إبراهيم غندور: توجهنا الأفريقي ليس جديدا
على عجل جرى هذا اللقاء القصير مع البروفيسور غندور وزير الخارجية في مكتب السفيرة أميرة قرناص بروما خلال زيارة السيد الوزير لإيطاليا مؤخرا.. تطرقنا فيه لثلاثة محاور تشد الساحة السياسة الآن. أولها يتعلق بزيارته لغرب أفريقيا والثاني دار حول لقاء الوزير بأوباما ضمن آلية الإيقاد والثالث يتعلق بجهود الحوار الوطني.
* أولى زياراتك الخارجية قمت بها لدول غرب أفريقيا.. هل يشي ذلك بتوجه جديد في السياسة الخارجية؟
العلاقات الدولية كلها مراتبطة ولكن هناك أولويات تبدأ بالإقليمين الأفريقي والعربي ثم المجتمع الدولي. الإقليمان يمثلان عظم الظهر لعلاقاتنا الخارجية، أفريقيا تؤثر في سياستنا وتتأثر بها. توجهنا الأفريقي ليس جديدا بل هو قديم ولكن نسعى لتعزيزه من خلال التواصل المستمر. لأفريقيا تأثير كبير على علاقاتنا الخارجية وبالتالي نحتاج لتنسيق كامل مع أشقائنا الأفارقة في القضايا الأفريقية ومن المهم تنسيق سياسات القارة التي نمضى بها للعالم. العلاقات الأفريقية تمثل الدرقة لحماية القارة من التدخلات السالبة في سياساتها. لذا كان تحركنا الأخير في دول غرب أفريقيا برسائل من السيد الرئيس لتعزيز العلاقات والتفاهم المشترك، وستتواصل تلك الزيارات وفق برنامج محدد.
* هل للحكومة موقف جديد من وساطة الآلية الأفريقية المتوقفة الآن؟
لازالت الآلية الأفريقية تواصل دورها في قضايا السودان والرئيس أمبيكي وعبد السلام أبوبكر يواصلان جهودهما في بحث القضايا التي يملكون فيها تفويضا من الاتحاد الأفريقي. مبدأ نحن نريد أن تظل قضايانا السودانية سودانية ولكن إذا كان لابد من تدخل أفريقي فليكن بما يحفظ وحدة البلاد ويحفظ الكرامة الوطنية.
* ما هي الأجندة التي يناقشها أمبيكي وعبد السلام في الخرطوم؟.. هل من جديد؟
منذ سبتمبر من العام الماضي ليس هناك جديد في موضوع الحوار ولكننا وضعنا على طاولة قيادة الآلية مقترحا بأن يتواصل التفاوض في إطار الحوار الوطني الشامل لأننا نتطلع لحوار شامل يكون الشعب السوداني شاهدا عليه وعلى إنفاذه ولذلك قدمنا عرضنا بمشاركة الحركات المسلحة في الحوار الوطني مع توفير كافة الضمانات التي تجعل مشاركتها ممكنة.
* إلى أي مدى يمكن أن يسهم لقاء الرئيس الأمريكي مع القادة الأفارقة في حل مشكلة الجنوب؟
الاجتماع مع أوباما كان حول جنوب السودان ومعلوم لدى القيادة الأمريكية الدور المهم للسودان في السلام بالجنوب، ليس من خلال وجودنا في الآلية الأفريقية للإيقاد ولكن باعتبار أننا كنا بلدا وشعبا واحدا وباعتبار معرفتنا بكل الأطراف، إضافة لمسؤوليتنا الأخلاقية عن شعب الجنوب، لذلك تمت الدعوة للمشاركة. وجدت قضية الجنوب حوارا تفصيليا وجادا أكدت من خلاله الإيقاد التزامها بالمضي قدما مع الاتحاد الأفريقي في وضع الحلول لمشكلة جنوب السودان بدعم أمريكي ودولي.
* ما هي المقترحات التي قدمتموها في لقاء أوباما؟
ابتداء لابد أن يخاطب أي اتفاق جذور المشكلة بإشراك جميع مكونات الجنوب وكل المستويات وليس القيادية فقط. لابد من آليات لاستمرار الحلول السياسية وإعطاء أولوية لوقف القتال ووجود آلية لفرض الحلول ولكنها ينبغي أن تكون أفريقية خالصة.
* ماذا عن قضايا السودان مع أمريكا هل تطرقتم لها في اللقاء؟
معلوم أن اللقاء كان حول الجنوب ولكنه كان فرصة بالنسبة لنا لطرح وجهة نظرنا في القضايا الداخلية وعلاقات السودان مع أمريكا وقد وجدنا منه آذانا صاغية وكان صريحا في التعبير عن وجهة نظره واتفقنا على مواصلة الحوار في القضايا العالقة عبر الآليات المعلومة.
* الحوار الوطني يسير ببطء.. إلى أين يتوجه الآن؟
هناك حديث حول منتصف أكتوبر، الآن المتفق عليه أن تمضي آلية 7+7 وقيادات الأحزاب في الحوار لإقناع أكبر عدد من الفرقاء السودانيين ممثلين في المجتمع المدني والأحزاب التي وافقت على الانخراط في الحوار. إضافة إلى دعوة الحركات المسلحة للمشاركة في الحوار لحسم قضايا الأمن والسلم. صحيح هنالك تأخير ولكنه ليس تأخيرا سالبا إنما إتاحة الفرصة لجمع شمل السودانيين للخروج بحوار قوي يجمع الجميع حول طاولة واحدة ما دمنا ملتزمين بحل شامل لقضايا السودان.
* ماذا عن زيارة إيطاليا؟
علاقتنا مع إيطاليا متميزة وهي تلعب دورا مهما في التنمية ولديها رغبة في تنمية هذه العلاقات، وقد زار السودان أكثر من وزير خارجية إيطالي. الحوار دار حول القضايا المشتركة والتنسيق بين البلدين، ودور السودان فيها وناقشنا قضية الهجرة والدور الذي يمكن أن يلعبه السودان فيها وقدمت الدعوة إلى وزير الخارجية الإيطالي لزيارة السودان لمزيد من تمتين العلاقات وبحث القضايا التي ناقشناها في هذه الزيارة.
اليوم التالي