قالوا الحجيج قطع طالب نور البقع.. واقع الحج بين الأمس واليوم.. 25 جنيهاً فقط
الحج موسم روحي للهجرة إلى الله كأحد أركان الإسلام الخمس، الذي تحكمه الاستطاعة لمن استطاع إليه سبيلاً، وقد انتفت المشقة التي كان يلاقيها الحاج في الأزمنة السابقة، وأصبح الطريق إليه ميسورا، وقد تكون الشكوى منحصرة في أشياء أخرى منها ما نسرده هنا من خلال حديث مفتش الجمارك الذي نشر بصحيفة الصحافة الصادرة في العام 1972. والمفارقات المدهشة وخاصة النقدية منها، كما جاء في الحديث أدناه:
حج 1972م
موسم الحج للعام 1972 تميز عن غيره من المواسم السابقة بارتفاع عدد الحجيج إلى تسعة وعشرين ألفاً وأربعة حجاج، ويترتب على ذلك ارتفاع ظاهرة جلب المقتنيات والبضائع الفاخر منها والعادي وتهريبها أيضا تحت ستار أداء الفريضة، وينشط عمل جمارك مطار الخرطوم في معالجة الأمر بالاحتجاز مرة وبمعالجات أخرى وتحتجز إلى أن يسدد الحاج ثمن حاجياته ويستلمها بعد تقييمها حسب قيمة الرسوم الجمركية، وقد حددت بالنسبة للثياب المطرزة النسائية الفاخرة 315%، أما بالنسبة للعادية، فهي 115%، وهذه النسبة الخيرة تنسحب أيضا على المعدات الكهربائية.
أقصى مبلغ مسموح به للحاج
خمسة وعشرون جنيها هو أقصى مبلغ مسموح به للحاج ليشتري به هدايا، وفي نطاق هذا المبلغ يسمح للحاج بثوب واحد وللحاجة ثوبين، وعلى هذا الأساس يكون المسموح به من الثياب المعفاة من الرسوم الجمركية هي 45 ألف ثوب، وإذا كان متوسط رسوم الثوب الجمركية يقارب العشرة جنيهات، فإن الرسوم المعفاة تبلغ 450 ألف جنيه تفقدها خزينة الدولة سنويا.
ويواصل محمود زكي مفتش الجمارك حديثه بأن الحجاج يحتاجون إلى توعية تشمل النواحي الدينية والاقتصادية والوطنية، تقع على عاتق أجهزة الإعلام عن طريق محاضرات تنبه إلى أن أي عملية إتجار أو توفير أثناء تأدية الفريضة، قد تؤثر في مقدار هجرته في سبيل الله، واقتصاديا فإن عمليات جلب البضائع بكميات كبيرة وبقصد الإتجار أو توفير فروق الأسعار إنما تؤثر في اقتصاد البلاد.
انتظار داخل الخيام
في جولة لمندوب الصحيفة داخل الخيام التي ينتظر بها الحجاج عند عودتهم لحين انتهاء إجراءات عودتهم، تلاحظ معاناة احتجازهم لمدة طويلة بدليل طائرتهم التي وصلت الخرطوم في السادسة والنصف صباحا، وبقى الحجاج حتى الواحدة ظهرا، برره ملاحظ الجمارك بأن مثل هذه الطائرة تحمل مائة وثمانين راكبا، وأن كل راكب يحمل معه عدة حاجيات وأن هذا الراكب سيمر بإجراءات الصحة.
والجوازات والجمارك قطعا سيترتب عليه هذا التأخير بالإضافة إلى أسباب أخرى تأتي من جانب الحجاج أثناء تفتيش حقائبهم، حيث تدور مناقشات وانفعالات من جانبهم بقصد أن يحظى بمعاملة خاصة في التفتيش أو أن تحمي مقتنياته من الرسوم الجمركية.
أسباب أخرى متعلقة بتأخير الحجاج:
وقال إن هنالك عاملاً آخر هو أن كثيرا ما يحدث وصول طائرة، وتكون حقائب الركاب في طائرة أخرى وشيكة الوصول للمطار، عندئذ يحدث التأخير، إلى جانب الأسباب التي سبق ذكرها والتي تشكل الأساس في عملية الانتظار لأنه بعد نزول الحجاج من المطار يتوجهون إلى الخيام المعدة لهم ثم يتوجهون إلى إجراءات الصحة ثم ترحيل العفش وترتيبه أمام قسم الجمارك ثم يقومة الحجاج بعملية فرز حقائبهم، والتعرف عليها بعدها تبدأ مهمة ضباط الجمارك في التفتيش عن الحقائب، وما زاد عن الحمل المسموح به.
اليوم التالي
***أقصى مبلغ مسموح به للحاج
خمسة وعشرون جنيها هو أقصى مبلغ مسموح به للحاج ليشتري به هدايا، وفي نطاق هذا المبلغ يسمح للحاج بثوب واحد وللحاجة ثوبين، وعلى هذا الأساس يكون المسموح به من الثياب المعفاة من الرسوم الجمركية هي 45 ألف ثوب، وإذا كان متوسط رسوم الثوب الجمركية يقارب العشرة جنيهات، فإن الرسوم المعفاة تبلغ 450 ألف جنيه تفقدها خزينة الدولة سنويا ؟