منوعات

الحناطير.. اندثار العربات المزركشة التي تجرها الخيول.. صناعة حسب الطلب

سابقة من القرن الماضي، فيما يرى بعض المهتمين أن أصل صناعتها يعود إلى عهد الحضارة المصريه الفرعونية القديمة.
انتشرت الحناطير في السودان لفترة ثم اندثرت مع العوامل الاجتماعية الثقافية التي تستحدث من وقت لآخر، حيث كانت تستخدم في عدد من المناسبات إلا أنها في الأساس تعتبر وسيلة مواصلات حيث العربات ذات العجلات ويجرها وحصان أصيل.
أشكال عديدة
ما يميز الحناطير أنها كانت في أشكال وألوان جميلة حيث تنقسم إلى نوعين أحدهما الملكي حيث تقوم عدد من الأحصنة بجرة بجاب العادي وهو يجر بحصان واحد، وما يميز الحنطور الملكي عن العادي تلك الزينة التي تكون أكثر وأجمل والألوان أزهى مما لدى الحنطور العادي.
قبلة السياح
على شارع الموردة العريق وتحديدا عند حي الضباط يقع دكان آدم الذي اشتهر بصناعة الحناطير في منتصف الخمسينيات إلا أنه لم يورثها لأحد أبنائه أو أحفاده، وعن الحناطير بأم درمان وعن صناعتها يحكي أحد أفراد الحي، موسى ذلك السبعيني الذي عاصر حقبا اجتماعية مختلفة حتى وقتنا الحالي قائلا: في أواخر الخمسينيات عندما كنا صبية أتذكر أن أم درمان كانت عبارة عن عدد من الأحياء والمنازل المتباعدة ولم تكن هناك وسيلة مواصلات غير (الحمير) إلى أن تطور الوضع قليلا وظهرت الحناطير عند الأسر المقتدرة، وما قبلها كانت الحناطير في الأحياء عبارة عن سيارات خاصة للطبقة المتوسطة قبل أن تنتشر العربات الصالون بينما وسيلة نقل الأسر الفقيرة (الكارو) مشيرا إلى أنها كانت غالية وسعرها يقارب سعر السيارات حاليا وأوضح أنها اندثرت بشكل مؤكد في الخرطوم، موسى يؤكد أن الحنطور كان يستخدم في نقل السياح من مكان لآخر متجولين في أم درمان بحسبان أنها مدينة تاريخية تتمتع بتاريخ عظيم حيث يوجد أحد الحناطير الخاص بغردون باشا في متحف بيت الخليفة بأم درمان.
ورثة قيمة
ومن ناحية أخرى وفي الخرطوم (2) قرب حديقة القرشي يوجد حنطور يحتفظ به صاحبه للذكرى والتاريخ كما يوجد في منطقة الفتيحاب حنطور لصاحبه ذي الأصول المصرية الذي يحتفظ به لأغراض تجارية حيث يقول (مؤمن) إنه يقوم بتأجيره لبعض الأسر الغنية التي تسعى للرفاهية ولفت الانتباه والبهرجة حيث تقام زفة العرسان على الحنطور كنوع من التقاليد القديمة خصوصا وأنه ظهرت في الفترة الاخيرة عدة أنواع من الطقوس وزفات الأزواج كالهودج حيث تزف العروس محمولة على هودج وهي أيضا عادة قديمة، كما يستخدم الحنطور في مناسبات الختان ونقل الموتى سابقا وحديثا ونقل الشيلة والزفاف وتخريج الرياض.. وأشار إلى أنه ورث الحنطور عن جده المصري الذي توفي ودفن بأم درمان أثناء الحكم التركي المصري.. وأشار إلى أن والده احتفظ به للذكرى إلا أنه استغله للإيجار في محاولة لإحياء سيرته.
محاولة تشكيل
وفي السياق يقول الحداد (أشرف): صناعة الحناطير تطورت ولم تعد تحافظ على شكلها الجميل القديم لأنها تأتي مستوردة حسب علمي إلا أننا كحرفيين نقلد صناعتها فقد خضت تجربة صناعة الحنطور إلا أنه كلف صاحبه قرابة (5) آلاف جنيه من غير الحصان، وأشار إلى أن صناعتها تستغرق زمنا طويل بجانب الزينة التي تزين بها فهي مميزة عن الزينة العادية للعربات، وأشار إلى أن أصعب مراحل صناعة الحنطور هي التنجيد الذي يمر بعدة مراحل، وأشار إلى أنه قام بتصنيع حنطورين فقط أحدهما لثري صاحب مزرعة وآخر يعمل منظم أعراس، بجانب ذلك يؤكد اشرف أن الحنطور بشكله القديم يمكنه حل أزمة المواصلات إذا وافق الناس عليه فهو مصنع من أشياء بسيطة ربما يرفع من سعره ثمن الحصان فقط.

اليوم التالبي