المثنى احمد سعيد

من أي كوكب هو


تولى ولاية البحر الاحمر وكانت في تردي مستمر في الخدمة المدنية وخدمة المواطن شانها شان كل السودان .. تولى امر الولاية وخزينتها فارغة ،، شوارعها متسخة اهلها فقدو الامل في من يصلح امر الولاية وخاصة مدينة بورتسودان ..
فقدوا الامل في ان يجدوا حلا للمياه او حلا للكهرباء وهاتان هما الخصلتان المتلازمتان للشعب السوداني العطش والظلام ..
تولى ايلا امر ولاية البحر الاحمر والجهل يطبق على كل اركانها والمرض يخيّم في كل البيوت .. ترحال بين مدنها واوديتها بحثا عن لقمة عيش ولا جدوى ..
تولى ايلا !! وكانت بورتسودان حاضرة الولاية قد تحولت لحاضرة الغراب واكوام الاوساخ والنفايات .. وزاد عدد مفترشي الطرق وشوارع سوقها الكبير، الذي كان في الماضي يعج بالسياح والبحارة من كل انحاء العالم ويقضون فيها اوقاتا جميلة وتعتبر فعلا محطة راحة واستجمام لهم تضاهي كل مدن الموانئ حيث كل شيء يوجد وبأسعار معتدلة وبها اناس طيبي المعشر ..
شمر ايلا عن ساعده ووضع الخطط والبرامج واختار الرجال المؤهلين بعيدا عن محسوبية او جهوية .. نزل بنفسه للشارع وراي بعينه سير العمل ..
لا تهاون .. لا تراجع في قرار كان في المصلحة العامة .. شق الطرق بني الارصفة وبنى اول كورنيش بحري في السودان فابهر اهل بورتسودان . حيث افاقوا على مكان جميل لقضاء امسياتهم ..
سفلت ايلا شوارع بورتسودان حتى اضحت تضاهي مدينة جدة فلا شوارع ترابية الا ما ندر وجعل لهذه الشوارع حدود وارصفة تحد من تغول المعتدين ..
ايلا شخص سوداني عادي مثله مثل أي والي من ولاة السودان حيث التعلم والشخصية .. حين تنظر اليه لا تجد شيء يميزه عنهم .. اذن لم كان ايلا مختلفا من بقية من عاصروه من الولاة في ما يخص العمل ؟؟. نعم كان مختلفا كليا عنهم .. فمن اين اكتسب هذا الاختلاف ؟.. انها الوطنية وانها الحس الغيور بشأن الوطن والمواطن ..نعم توفرت في الرجل مقوّمات القيادي الذي يحب بلده ويحب ان يعمل فيرى الله ورسوله والمؤمنون عمله ..
كل ولايات السودان آيلة للسقوط وتحتاج لمثل ايلا , وحدث السقوط مريعا في ولاية الجزيرة ، فارتأت الرئاسة ان ايلا هو الاقدر لا عادة الحياة الى الجزيرة وقنواتها التي يبست .. وانه الاقدر بان يعود بياض القطن ليغطي المساحات الشاسعة . وانه الاقدر ان تدب الحياة في حاصدات القمح التي صدئت ..
وصل ايلا للجزيرة ولم يتسرع الرجل في كيفية ترتيب المهام وظل يتابع ويسترجع ويقابل ويصدر القرار ويلغي قرارات ، وتعاقدات ، وايجار سيارات لا معنى له ؟..
نزل الرجل الى الشارع بعد ان اكتملت لديه الرؤية وبدأت ضربة البداية بتأهيل الطرق وتعبيدها فبلا طريق لا يمكن الوصول الى المبتغى ..
خرج اهل مدني وكلهم فرحين وعرفوا ان الرجل لمس اماكن الجرح القديم ، فمدني ارض طينية وفي الخريف يتعطل كل شيء لسوء الشوارع وارضيتها ..
