عزوف الرجال عن الزواج .. الوجه الأخر للعنوسة
لعل مصطلح العنوسة أو (البورة) كما يحلو للبعض أن يطلق عليه ظل مرتبطاً بشكل وثيق بالجنس الناعم “المرأة”، وذلك لأسباب كثيرة منها ماهو متعلق بالمظهر ومنها ماهو متعلق بأسباب تختلف من امرأة لأخرى، لكن في الوقت الراهن انتقل المصطلح إلى الرجال، إذ ما عادت العنوسة حكراً على النساء فقط بل هي كائن يمشي بثبات وسط فئة كبيرة منهم رغم أن خيار الزواج أمر يقرره الرجل، لكنها تغلغلت بنسبة كبيرة وسط الرجال وأصبحت كلمة (العنوسة) مناصفة بين الجنسين، كما أن أسبابها عند الرجال تتعدد بعضها لظروف اقتصادية وهذه بنسبة أكبر وبعضها لحالات نفسية والبعض الآخر (لشيء في نفس يعقوب). كثير من الرجال يعيشون في عنوسة وعزوف عن الزواج رغم ظروفهم الميسورة منهم مشاهير ذكرهم التحقيق كنماذج لأعداد كبيرة من العانسين الذين لم يكملوا النصف الآخر من الدين، منهم من قضى نحبه ومنهم من هو على قيد الحياة. (المجهر) حققت في قضية عنوسة الرجال (وطعنت الفيل بدلاً من ظله).
ماهية العنوسة
العنوسة هي تعبير عام يستخدم لوصف الأشخاص الذين تعدوا سن الزواج المتعارف عليه في كل بلد وبعض الناس يظنون أن هذا المصطلح يطلق على الإناث فقط من دون الرجال، والصحيح أنه يطلق على الجنسين ولكن المتعارف عليه مؤخراً هو إطلاق اللفظ على النساء في الأغلب . يقول الله عز وجل: (وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) صدق الله العظيم .
لهذه الأسباب رفضوا الزواج
تقدم أحد الشباب لخطبة بنت جيرانهم في الحي وهو يمني نفسه بالزواج بها لكنها رفضته بدون إبداء أي عذر منطقي للرفض، فحز الأمر في نفسه كثيراً وجعله يقرر عدم التقدم لخطبة فتاة أخرى خوفاً من تكرار نفس السيناريو، وظل الشاب على هذا الحال حتى بلغ سن الأربعين.
وفي أغرب الأسباب ذلك الذي يدعو للحيرة وهو عندما أعجب شاب بفتاة جميلة ووقع في حبها وقرر الارتباط بها فأخبر والده بالأمر وطلب منه أن يذهب لأهل الفتاة ويخطبها له، وبالفعل وافق والده ورافقه لأسرة الفتاة وقبل أن يطرح لهم ما جاء من أجله طلب رؤية الفتاة التي يريدها، ابنه وعندما رآها أعجب بها الأب إعجاباً شديداً فطلبها لنفسه حيث وافقت الفتاة وعندما علم الشاب بالخبر صدم وقرر عدم الزواج.
بينما يعيش الشاب “ك.ع” حالة نفسية خاصة دفعت به خارج منظومة الحياة الزوجية حيث ظل الشاب في عزله تامة عن الجنس الآخر لا يطيق الحديث عن الزواج والعلاقات العاطفية، وروت خالة الشاب لـ(المجهر) أنه يعاني من مشكلة نفسية منذ أن كان يدرس في المرحلة الثانوية. وأضافت أن ابن شقيقتها يكره الجنس الآخر ولا يطيق الحديث عن الزواج، وتابعت أنه لم يعرض على أي طبيب نفساني لتلقي العلاج.
