وليد زاكي الدين: بسبب المال ولدت أغنيات تدعو إلى المجون وتفسد الأخلاق
الفنان وليد زاكي الدين من مواليد أم درمان مصنع الفن ومنبع الجمال ترعرع بين أحياء البوستة والعباسية وبانت وتخرج في الجامعة الأهلية وأرسى مدرسة فنية خاصة به وكتب اسمه فى سجل جيل الوسط المتميز وقرر منذ انطلاقته الفنية أن يعتمد على أغنياته الخاصة و نجح في ذلك حيث رفد المكتبة الغنائية السودانية بروائع الأغنيات ذات الألحان المموسقة والمفردات المختارة بعناية استضفناه للوقوف على بعض ملامح تجربته الفنية.
# رغم إبداعك وإنتاجك المتميز ما زلت تقف عند محطة تجاوزها الكثيرون من جيلك ؟
= الحمد لله أقدم ما يرضيني ويقنعني ويرضي المتلقي وكل ما قدمته استطيع أن أدافع عنه ولم أفكر يوماً في السباق أو من يسبق من وكل ما قدمته أو ما سأقدمه سيأتي يوم ويجد حظه وهكذا هي الفنون ضع كلمتك وتمضي ولدي الآن 16 عملاً يبث في عدد من الإذاعات والتلفزيونات وما يهم هو أن يكون المنتوج يخاطب وجدان الإنسان بفطرته الربانية وأن اختفت الفطرة السوية فلابد أن تعود إلى إنسانيتها يوماً ما ،ولم ولن أجاري ما لا يفيد الناس.
# ولماذا توقفت عن تقديم البرامج التلفزيونية الفنية والمنوعة؟
= عندما قدمت برنامج كل الجمال بالفضائية السودانية لم أفكر في أن النقاد سيقيمون التجربة على أنها خصم من عطائي الفني وتعرضت لحملة من النقد المتواصل وذهب الكثيرون إلى أنني تركت الغناء وتم خلق تأثير سالب على القراء وصدّق البعض أنني تركت الغناء وأصبحت مذيعاً وهذا ما جعلني أتوقف فوراً عن البرنامج لإحساسي بالظلم من البعض والبرنامج حقق نتائج إيجابية وأسهم في دعم مجال الفن والموسيقى وتقديم إبداع الرواد والشباب الجدد ولا ضير من بعض الإحباط الذي تتبعه صلابة وعزيمة نحو المستقبل.
# يرى البعض أن ألحانك متشابهة بسبب أنك تلحن لنفسك وتخاصم الملحنين الآخرين ؟
= ليس عيباً أن يلحن المغني لنفسه وكبار نجوم الفن خاضوا التجربة بنجاح ولي تعاملات مع ملحنين ولكنهم لا يتجاوزوا نسبه 25% من جملة أعمالي وذلك ليس لعدم قناعتي بالآخرين ،بل الحالة الشعرية هي التي تفرض سيطرتها عليّ مع العلم بأنني كتبت ولحنت لغيرى من الأصوات أما مسألة تشابه الألحان الحمد لله لديّ المقدرة على تجاوزها وهذا من فوائد الدراسة.
# يقال الجدد سحبوا البساط منكم و(العدادات) ؟
= الفنون لا تقاس بالقيمة التجارية ولا ضير أن يكون لكل زمان فنانوه الذين يعبرون عنه ولكن تبقى القيمة الفنية التي تقدم هي مربط الفرس وهي التي تقيّم جيل عن آخر فالمسيرة ستمضي وتتغير أن تغيّر الواقع المعيش
# ما رأيك في تجربة نجوم الغد ؟
= نجم الغد هو ما نرى فيه التجديد وليس التجميد للغناء السوداني بترديد أغنيات خالدات وبعض الشباب اعتبر البرنامج وسيلة لعالم المال دون تجويد الأداء وأتمنى أن يتم تغيير البرنامج من ترديد أغنيات إلى تقديم أغنيات وأن يتم اختيار الأصوات خارج الكاميرا لأن في اعتقادي صاحب الصوت الجميل لا يحتاج إلى أن يغني أغنية معروفة حتى يجد الإعجاب لذلك تطوير الفكرة سيجعل شعراء وملحنين هذا الزمن يدلوا بدلوهم ويعبروا عن أنفسهم وأن لم يجدوا الفرصه الآن فمتى سيجدونها.
# لماذا وقف جيلكم المثقف والدارس والمستنير عاجزاً عن صد سيل الأغنيات الهابطة ،بل وجارى بعضكم غناء جيل اليوم؟
= لعل البعض من جيلي فضّل أن يجارى الإسفاف من أجل المال وأصبح من يريد أن يقدم غناءً جيداً ليس له مكان في الأجهزة الإعلامية المزاجية وهنا أقول لا يستوي الظل والعود أعوج ولا ينكر أحد ما حدث للمجتمع من تدنى فكرى وثقافي والضحية هي الأجيال التي لم تجد من يعطيها الخبرة والمعرفة لمواصلة الطريق وأصبح كل من لا يعرف يعلن نفسه متمرد على الوجدان ويرى بأن من حقه أن يسمم المجتمع معتقداً بأنه يقدم ما يريدون وهناك عدد من الأغنيات تدعو إلى المجون والفساد الأخلاقي.
# أين أنت من عالم الرياضة وكرة القدم المجنونة؟
= علاقة الفن بالرياضة علاقة قوية وأن كان الفن يخاطب الروح فالرياضة تخاطب الجسد والروح والجسد هم أساس تكوين الإنسان ومن الضرورة أن تكون الرياضة للجميع والفن لمن يستطيع وأنا مارست الرياضة وعاشق للون الأزرق ومحب للهلال ولكني أشجع الأحمر عند تمثيله للسودان وعالمياً أشجع برشلونة ومنتخب البرازيل (السامبا).
# أنت متهم بأنك فنان مغرور؟
= الغرور والتواضع تقييمهم نسبي حسب عقد المتعامل معاك ولكني أؤمن بكلام الله (وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ). ومن تواضع لله رفعه.
محمد شريف
صحيفة قوون
اول مرة اسمع بفنان اسمه وليد زاكي الدين ..هل كان مزيعا من قبل وقلب للفن.
وليد زاكي الدين فنان من جيل نادر خضر ومحمود عبد العزيز وأسامة الشيخ. ولكن لأنه فنان ملتزم بتقديم فن خاص به بعيدا من المستوى الهابط فلم يجد له حظا في السوق