سياسية

القيادي بالسلطة الإقليمية لدارفور “بحر إدريس أبو قردة” لست المسؤول عن إفشال احتفال (السلام روتانا).. والمتسبب في الاشتباكات يتبع لـ”السيسي”!!

أثارت التوترات والاشتباكات التي وقعت مؤخراً بين عناصر يتبعون لرئيس السلطة الإقليمية لدارفور د. “التيجاني السيسي” والأمين العام للسلطة الإقليمية وزير الصحة “بحر إدريس أبو قردة” التي أدت إلى إفشال احتفال فتح مظاريف العطاءات لمشروعات السلطة بفندق (السلام روتانا) بالخرطوم، أثارت سخط عدد من القيادات السياسية والتنفيذية، سيما وأن عدداً من الدبلوماسيين كانوا حضوراً وشهوداً على تلك الحادثة.. (المجهر) التقت بالسيد وزير الصحة “بحر إدريس أبو قردة” في حوار ساخن كشف فيه عن أصل القضية وما دار في فندق (السلام روتانا) بالتفصيل.. وأجاب عن الاتهامات التي تلاحقه بأنه من تسبب في إفشال الاحتفال، إلى جانب عدد من الأسئلة الساخنة التي أجاب عنها بصراحة في الحوار التالي..
{ بداية.. مرحباً بك سعادة الوزير “بحر إدريس أبو قردة”؟
ــ أهلين وسهلين بيكم ناس صحيفة (المجهر).
{ ندلف مباشرة إلى الموضوع.. أنت متهم بمسؤوليتك المباشرة عن الأحداث التي كان مسرحها فندق (السلام روتانا) عشية التوقيع على المرحلة الثانية من مشروعات السلطة الإقليمية لدارفور؟
ـــ (صمت برهة).. وأجاب بلهجة حادة: لست أنا المسؤول عما حدث.
{ لكن كل الاتهامات تصب في أنك السبب وأن أنصارك هم من قاموا بتخريب الاحتفال؟
ـــ أتحدى أي شخص كان داخل القاعة أن يثبت أنني السبب، أو أن من قاموا بذلك يتبعون لي.
{ “السيسي” و”أمين” اتهماك بأنك سبب الخراب الذي حدث؟
ـــ “أمين حسن عمر” الذي يتحدث عن التحضر وينسب لي إفشال الاحتفال ويقول إن ما حدث من شخصي الضعيف، هو السبب الأساسي فيما حدث بقاعة الاحتفال بـ(السلام روتانا).
{ كيف.. اشرح لنا أكثر؟
ـــ من البداية كانت لدينا تحفظات واضحة على أن يرأس د. “التيجاني سيسي” السلطة الإقليمية وهو في نظرنا فاقد للشرعية بعد انتهاء مدته، ولكننا بحكم إيماننا بسمعة الوطن شاركنا في الاحتفالية، وصعد شاب إلى المسرح وهو يتبع لـ”السيسي” وحاول التحدث وإبداء رأيه، لكن أنزلوه عنوة من المسرح، وحالوا إخراجه من القاعة وأنا من رفضت ذلك لإيماني بأنه يجب يقول رأيه بكل صراحة، وحينما رفض الانصياع حدثت مناوشات من أتباع “السيسي” وحدثت ملاسنات، وهنا عبرنا عن رأينا في السلطة غير الشرعية.
{ إذن كيف تتهم “أمين حسن عمر” بأنه الذي تسبب في ما حدث؟
ــ نعم.. هو الذي تسبب في خراب الليلة، بعد أن قام من مقعده وأخذ يستفزنا بحديثه، وهذا “الأمين” الذي يتحدث عن التحضّر حينما هاجمنا ما كان عليه أن يتحرك من مقعده ليتحدث وتحدث المشاحنات.. وشخصياً أنا محتار في أمر هذا الشخص، أليس هذا هو “أمين” الذي كان ينادي بعدم تمديد فترة رئاسة الرئيس “البشير” والآن يقف بجانب “التيجاني سيسي” في دورته المنتهية؟!
{ قلت إن لديك تحفظات وشاركت بالمحفل.. ما هي؟
ـــ المشروعات التي كان من المؤمل أن تتم إجازتها وعرضها لم تمر على الجهاز التنفيذي أو التشريعي للسلطة حتى يتم البت في أمرها، إضافة إلى التحفظات الثابتة لدينا في استمرار “السيسي” رئيساً للسلطة بعد انتهاء مدته.