تحليل مجتمعي
تقول “ب.ع” إنه ولأسباب أسرية تسببت له في حالة نفسية أو عقدة عزف ابنها البالغ من العمر (55) عاماً عن الزواج. وقال الشاب “ف.ل” لـ(المجهر) إن الظروف الاقتصادية تشكل العامل الأول في العزوف عن الزواج وبعد ذلك مجموعة أمور أخرى مثل المشاكل الأسرية، ثم عرج مبيناً كيف أن الظروف الاقتصادية أوجدت كثيراً من الشباب العاطل رغم تخرجهم في أعرق الجامعات السودانية، فضلاً عن هجرتهم كيما يجنوا المال ففني عمرهم وتقادم.
ومن جانبه قال “محمد علي” (45) سنة في الغالب المشاكل تكون مادية، لكن بعض الرجال لديهم مشاكل نفسية من الزواج أو أسرية.
يقول الأستاذ “ع.ب.ع” والذي يبلغ من العمر(48) عاماً بجامعة أم درمان الإسلامية إن أسباب عنوسة الرجال تتمثل في عدم الاستطاعة، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم). وبحسبه فإن هناك كثيراً من العادات والتقاليد التي ظهرت مؤخراً مثل عدم زواج أي بنت إلا من داخل الأسرة .
إحصائيات ونماذج
أشارت إحصائية للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء إلى وجود تسعة ملايين شاب وفتاة فوق سن الخامسة والثلاثين لم يتزوجوا بعد، بينهم (3) ملايين و(636) ألفاً و(631) امرأة، في حين وصل عدد الرجال إلى (5) ملايين و(246) ألفاً و(237). ومن هنا يتضح أن مصطلح عانس أصبح مائلاً أكثر جهة الرجال وهو يطلق عليهم ولم يعد قاصراً على الإناث .
ومقارنة بإحصائيات دولية نجد أن عنوسة الرجال في مصر(9ملايين)، والجزائر(4 ملايين)، العراق (3 ملايين)، السعودية (مليون ونصف المليون)، المغرب (مليون ونصف المليون)، سوريا(700ألفاً)، لبنان( 450 ألفاً)، الإمارات ( 175 ألفاً)، الكويت (70ألف)، البحرين (50 ألفاً)، قطر (30 ألفاً).
شخصيات عامة ونجوم
وإذا نظرنا لواقع مجتمعنا نجد أن هناك شخصيات عامة وفنانين لم يسبق لهم الزواج حتى فاتهم رغم أنهم يتغنون بأعذب الكلمات ويتمتعون بمشاعر مرهفة، لكن ربما ذات المشاعر الوقادة هي التي حرمتهم من تتويج علاقاتهم أو إيجاد الصنو المناسب، منهم على سبيل المثال الفنان “أحمد الجابري” الذي توفي وعمره (59)عاماً و”الفنان “خليل إسماعيل” عن عمر ناهز الـ(65)عاماً أيضاً الموسيقار وعازف الكمان الأستاذ “محمدية”، كذلك صاحب القلب المرهف المشغول ومهموم بغيره الشاعر الراحل “محمد الحسن سالم حميد”. إلى جانب هؤلاء هناك عوانس من الرجال في الوسط الصحفي، والفني وهنالك عوانس مشهورون في الوسط السياسي والديني والطبي وفي أوساط القوات النظامية وغيرهم في المجالات الأخرى.
صعوبة اتخاذ القرار
الباحثة الاجتماعية الأستاذة “ثريا الحاج إبراهيم” ذكرت عدداً من الأسباب لعنوسة الرجال منها على سبيل المثال اعتماد الأسرة الممتدة من أبناء الإخوان والأخوات وغيرهم، فيما تشكل الأسباب الاقتصادية عاملاً مهماً حيث يجد الشاب صعوبة في اتخاذ القرار.
