محمود الدنعو

تفسير كلام الحوثي


صرح زعيم المتمردين الحوثيين في اليمن عبد الملك الحوثي أمس الإثنين أن “الحلول السياسية متاحة وممكنة” لوقف النزاع في بلده، مؤكدًا أنه يرحّب “بكل جهد ومسعى” من أي طرف عربي محايد أو دولي. وقال عبد الملك الحوثي في كلمة بثتها قناة المسيرة الناطقة باسم ميليشيا الحوثيين: “نحن في هذا السياق نرحب بكل جهد ومسعى في هذا السياق من أي طرف من الأطراف العربية المحايدة أو الأطراف الدولية”. أحيانا ولمصلحة التحليل السياسي يحتاج المرء إلى تفسير وتوضيح إضافي من صاحب التصريح محل التحليل رغم أنه مفهوم وواضح من الناحية اللغوية، ولكن المدلولات السياسية تبدو غامضة وشائكة لمن يرغب في تحليل للوقائع، زعيم الحوثيين يجنح إلى السلم إذن وأن الحلول السياسية لا تزال ممكنة، فهل تبع ذلك على الأرض بخطوات تؤكد على الأقل ولو جزئيا صدق النوايا في ذلك التوجه نحو السلم والانفتاح نحو الحوار المزعوم من زعيم المليشيا التي رفضت قبل أيام الالتزام بالهدنة الإنسانية التي أعلنها التحالف العربي لتوزيع مساعدات إنسانية وطبية للشعب اليمني المنكوب. ويطرح هذا التوجه الغامض من الحوثيين نحو القبول بالحوار والحل السياسي عدة أسئلة حول الدوافع الحقيقة لإطلاق تصريحات كهذه، فهل هي ردة فعل تكتيكية لفقدان السيطرة على عدن وانتصار المقاومة الشعبية هناك أم هي رسالة بعلم الوصول إلى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عشية اجتماع في الدوحة بينه ونظرائه في الدول العربية الخليجية يفترض أن يتطرق فيه إلى الاتفاق الدولي حول الملف النووي الإيراني والوضع الإقليمي بما في ذلك الأزمة في اليمن. سقوط عدن شكل ضربة قوية للحوثيين، فقد انتشر 3 آلاف جندي يمني موالين للرئيس المنفي عبد ربة هادي منصور، بمعداتهم العسكرية، أمس الإثنين حول مدينة عدن لتأمينها بشكل كامل من أي محاولة للحوثيين لاستردادها، ورغم تقليل زعيم الحوثيين من أهمية تحرير عدن عندما أشار في خطابه الأخير، بشكل غير مباشر، إلى التقليل من أهمية الخسارة في عدن، قائلا إنه “حدث جزئي عارض”، وإن تلك “التطورات يعدها الآخرون مكسبا”، رغم التقليل ولكنها تظل هزيمة وضربة موجعة لطموحات الحوثي ومؤشر مهم – بحسب بيان البرلمان العربي – على مدى التقدم الذي تحرزه قوى التحالف العربي والمقاومة الشعبية على الأرض ضد مليشيات الانقلاب الحوثي. المحلل السياسي اليمني عبد الله إسماعيل، في حديث خاص لصحيفة الوطن المصرية، عدَّ خطاب زعيم الحوثيين تعبوياً موجهاً لأتباعه في محاولة منه لرفع روحهم المعنوية بعد هزيمة عدن، مشيراً إلى أنه لأول مرة الحوثي لم يتحدث عن الثورة وكان خطابه عبارة عن الجنوح إلى مخاطبة أتباعه.


تعليق واحد

  1. هذا الرافضى المجرم والمختل عقليا اوشكت نهايته بعد تحرير عدن وسقوط قاعدة العند فى ايدى المقامة وتحرير لحج