إسرائيل خائفة من “داعش يهودية”
يعيش الداخل الإسرائيلي متغيّرا شكليا في أعقاب حرق الرضيع الفلسطيني في الضفة الغربية، يتعلق هذا المتغير بملاحقة المتطرفين اليهود، فيما يعزو خبراء هذا القرار للدعاية السيئة التي تسوّقها هكذا قضية على سمعة إسرائيل لدى الرأي العام العالمي، وتحرجها وحلفاءها.
وبات “إرهاب إسرائيلي” العنوان العريض لهذه القضية، وهو تعبير لم يُعتد على سماعه من المجتمع الدولي الرسمي أو من السلطات الإسرائيلية، وعلى رأسها رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، الذي وصف حرق الرضيع الفلسطيني بالعمل الإرهابي.
لكن واقع الحال أبعد من القضية بعينها رغم وحشيتها.
وكان أطفال فلسطينيون يقتلون في كل عدوان إسرائيلي، إلا أنهم لم ينالوا اهتمام تل أبيب أو العالم الرسمي كما هذه القضية.
واستتبع هذه القضية قرار لوزارة الدفاع الإسرائيلية باعتقال إداري لمُردخاي مئير، وهو مستوطن إسرائيلي ضالع في هجمات إرهابية استهدفت فلسطينيين في الآونة الأخيرة.
أما مراقبون، فيعزون هذا القرار والاهتمام الإسرائيلي عموماً لسببين اثنين، أولهما بدء الحديث عن إرهاب إسرائيلي وإرهاب يهودي على شاكلة داعش، وهو دعاية سيئة تحرج إسرائيل عالمياً. والثاني أن الحكومة الإسرائيلية تعتمد على الأحزاب الاستيطانية التي تؤيد بغالبيتها هذه الحكومة، بالتالي لا مجال لنتنياهو لضرب المستوطنين فعلياً، ويستبدل ذلك بالإدانات الكلامية عوض تنفيذ حملات حقيقية ضدهم.
هذان البُعدان كافيان حتى تلاحق إسرائيل المتطرفين اليهود، أما السابقة، بحسب مصادرنا، هو طلب تل أبيب من الجمهور الإسرائيلي إعطاء معلومات عن المتطرفين اليهود عبر الاتصال بخط ساخن قامت بنشره.
وأضف إلى ذلك تشبيها لافتا للمحلل العسكري في “يديعوت إحرونوت” رون بن ايشاي، حين اعتبر أن الأعمال الإرهابية التي يقوم بها المتطرفون اليهود لا تختلف عما يقوم به تنظيم داعش”، بينما بدأت تعلو أصوات داخل إسرائيل، بحسب القناة العاشرة، تطالب بمراقبة تصريحات الحاخامات ومناهج التدريس.
اخبار العربية