وأضافت: أيضاً تلعب العلاقات المفتوحة التي ينشئها الشباب مع عدد من الفتيات في تأخر اتخاذ القرار في الزواج، كذلك نجد بعض الشباب يتمتع بطموح زائد على المستوى المهني والأكاديمي ما يؤثر في قراره، كما أن هنالك من تتسبب العادات والتقاليد بل التقليعات المبتكرة في الأعراس والطقوس المكلفة للغاية والتي تجعله متخوفاً من الإقبال على الزواج.
رأي الدين
هيئة علماء السودان دائرة الفتوى ونائب الأمين العام بهيئة علماء السودان (دائرة الفتوى) الشيخ “محمود علي الطاهر” قال: إن الحياة الزوجية تقوم على الإنفاق والقوة البدنية والاستعداد النفسي، وجوانب أخرى كثيرة حصرت في قوله (صلى الله عليه وسلم) (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحسن للفرج ومن لم يستطع منكم فعليه بالصوم فإنه له وجاء). وهذا التوجيه النبوي الكريم فيه حث على الشباب يشمل جميع القادرين الرافضين الواجدين لهذه الصفة في القسم ويكون الزواج حراماً لمن لا يجد في نفسه الكفاءة الجسمية والنفسية والكفاءة المالية.
وفيما يلي عزوف الشباب عن الزواج حتى يتقدم بهم العمر ويصلون إلى سن الأربعين أو ما يزيد، فإن هذه المسألة في اعتقادي لها عوامل كثيرة وفي الغالب الأعم مرتبطة بالعادات التي يتبعها البعض. وفي اعتقادي أنها أحد المؤثرات في تأخير الزواج بجانب أسباب أخرى.
أسباب نفسية
وقال: استشاري الطب النفسي والعصبي أستاذ الصحة النفسية البروفيسور “علي بلدو” إن الرجال أيضاً يعانون من تأخر سن الزواج والعنوسة شأنهم شأن النساء على خلاف ماهو سائد ويعتقده الكثيرون، وأن هنالك عوامل اجتماعية معروفة مثل الفوارق بين الرجل ومن يرغب في الارتباط بها والمشاكل الأسرية وكذلك تحمل المسؤولية تجاه الأسرة وباقي الإخوان والإخوة وهو يرفع شعار(بعرس بعدما أعرس لإخواني الصغار). أيضاً العوامل المالية وتكاليف الزواج والمصروفات العالية كلها تؤدي لاستمرار الرجال في حياة العزوبية. .ويعرج “بلدو” إلى النواحي النفسية منها الإخفاق في العلاقة العاطفية الأولى والتي تسبب للرجل نوعاً من فقدان الثقة بالنفس والخوف من خوض غمار التجرية مرة أخرى وغالباً ما يرتبط هذا النوع من الرجال بالمرأة الأولى، أضف إلى ذلك الشعور الدائم بالاكتئاب وعدم الرغبة في الارتباط لصعوبة تبادل المشاعر والأحاسيس وعدم القدرة على الأخذ والعطاء. وتوجد نسبة مقدرة بحسب “بلدو” لا تدرس الحياة الزوجية وترغب في الحياة بصورة حرة دون قيود حتى ولو كانت ذهبية.
مشاكل معيقة
واستطرد “بلدو”: ويمكن أن يعاني بعض هؤلاء من مشاكل أخرى مثل الحياة الجنسية، المثلية، والعجز الجنسي، ولا تنسى أن العنوسة لدى الرجال تزيد من الضغط النفسي والأمراض العضوية كالسكري والقرحة، وتزيد من مخاطر المرض النفسي والاكتئاب ومخاطر الولوج لعالم الإدمان أو حتى الانتحار أو الشعور الدائم بالدونية والخجل والانزواء الاجتماعي .
ده كلام فارغ ما في قروووووش
خلاص المال عندنا الصلاة الرسول او نبور كلنا سوا
((ويكون الزواج حراماً لمن لا يجد في نفسه الكفاءة الجسمية والنفسية والكفاءة المالية.))………….كلام زي الزبادي والروب العادي