث عن خيانة، بحيث أنه كان من المفترض بعد أشهر قليلة أن يخرج الترابي من السجن وتعود بعض الشخصيات من الخارج لتتولى عملية التحول الديمقراطي والانفتاح، فيما حدث انقلاب على الانقلاب؟
والله دي اجتهادات، وأنا ما أزعم أني محيط بكل ما حصل، وقد سمعت هذا الكلام، لكن ما افتكر كلمة خيانة في أول العهد حدثت بتلك الصورة، ولكن هنالك تغيير طرأ في الاستراتيجية وأهداف المرحلة، وكانت هنالك مؤثرات إقليمية وعالمية، وفي مرحلة من المراحل قد لا يكون الخط الذي رسم من الأول مضوا فيه .
+ الآن أشواق الوحدة بدأت تتجلى، والترابي أعلنها صراحة بأن الوحدة قادمة ووضع لها سقفا زمنيا، فهل حدوث وحدة أمر ممكن؟
أخونا حسن الترابي هو مفكر، والثبات ليس من شأن المفكرين، هنالك متغيرات ومراجعات، ودا حراك إيجابي، والآن كل الإسلاميين بدأوا في مراجعة التجربة، وأنا سعيد أنني عشت حتى رأيت الناس يراجعوا وهذا يدخل في إطار التواصي بالحق.
+ إلى ماذا ستفضي تلك المراجعات؟
ستفضي إلى تلطيف المناخ السياسي عامة، يعني انعكاسها حتى مع المعارضة، وسيكون لها أثر إيجابي في عملية الاستقرار السياسي والاقتصادي، وأفتكر لو نسقنا مواقفنا وطلعنا بالقواسم المشتركة نكون حققنا المطلوب، فهناك تراكمات ومرارات كثيرة، والانقسام هز الثقة في المؤسسة، وترك أثره وليس حال الصفاء مثل ما كان من قبل، ولذلك (السمكرة) بتكون دايرة ليها وقت.
+ ما الذي فهمته عن (النظام الخالف) الذي أطلقه الترابي؟
هو طبعاً يحرص على أن يلعب دوره، ولعب دورا في ما مضى وحريص على أن يواصل، والنظام الخالف في حقيقته يريد أن يجمع كل أهل القبلة في كيان واحد، وهي مسألة ما عايز أقول ليه صعبة المنال، لأن القرآن أخبرنا “ومن آياته اختلاف ألسنتكم وألوانكم”، وعبقرية البشر قائمة على التدافع..
+ كأنك تستصعب نجاح مهمة الترابي؟
أبداً، وأفتكر السعي ليها يفترض يبقى همنا كلنا.
+ لكن الترابي الآن يدفع لوحده، ولم نعد نسمع بعلي عثمان أو أمين حسن عمر أو حتى شيخ الصافي؟
أنا بفتكر كونه يطرح إنو عايز يجمع، ويجمع لازم يلتقي بهم كلهم، وهي مسألة طويلة، نحن نأمل أن يوفق في طرحه لأنه يخدم قضية الإسلام، ولكن عندما نأتي لتداعيات الواقع بنلقى الأمر دا يحتاج إلى زمن طويل.
+ العلاقة بين الترابي وشيخ الصافي غير مفهومة.. ويبدو أن الشعبيين كانوا غاضبين من موقفك ومن عبارة جاء الحق وذهب الباطل أيام المفاصلة؟
جاء الحق وذهب الباطل التي أغضبت الشعبيين جاءت من الهتاف، وهو إرث الحركة، وفي كل لقاء كنا بنردده، ولم يكن مصوبا على المافصلة بأن هذا باطل محض وهذا حق محض.
+ هل التقيت بالترابي بعدها وماذا دار بينكم؟
وقتها عندما طرح الأمر بأن تبقى أو تزول الدولة التقيت بالترابي، وقلت له نعم لتقويم الدولة ولا لتقويضها، وافتكر (تهبش) الدولة هذا هو الباطل، وهو نفسه اعترف وأبدى خوفه وقال إنو الشغل داك كان باطل، والغريبة ما انقطعت علاقتي الاجتماعية معاه، ودا كان تباين في وجهات النظر وأنا لا أنكر تاريخي.
+ دعني أسألك أخيراً عن الرئيس البشير، في الفترة الأخيرة بدا صامتاً وزاهداً.. فما الذي يفكر فيه؟
والله هو يتحمل مسؤولية كبيرة، وأنا كنت أعلم أنه كان ميالا لأن لا يأتي، وأنا كنت ميالا لتأييد رايه بأن لا يأتي، بعدها جاءت حيثيات ومعلومات محلية وإقليمية، جعلته يقبل بالتكليف، الشاهد أن البشير عندما تحمل المسؤولية الأخيرة شعر بأنه في هم كبير، وإنو دي آخر جولة له، وبالتالي لازم يصلح في الحال، والإصلاح هو الهم الكبير الذي يدفعه للسكوت، والآن هو دائم التفكير، حتى أنه يقول إن أخوانه ورطوه في الحكاية دي، بخلاف أثر السلطة والمال على الإسلاميين، وحتى ينتخب الرجل الصالح في المكان الصالح، دي القضايا التي تشغل تفكير الرئيس
اليوم التالي
يالله تخيل رئيس دولة يشبه بلدوا بى أنها جنازة بحر طيب يا كيزان يا وسخ البلد دى الانتهى منها وخلاهم جنازة بحر منو غيركم وانت يا الصافى جعفر أخبار مشروع سندس شنو
كلام جميل يا الصافي وقد استمتعت بتأملاتك الصباحية الفكرية حول القرآن الكريم على إحدى الشاشات السودانية , وأريد أن أعلق على قوله : إن الإنجليز قسموا السودان إلى مديريات إثنية وقبلية ومثّـــل على ذلك ب: دارفور ودار حامد ودار زغاوة , ولكن المثال لايصدق على شيء من ذلك ف دارفور ليست كلها بل ولا عشرها لقبيلة الفور بل إن قبيلة الفور /وهي قبيلة عظيمة ولها تاريخ مجيد / هي جزء من مكونات دار فور فقبائل دارفور كثيرة ومنها قبيلة الزغاوة أي أن (دار زغاوة )جزء من مديرية دارفور كما أن دارحامد ليست مديرية وإنما هي جزء من مديرية كردفان في جزئها الشمالي وهي نظـــارة , ورئاسة النظارة في بارة (وام سعدون ) وكلام الصافي في هذا الصدد اقتضاه الاستطراد التأملي والأدبي وليست المعرفة عن كثب , فربما أنه لم ير هذه المناطق التي تحدث عنها ولذلك كان كلامه سوريالياً !! وأعجبني رأيه في الشاعر صلاح أحمد إبراهيم وذكره للأبيات الجميلة من القصيدة , فصلاح شاعر مرهف ورقيق ولم يحتمل حتى ما سمع من قول غير دقيق قاله الرئيس جعفر النميري عنه فقدم استقالته من السفارة السودانية إلى الجزائر وطار إلى فرنسا !! ألا رحم الله أمواتنا ورحم صلاحاً وجعفراً الرئيس
رجع قرووووووووووووش المغتربين الغلبانين المساكين من مشروعك الفاشل (سندس) وتاني اتكلم عن الدين …….. قال شيخ ………؟؟؟؟؟؟؟؟