المثنى احمد سعيد

من يجيب هذا الصبي ؟


فتىً نظر الى سحنته فوجدها لاتشبه من حوله
تأمل نُطق الكلمات فرآه مختلفا تأمل عبادة ابيه
فوجدها اكثر خشوعا واكثر تكرارا ، فادرك انه قطعا
ليس من هذه البلاد جذورا او منشأ اسرة فتشجع
وسال ؟؟؟
ابتي .. من أي البلاد نحن ؟؟
يا بنيّ نحن من بلاد لبس فيها اناس عمائم
واسموا انفسهم بالمسلمين وافتوا بقتل كل الرجال
وافتوا بسبي النساء وتيتم الاطفال ..
رحلنا لديار يسمعون سمعا عن الاسلام
ضيّفونا اكرمونا واشبعوا جوعانا
لكن يا ابتاه الم يكن لنا مسكن في تلك الديار
كان لنا ولجدك وجدود جدك كلنا كنا هناك
لكن يا ابي هنا نقيم في مخيم لا اعرف كيف تصنفنا البشرية
؟؟ يا بنيّ علينا الصمت لنطعم ونلبس ونتعالج
ابتي منذ ان قمت وانا هنا لم اري لي اماً ولا خالة وعما
هنا يا بنيّ تلاقينا لا نعرف من نحن قذفتنا الامواج
والتقفتنا سواحلهم ..
واين لدت يا ابي ؟؟
أه يا بني لم تثير مواجعي وتُغظ اسفي وحسرتي؟؟؟
ولدِت هنا بنيّ!!!! تحت شجرة، نعم شجرة كانت تواري سوءة امك
يوم وضعتك ..
لا هي نخلة مريم ولا نخلة العراق ولا برتقالة حيفا
ولا زيتونة الاردن ولا عنبة اليمن .. شجرة لا نعرف لها مسمى غير
انها وارت سوءة امك
شجرة مخضرة وكثيفة الظل . وندية الثري
وجدنا عندها امانا من غير جدار،، جاءنا الطعام من ،، من غير حساب
لم نعد نسمع اصحاب العمائم وهم كل صبح اما يحرمون او يحللون
ماذا يقطع من اجسادنا ،،
كانت تلك الشجرة آمن لنا من جلاد ربى العتاة لجلدنا بالسياط
بل لم يكتفي فحمل البراميل فوق رؤوسنا قلنا براميل سقيا
لكن كانت براميل هلاك
هد البيوت والقلاع وفي عقر دارنا اضرم النار
ركبنا البحر خرجنا نحن وامك ونفر كثير .. ومات ألان وامه
وكل اهل بيته لم تبقى منهم غير صورة حزينة كئيبة
احتضنها الشاطئ ألان ابكى العالم احزن القساة تعجب اليهود
هكذا من اجل كرسي زائل يرمون اطفالهم ويزهقون الارواح أهكذا
النفوس عندهم سلعة رخيصة .. ؟؟
تعجب الكثيرون والكثير من من لم يسمع بالإسلام هل حقا
هم هكذا ؟؟؟ اذن فليبدلونا دينا بدين !!! لان دينهم
لا يقر ما فعلوا ونحن لا نفعل ولا نقر بدينهم ..
يا بني سأحفر على ساق تلك الشجرة تاريخ ميلادك
واكتب هنا ولد لي ابني كان اسعد حظا مني ومن جدودي
سأكتب على هذه الشجرة هنا ولدت امرأة كانت ستباع في سوق النخاسين
او تسبى وتغيب الى الابد عن العين ..
وسأكتب كانت رحمة الله حاضرة حين نجونا من غدر الغادرين
وكانت رحمته حاضرة حين سقينا ماء نظيفا واعطونا غطاءً يحمي
الصقيع والزمهرير
ودعني بني انظر من على ذلك الجبل الى ديار اهلي هل اتاهم رشيد
علني ارى قد عاد لهم عقلهم ورموا سلاحا لا يعرف القوي والضعيف
لأرى هل خمدت نار حرب تحرق كل يوم الاطفال والمسنين
دعني ارى واتذكر ان بلادي هي بلاد الاسلام ونبي الرحمة
وشفيع المسلمين دعني ارى علني ارى الوادي المقدس طوى .
واسترجع واستذكر كلام الله لموسى ..
خلع موسى نعليه مطيعا ربه ولبس قومي وتمنطقوا سلاحا للقتل
علني يا بني ارى ان اهلي جلبوا ماكانت حصاد العنب من اليمن
او ان نخيل العراق فاض نتاجه ووصل خراجه لموريتانيا والنيجر
علني ارى خضرة سدت الافق بين النيلين وان بواخر تحمل الغذاء للعالم
علني يا بني ارى حدودا قد مسحت وان جوازا قد مزق ومرحب بي اين حللت
يا بني دعني استذكر الجيّد من قومي عل الحنين يرجعني ،،
يا ابتاه هذه الديار التي وصفتها لا تشبهنا ولا يجب ان يكون لها حنين يرجعنا
كيف اجتر الذكرى والحنين لبلد تبدلت مياه الانهار لدماء وما عاد لون دجلة لونه
ولا عذوبة الفرات طعهما ..
أي بلد هذه التي تحن اليها ابي والشخص يقتاد للقتل لمجرد اسم كتب في بطاقة

…. أي بلاد ابي هذه التي تقتل لا نه مكتوب في هويته مسلم سني .. أي بلاد تلك
ابتي تحن اليها والكذب هو ديدن العمائم والفتوى كذبا والقول على رسوله
كذبا ليل نهار .؟؟
كيف يا ابتي تحن لبلادي ينتظر الصقر موت الرضيع ليختطفه طعاما لصغاره
تماما كما يفعل حكمانا يقتلوننا ليعيش اطفالهم\
ابتاه دعني من تلك الذكرى والتفت الي حالنا ودعنا ننتشى بهذا الجمال !! اقصد هذا السلام
ما استغرب له ان من آوانا هو من يبيع السلاح لقاتلنا ..واعجب له ان بائع السلاح
يستنكر فعل قاتلنا ويدعي حربه وعقابه .. ولكن تزداد الاسلحة فتكا وكل يوم
مسمى جديد لناس يقتلوننا ..
ابتي اني ارى بلادنا تتبخر بل كل البلاد تتمزق وتتقسم
هل هذا من فعل بنيه ام انه مخطط..؟
انهم ادركوا في الاتحاد قوة وفي الفرقة ضعف ولذا فرقونا شتتونا على بلادهم
كرماد جثة عند هندوسي او بوذي ,, نعم تفرقنا برياح الهجرة وتبخرت
بلادنا بقتل ما تبقى ..
ولكن سؤال يا ابتاه .. من اين سيأتي هؤلاء بشعوب يحكمونهم فقد اصبحت الديار خاوية ..
حتى الطيور هجرة اوكارها واعشاشها
من سيحكمون وقد صمت كل شيء بل مات كل شيء
وبقيت طوبة واحدة تقول انا بريئة من قتل اهل داري
فما سقطت عنوة ولا مقصدا بل اسقطني كاره لبني جنسه
واسقطني من لا يعرف للإنسانية قيمة
كان الله في عون ارض يطأوها قساة جفت ماقيهم من دمع
الرأفة والرحمة ..
نبينا اوصى بالإحسان في الذبح واوصى بان لاترى الذبيحة اختها تذبح
ونحن جلادونا يذبحون الوليد اما امه ..