آنية صحية وديكور وزينة شعبية.. القرع إذا زُخرف
ما إن انخرط “أبكر آدم جمعة” في حياة العاصمة بعد قدومه بأيام من ولاية غرب دارفور حتى وجد نفسه متنقلاً بين مهنة ومهنة فكلما ولى عنه الحظ وأدبر انتقل إلى أخرى، إلى أن أرشده ونصحه بعض أصدقائه بالعمل في تجارة (القرع)، بل وساعدوه بتوليهم مهمة (توريده) وجلبه من الولايات الغربية، على أن يضطلع هو بمهمة بيعه في أسواق العاصمة.
من زمان
بالطبع، ليس هذا هو نبات القرع الذي يستخدم في صناعة الطعام، بل ذلك الذي يصاغ لوحات فنية ويُزخرف برسومات ومنمنمات رائعة، هكذا ابتدر (أبكر) مهنته الجديدة، وقال لـ(أرزاق) التي التقته في مكان عمله بالقرب من (كوبري كوبر) إنه يستخدم القرع لصناعة الأواني المنزلية، وقد استوحى هذه الفكرة من بدايات القرن الماضي حيث كان السكان المحليون في أنحاء متفرقة من البلاد يفعلون ذلك، وها هو الآن يعيد صياغة الفعل وصبه في قوالب عصرية من حيث الرسوم والزخرف والأشكال.
إناء وزينة
كشف أبكر عن ارتفاع أسعار منتجات القرع، لافتاً إلى أن سعر الإناء من القرعة الكبيرة بلغ (20) جنيها و(15) للمتوسطة، أما الكؤوس المصنوعة من النبات فتتراوح أسعارها بين (10-8-6-4-2) جنيهات. وأوضح أن أغراض القرع متعددة كأن يستخدم كأوان للطعام والشراب، وأشار (أبكر) إلى أن لأواني القرع أسماء كثيرة منها (المقرافة، البخسة، والكأس)، منوهاً إلى أن (الزينة) هي من أهم استخدامات القرع المزخرف الذي يوضع في المنازل لهذا الغرض، مؤكداً على انتشار زينة القرع في كل ولايات السودان بجانب الإقبال الكبير من الأجانب عليها، خاصة وأنها – بحسب وجهة نظره – غير ناقلة للأمراض الأمر الذي جعلها سلعة عالمية يزداد عليها الطلب خاصة من منسوبي الدول الأفريقية والصين.
اليوم التالي