{ استمرار “السيسي” جاء بمرسوم من رئيس الجمهورية.. كيف إذاً يكون فاقداً للشرعية كما تقول أنت الآن؟
ـــ حسب اتفاقية الدوحة للسلام، انتهى أجل السلطة الإقليمية سياسياً في يوليو المنصرم، لكن الأخ رئيس الجمهورية مدّ أجلها لعام قادم.. مدّ أجل السلطة كآلية وليس رئيس السلطة، وذكر في المرسوم الأحزاب المنوط بها المشاركة في السلطة، ومنها حزب التحرير والعدالة والتحرير والعدالة القومي والمؤتمر الوطني والعدل والمساواة لنتفق على كيفية ملء المواقع أو التعامل مع الجهاز التنفيذي والرقابي للدولة، لذا بهذه الكيفية والمرسوم الصادر فإن “التيجاني سيسي” ليست لديه الشرعية ليأتي ويمارس مهامه.
{ البعض يتهمكم بأن ما جرى داخل القاعة كان مرتباً له سلفاً من قبلكم في محاولة لإفشال وإحراج “السيسي” أمام الضيوف؟
ـــ ليس هنالك أي ترتيب، نحن بعد ما جرى في القاعة من الشاب الذي يتبع لـ”السيسي” أدلينا بدلونا وأخرجنا اعتراضاتنا إلى العلن، وهي ليست وليدة اللحظة واليوم ومعروفة، وتحفظنا على استمرار “السيسي” رئيساً للسلطة الإقليمية أصلاً ثابت منذ فترة طويلة.
{ راج حديث كثيف عن استدعائك من قبل لجنة محاسبة على الاتهام الذي وجه إليك؟
ـــ هذا ليس صحيحاً، لم يتم استدعائي من قبل أية جهة.
{ هل ستقدم اعتذاراً عما جرى سيما وأن البعض طالب بمعالجة هذا الموقف في ظل وجود دبلوماسيين؟
ـــ لن أقدم أي اعتذار لأنني لم أخطئ، ولن أتحمل أخطاء الآخرين.
{ وما هي الخطوات المرتقبة جراء ما حدث؟
ـــ نحن نتمنى من الدولة أن تتدخل وتجد معالجة لما يجري.
{ هل بالفعل تمت مساءلة المخفقين في ذلك الاحتفال؟
_ يفترض أن يتم ذلك.. وهذه مسؤولية الأجهزة الحكومية المعنية بذلك وليس أنا.
{ ما هي مطالبكم بالتحديد؟
ـــ المطالب ثابتة، أن يتنحى “التيجاني سيسي” عن قيادة السلطة التنفيذية، وعرض المشروعات وإجازتها بصورة صحيحة بدلاً عن الصورة التي تم بها عرض المشروعات.
{ السيد الوزير.. هنالك حديث عن مبادرة لرأب الصدع بينك ودكتور “التيجاني سيسي” في أعقاب ما دار من خلافات حادة؟
_ أنا أيضاً أسمع مثلكم عن هذا من (برة)، لكن عملياً لم يتحدث معي شخص بهذا الشأن، وقد تكون هنالك مبادرة، لكن في النهاية (ما عندي علم بها).
{ حديث عن تسوية بتعيين رئيس بديل للسلطة الإقليمية لدارفور خلفاً لدكتور “السيسي”؟
_ هذا هو مطلبنا الذي ظللنا ننادي به، ويمكن أن يتم تعيين أي سوداني حتى لو لم يكن من أبناء دارفور.. هذا ليس ضرورياً بالنسبة لنا.. طالما أنه قادم لتنفيذ ونزيل الاتفاق على أرض الواقع، ونحن لا نتمسك بأن ينحصر الخيار في حزبنا أو أي من الأحزاب المشاركة في الاتفاق.. مطلبنا فقط أن يكون شخصاً كفؤاً (وعندو إرادة وهمة) لتنفيذ (اتفاق الدوحة).
{ ما خرج إلى العلن بأن الشخص المراد تعيينه في منصب رئيس السلطة هو الفريق “إبراهيم سليمان”؟
_ والله (ما عندي علم)، لكن المهم هو أن يكون الشخص معروفاً بالنسبة لنا، وهنا (ما بيكون عندنا مشكلة).
{ لم تقل وجهة نظرك في خيار تعيين الفريق “إبراهيم سليمان” خلفاً لـ”السيسي” صراحة؟
_ كما قلت لك (ما عندنا مشكلة)، فقط نحن نتمسك بالشروط التي قلتها، لكن الأمر في النهائية سيخضع للمشاورة والتنسيق حتى يتم التوافق على الشخص المناسب.

 

 

المجهر السياسي