ومع البداية عاد الرجل مرة اخرى للأضواء ..وقفز السؤال الملح .. :
لم ايلا فقط هو الذي يفعل هذا ويتحرك هكذا ؟؟ هل يفوز او يخص بدعم اكثر من غيره؟ ام من اين للرجل ما يحقق به هذه الانجازات ..؟؟ اذا كان هذا مقدورا لايلا فلم اخفق سابقه ..؟؟ ولم يخفق ويظل في الاخفاق حتى يتقاعد ويلزم بيته.. ؟؟ اليس هذا سؤال يجب ان يبحث عن اجابة له ؟؟
هذا الرجل ذكرني بشخصية وطنية كانت تعمل في الحقل الزراعي الا وهي شخصية الصادق بدري رحمه الله . فهذا الرجل كان لا يعرف شيء اسمه المستحيل وكان يقول طالما انك تتحرك فيمكنك ان تنجز .. واي انجاز يضيف شيء ولكن ان كنت جالسا فلا انجاز ولا اضافة ..فلذا كان رجل المهمات الصعبة في زمن نميري؟؟
حين اقارن ايلا بوالي الشمالية اصاب بحسرة ما فالولاية الشمالية امرها غريب جدا .. فهي لا في العير ولا في النفير .. اخبارها ممنوعة في التلفاز .. او تبدو هكذا الا اخبار معيّنة كالخدمة الوطنية واجتماعات اتحاد النساء وزيارة الوالي لمحلية لا يعرف الهدف منها ..
ما السبب ان لا يكون والي الشمالية كما هو ايلا ؟؟ لم لا يهم ويهتم ويسعى للتطوير ورفع مستوى معيشة المواطن الذي افتقد الكثير من المعينات للحياة .. فقر مرض .. وحزن وصفنا به سابقا المرحوم نميري مازال يلازمنا ..
الولاية ولاية زراعية وتعتمد كلية عليها فماهي طموحات الوالي لرفع الانتاج وتحسينه؟ وفتح اسواق للمنتجات البستانية خارج السودان .. ماذا فعل الوالي لتحسين نوعية التمور .. ؟ ماذا فعل الوالي في الحد من هجرة الطلاب للخرطوم .. وماذا فعل في توطين العلاج .؟؟ وماذا وماذا .. وكثيرة هي الماذا .. وانا متأكد لا اجابة لها ..
لا شيء ولا برامج ظاهرة في الافق ليحث شيء من هذا القبيل .. فالولاية معروفة انها افقر الولايات واقلها دخلا قوميا وانها الولاية التي تعتمد على اعانة الحكومة لتصرف المرتبات .. اذن اذا لا فائدة من هو يصرف المرتب فلم يتم تعينه اصلا ..
من هذا المنطلق اقترح الغاء ان تكون الشمالية ولاية قائمة بذاتها فيجب ان تعود وتضم لولاية نهر النيل كما كانت سابقا المديرية الشمالية فنوفر مصروفات حكومة كاملة يمكن توظف لخدمة المواطن .. ويمكن توفير اشياء كثيرة ويستفاد من ميزانياتها لرفعة المواطن
كل سكان الولاية الشمالية لا يتعدون الخمسة او الستة الاف فهل هذا العدد يحتاج لحكومة ولاية تصرف اكثر من دخل الولاية وبهذه الطريقة المؤلمة؟؟ ومع هذا المواطن الغلبان هو الذي يدفع لها ومن ثم يدفع ولا يجد مياه لري حوض طماطم يمكن ان يجري في عروقه الدم ..
لو تركنا للمواطن ما يدفعه وانضمت الولاية لولاية نهر النيل لحسن المواطن دخله وارتقى بحاله وصرف على زراعته ليزيد مدخوله ..
فمن أي كوكب هذا الايلا الذي اتعب الولاة المعاصرون والقادمون .. بل احرج السابقون..
وارى الحل الوحيد يتم عمل نسخة له وينقل للشمالية ..